تونس ، اليمن ، هذا العدو السعودي الذى نكرهه
أحمد الحباسى
لعل أكثر نظام يكرهه الشعب التونسي هو النظام السعودي ، و لعل هذه الكراهية المفرطة لم تأت من فراغ، بالعكس فالأنظمة السعودية المتعاقبة لا شيء يفرقها عن بعضها و هي سلالة من الفاسدين و الخونة و العملاء، و بصرف النظر عن خطب المناسبات و أحاديث بعض الهامشيين فان الوجدان التونسي لا يغفر للأنظمة السعودية تخاذلها في حماية فلسطين و في حماية زعيمها التاريخي المغفور إليه الرئيس ياسر عرفات خاصة زمن "احتجازه ” في مقاطعة رام الله و تهجم الدبابات الصهيونية على مقره على مدار الساعة ، و لان حكام السعودية يتشدقون من باب النفاق بكونهم يقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني دون أن نلاحظ لذلك تأثيرا على الأرض و الواقع فقد باتت الدول العربية من محيطها إلى خليجها كارهة لهذا النظام المتعفن.
لقد جاءت حرب تموز 2006 لتكشف كل الأقنعة و ترفع كل التباس لدى البعض بحيث كشفت التقارير الإعلامية و التصريحات الصهيونية نفسها كيف طلبت القيادة السعودية من الصهاينة كسر عظم المقاومة و الإجهاز عليها نهائيا و لم لا القبض على السيد حسن نصر الله و محاكمته في إسرائيل ، كشفت التقارير أيضا كيف رفض النظام الدموي الإرهابي السعودي ” التصريح” للجامعة العربية بالاجتماع قبل أن تنهى إسرائيل مهمتها القذرة في الإطاحة بالمقاومة ، أيضا كان للنظام العميل ضغوط متواصلة على بعض الدول العربية حتى لا تعلن مساندتها للمقاومة أو ترفض منطق انتهاك سيادة الدولة اللبنانية ، و طبعا لم تر السعودية بأسا في أن يقبل العميل فؤاد السنيورة جبين وزير الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس حتى تمنع انعقاد مجلس الأمن لبحث العدوان يضاف إلى ذلك تشجيع زمرتها في تيار المستقبل للتصويب على المقاومة و تحميلها وزر الحرب في موقف لم يسبق له مثيل في تاريخ الدول المتعرضة للعدوان الخارجي .
لقد جاءت الحرب على سوريا في لحظة تاريخية كان الشعب التونسي يعانى فيها حكم حركة النهضة الإرهابية بقيادة العميل راشد الغنوشى أحد أضلاع مؤامرة الإخوان على سوريا ، و رغم كل ما تعرض إليه الشعب التونسي من بطش و اغتيالات على يد عصابات حركة النهضة الموالية للمحمية التركية القطرية فقد واجه الشعب التونسي مخطط العميل محمد المرزوقي لعزل تونس عن سوريا و قام بإفساد اجتماع ما سمى ب”أصدقاء سوريا” في إحدى ضواحي العاصمة التونسي و قام بإحراق العلمين القطري و الأمريكي في حركة كراهية صريحة و معلنة ، و بمجرد سقوط الإخوان و انتهاء ” مهام” الرئيس محمد المرزوقي و صعود حزب نداء تونس كان للمجتمع التونسي بكل تفاصيله المدنية دور في عودة الحياة إلى العلاقات بين البلدين و إعادة فتح السفارة التونسية في دمشق بما يعكس عمق العلاقات بين البلدين و خروجا عن ” الإجماع” المفتعل و المفروض سعوديا على الدول العربية في علاقة بالمشكلة السورية .
من المؤكد أن الشعب التونسي يقف اليوم إلى جانب اليمن و إلى جانب الثورة اليمنية بتضاريسها المختلفة من باب أن كراهية النظام السعودي العميل قد أصبحت فرض عين و ليس فرض كفاية ، و من المؤكد أن الشعب اليمنى قد قام بهذه الثورة المباركة للقطع مع الماضي بما يمثله من هيمنة النظام السعودي على كل مفاصل اليمن ، هناك أيضا اتفاق على أن النظام السعودي هو نظام عميل للصهيونية العالمية و بالتالي فان إطلاق عاصفة الحزم الدموية قد جاء لمجرد تلبية الأوامر الصهيونية و لحماية المصالح الأمريكية في باب المندب ، و لان أغلبية الشعب السعودي المتخاذل لم يقف مرة واحدة في ” حياته”موقف عز و شموخ مع كل القضايا العربية المصيرية كما تقف الشعوب الأبية الحرة فقد صار لزاما على أحرار العرب أن يجمعوا هذا النظام الدموي بهذه الأغلبية الصامتة في سلة واحدة و أن يرتبوا على الشيء مقتضاه، بهذا المنطلق فمن حق الضمائر العربية التي تشاهد على مدار الساعة كيف يسقط الأبرياء في اليمن دون ذنب أن يجاهروا بعدائهم الصريح للنظام السعودي و أن يحملوا أغلبية الشعب السعودي مسؤولية الدم و مسؤولية القصاص و مسؤولية الرد على هذا العدوان في الوقت و في المكان المناسبين ، فالشعوب العربية المتضررة من دون ذنب من عدوان و همجية و بربرية النظام السعودي من حقها أن تقتص لنفسها بنفسها من كل المصالح السعودية في العالم و أن تطالب كل الضمائر الحية في العالم بالوقوف إلى جانبها لكشف هذا العدو المتحالف مع الصهيونية العالمية ، و بالإمكان اليوم الدعوة إلى مقاطعة البضائع و البواخر و الطائرات السعودية ، بالإمكان اليوم الخروج في مظاهرات لطرد السفراء و قطع العلاقات مع العدو السعودي ، بالإمكان مقاطعة المنتديات التي يكون فيها رموز النظام طرفا فيها ، و بالإمكان أيضا إعلان يوم عربي لمقاطعة النظام على كل الأصعدة أو إعلان يوم عربي للحداد على كل ضحايا العدوان السعودي في كل الدول العربية ، المهم في نهاية الأمر أن نعلن حالة الرفض و أن نقول بصوت واحد : هذا هو العدو …هذا هو العدو ..عدو كل العرب .