أسرار تجديد واشنطن دعمها لمحمد بن نايف
نضال حمادة
يبدو أن رحلة محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود للوصول الى عرش الملك السعودي، قاربت على الانتهاء مع التسريبات التي خرجت عن اجتماعات الزيارة الأخيرة للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ال سعود الى واشنطن، وتقول هذه التسريبات ان الرئيس الأمريكي باراك اوباما أبلغ سلمان بن عبد العزيز عن قرار أمريكي بإبقاء محمد بن نايف في ولاية العهد، ما يعني انه الملك المقبل للمملكة العربية السعودية.
مصادر في العاصمة الفرنسية باريس، أفادت لموقع "العهد الاخباري”، أن الولايات المتحدة الامريكية تستعد لأكثر من احتمال في سوريا، ومن هذه الاحتمالات محاولة خوض حرب بالوكالة ضد روسيا، تكون فيها السعودية الممول الاول لهذه الحرب بالوكالة، وتشكل تركيا فيها رأس الحربة الجغرافية، على غرار الدور الباكستاني في الحرب الافغانية التي خاضتها الولايات المتحدة مع الاتحاد السوفياتي بالوكالة عبر السعودية وباكستان في ثمانينات القرن الماضي والتي شكلت السبب الاساس لانهيار الاتحاد السوفياتي.
المصادر نفسها أوضحت أن الإدارة الامريكية تراقب التدخل الروسي الجوي في سوريا، وتبني سياستها على عامل الوقت لتحديد استراتيجيتها المقبلة في سوريا بناء على التطورات الميدانية خصوصا في الشمال السوري على طول الحدود السورية التركية، وأضافت أن الروس مطلعون على الاستراتيجية الامريكية، وهذا هو السبب الاساس في تركيز العمل العسكري الجوي الروسي والبري السوري في شمال سوريا.
وحسب المصادر، فان القرار الامريكي بالتخلي عن دعم ولي ولي العهد محمد بن سلمان الذي يشغل منصب وزير الدفاع السعودي في سعيه لازاحة ابن عمه ولي العهد محمد بن نايف الذي يشغل بدوره منصب وزير الداخلية، جاء بناء على التدخل العسكري الروسي في سوريا، وعمل واشنطن على وضع استراتيجات متعددة للتنفيذ، في سعي لإفشال الروس في سوريا وبالتالي افشال وانهاء العودة الروسية الى العالم، والتي اتخذت من سوريا بوابة سياسية وعسكرية لها.
القرار الامريكي المستجد والذي أبلغه اوباما لسلمان بن عبد العزيز، وفق المصادر الفرنسية، أتى بسبب خبرة محمد بن نايف بالجماعات التكفيرية المحاربة، منذ اربعين عاما، وذلك يعود الى عمل والده الطويل وزيرا للداخلية في السعودية، وتولي محمد بن نايف العمل الفعلي مكان ابيه منذ خمسة عشر عاما بسبب مرض نايف بن عبد العزيز بعد العام 2000 وعدم قدرته على ادارة وزارة الداخلية، حينها.
وتابعت المصادر ان زيارات محمد بن سلمان المتكررة لموسكو، وعرضه على الروس عقد صفقات تسلح بين البلدين فضلا عن دخوله المتسرع وغير المحسوب في حرب في اليمن، عززت الدعم الامريكي لمحمد بن نايف الذي يعمل بالخفاء منذ وصول عمه سلمان لسدة العرش السعودي، على عكس محمد بن سلمان الذي خطف الاضواء الاعلامية في تحركاته وعمله السياسي، وصعوده السريع الذي يوحي بسقوط أسرع، أكدت المصادر.
وختمت المصادر مشددة على أن واشنطن، وبناء على العودة الروسية القوية الى الساحة الدولية عبر سوريا، قررت تبني خيارات استراتيجية متعددة استنادا على هذا المستجد الدولي الجديد والتي تشكل سوريا جزءا واحدا منها رغم ان دمشق شكلت بوابة العودة الروسية هذه، وأشارت إلى ان من بين الخيارات الامريكية المتعددة التي وضعتها واشنطن عودة الجيش التركي الى الحكم في تركيا والاتيان بضابط تركي يكون بمثابة ضياء الحق في باكستان ايام الغزو السوفياتي لافغانستان واتخاذ قرار نهائي وحاسم بدعم محمد بن نايف بن عبد العزيز وتأمين وصوله ملكا على السعودية بعد وفاة عمه سلمان بن عبد العزيز ال سعود.