kayhan.ir

رمز الخبر: 28201
تأريخ النشر : 2015October25 - 20:30

بعض بركات "عثمانية" أردوغان .. مدارس "داعشية" في تركيا

نبيل لطيف

كل يوم يمر يتأكد للمواطن التركي ومن هم خارج تركيا ، حجم الورطة التي دفع بها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ، تركيا ، عبر زجها في الازمات الاقليمية ، التي شارك في خلق بعضها ، واجج بعضها الاخر ، مستخدما اقذر سلاح يمكن ان يُستخدم من اجل تحقيق اهداف سياسية ، وهو السلاح الطائفي ، واكثر الجماعات التكفيرية وحشية وتطرفا ، وهي جماعة "داعش” و القاعدة.

لا الشعب التركي ولا البلدان المجاورة وحتى البعيدة لتركيا ، وقفوا مكتوفي الايدي امام تخبط اردوغان في سياسته الداخلية والخارجية ، مدفوعا بهوس "عثماني” مرضي . داخليا وجه الشعب التركي صفعة قوية لاردوغان وحزبه عندما اسقط عنه الاغلبية في البرلمان ، في الانتخابات التشريعية الاخيرة ، وسد الطريق امامه لفرض دكتاتورية "عثمانية” في تركيا ، وهو ما زاد من حدة جنونه ، عبر اتهام الجميع بالخيانة والتواطؤ مع "العدو” ضده ، فاستخدام "داعش” في الانتقام من معارضيه السياسيين ، عبر التفجيرات التي شهدتها تركيا بعد تلك الانتخابات، والتي استهدفت المعارضة التي سددت الى اماله ضربة قاضية.

خارجيا ، اتخذت جميع الدول التي تضررت بسبب سياسة اردوغان "العثمانية” ، مواقف فضحت هذه السياسة ، التي كان يروج لها حزب اردوغان ، بانها ستقلل مشاكل تركيا مع جيرانها الى الصفر ، بينما على ارض الواقع حرق اردوغان كل الاواصر التي كانت تربط تركيا بجيرانها ، فاذا به وفي اقل من عقد ، ينعزل عن محيطه الاقليمي ، الا عن بعض علاقة غير طبيعية وشاذة مع عدو العرب والمسلمين "الكيان الصهيوني” ، وعلاقة فرضتها مصلحة مؤقتة مع النظام السعودي.

اكثر من عانى من سياسة اردوغان العبثية ، هو الشعب التركي ، لذلك كانت الصفعة التي وجهها لاردوغان هي الاقوى ، وقد اظهرت التطورات المتلاحقة صوابية موقف الشعب التركي الذي قبر احلام اردوغان "العثمانية” والى الابد ، بعد ان فتح ابواب بلادهم للعصابات التكفيرية ، بهدف الانتقام من جارته سوريا ، فاذا بهذه العصابات تستوطن تركيا ، واخذت تهدد امنها واستقرارها ، لاسيما مع وجود حواضن قد اخذت تنتشر في بعض مناطق تركيا بسبب الخطاب الطائفي لاردوغان وحزبه.

آخر ما تناقلته وسائل الاعلام التركية عن "بركات السياسة العثمانية ” لاردوغان ، وجود مدرسة يشرف عليها "الدواعش” في تركيا ، لتعليم الاطفال على العقيدة التكفيرية ، وتدريبهم على السلاح والذبح وكراهية كل شيء ، واكدت هذه المصدر ، إن من بين الـ50 تلميذا كان هناك 15 طفلا دربوا في مراكز إعداد أنشأها عملاء تنظيم "الدولة الاسلامية” باسطنبول .

وجاء في تفاصيل هذا الخبر ، وفقا للصحافة التركية ، ان عملاء "داعش” اعدوا مقاتلين من الأطفال بعمر حتى 18 عاما في أقبية البنايات السكنية في مناطق بنديك وباشاك شهير، حيث تلقوا التعاليم الأساسية للايدلوجية المتطرفة ومبادئ وأساليب النشاط الإجرامي.

هذا الكشف جاء في إطار عمليات مكافحة الإرهاب ومداهمات في إسطنبول، على خلفية الهجمات التي وقعت الاسبوع الماضي،في انقرة واسفرت عن مقتل اكثر من 100 من النشطاء الاكراد واليساريين ، ولم تتبن اي جهة لحد الان مسؤولية التفجيرين ، بينما اشارت المعارضة التركية باصابع الاتهام الى اردوغان و "داعش".

الملفت ان هذا الكشف عن وجود مدارس ومراكز تديرها "داعش” في تركيا ، يعتبر قمة الجبل الجليدي ، لنشاط متجذر و واسع ل"داعش” والعصابات التكفيرية الاخرى في تركيا ، بعد ان فتح اردوغان ابواب تركيا امام عشرات الالاف من التكفيريين من مختلف انحاء العالم ، الذين كانوا يتلقون التدريبات في الاراضي التركية قبل نقلهم الى سوريا ، فمن غير المعقول ان تؤسس "داعش” كل هذه المراكز لاعداد اجيال من "الدواعش” في تركيا ، بعيدا عن اعين الامن التركي ، وهو ما اكد ويؤكد رواية المعارضة التركية ، حول وجود تحالف واسع وقوي بين اردوغان والجماعات التكفيرية في العراق وسوريا.

ان ما كشفت عنه الصحف التركية ، شيء بسيط ، قياسا بالوجود الواسع ل"داعش” في تركيا ، وان ما خفي كان اعظم ، وان الشعب التركي على موعد مع اكتشافات جديدة بشان استباحة "داعش” لبلادهم ، بعد ان تبين ان اردوغان وضع الشعب التركي بين خيارين ، احلاهما مر ، اما القبول بدكتاتورية "عثمانية” جديدة بقيادته ، او بالفوضى و"داعش".