kayhan.ir

رمز الخبر: 28153
تأريخ النشر : 2015October24 - 20:40

عصا موسى (ع) تبطل سحر خطة العمل

حسين شريعتمداري

بعد اشهر من البحث والدراسة بخصوص خطة العمل المشترك والتي استتبعت رؤى متباينة وفي بعض الاحيان متضادة، خط سماحة سماحة قائد الثورة الاربعاء الماضي من خلال رسالة وجهها الى رئيس الجمهورية المحترم، "خارطة عمل" كمصطلح انسب لما ينبغي وما لا ينبغي لتطبيق خطة العمل المشترك الشاملة.

ان مرورا سريعا على التوجيهات المؤكدة لسماحة القائد يعكس بوضوح ان هذه التوجيهات هي ترجمة للخطوط الحمر والتي سبق ان شددسماحته مرارا على رعايتها في الاتفاق النووي.

الخطوط الحمر التي كان ينبغي ان تضمن من قبل المعنيين بامر خطة العمل والتي هي الوثيقة النهائية لاتفاق فيينا، ولم تتضمن. الا ان القائد قد وضع النقاط على حروف جميع الامزجة المختلفة والرؤى المتناقضة، ولما كانت رؤيته من حيث الوجهة الدينية والقانونية والخبرائية هي فصل الخطاب، يتوقع ان يتخذ نص رسالة سماحته كخارطة طريق وبرنامج عمل لايمكن تجاوزه، من قبل جميع المسؤولين، وتتحول جميع الامزجة والرؤى المختلفة والتي كانت الى الان مطروحة، تحولت الى رؤية واحدة، بخدمة تطبيق دقيق لخارطة العمل هذه، وبهذا الخصوص حديث مفصل؛

1 ــ ان خطة العمل المشترك الشاملة كما شدد عليها سماحة القائد في رسالته لرئيس الجمهورية، تشتمل "نقاطا مبهمة وركاكة نظمية وموارد متعددة في حال فقدان المراقبة الدقيقة ولحظة بلحظة تنتهي بخسارات كبيرة لحاضر ومستقبل البلاد".

ان الامور التي ينبغي ولا ينبغي التي تضمنت برنامج عمل سماحة القائد لسد الطريق لاي سوء استفادة من قبل الاعداء هي من النقاط المبهمة وتصحيح نقاط الضعف النظمية لخطة العمل.

2 ــ وجود نقاط مبهمة ونقاط ضعف نظمية لخطة العمل تسبب في خلق رؤيتين مختلفتين حول المصادقة عليه بنعم او لا. التيار الاول هو الحكومة المحترمة وبعض ممثلي المجلس، اذ لا يتخذون النقاط الضعف والخطرة على محمل الجد، من هنا هم يدعمون المصادقة عليها دون أي نقص في المجلس ومجلس الامن القومي.

والتيار الاخر هم المنتقدون لخطة العمل ويرون فيها مخاطرة استنادا على هذه النقاط، يطالبون برفض خطة العمل من خلال القنوات القانونية ــ مجلس الشورى او مجلس الامن القومي ــ.

فيما اختار سماحةا لقائد طريقا ثالثا متضمنا قيود وشروطا لكيفية تنفيذ خطة العمل، منوها الى حذف النقاط الخطرة.

من هنا يجدر الاشارة الى امر مهم وهو ان دخول سماحة القائد على خط القضية وتقديمه رؤية لخارطة الطريق، رسالة تخلو من الضبابية للطرف الاخر لاسيما اميركا و حلفائها، اذ يحاول ان يوصل اليهم انهم في مواجهة خصم مقتدر وراسخ العزيمة.

وحسب صحيفة"يو اس أي تودي" فان اكبر مشكلة تواجه اميركا في ايران، حضور خصم كبير – SUPER OPPONENT يفهم جيدا خارطة الطريق الاميركية ويتمتع بين شعبه بثقة ممزوجة بالاعتقاد.

3 ــ ان برنامج عمل قائد الثورة اعاد لاميركا، حيث اصر هذه الايام تيار خاص استبدالها من موقع "العدو المعاند" الى "خصم سياسي" ومن ثم الى "شريك اقليمي"، صورتها الحقيقية كشيطان كبير بانها عدو دائم للاسلام والثورة الاسلامية وللشعب الايراني. هنالك حيث تفضل سماحته، رجوعا الى رسالتي اوباما ومن ثم نكثه للعهود وخداعه، قائلا: "ان ارباب السياسة في العالم والرأي العام العالمي يشخصون بوضوح ان السبب وراء العداء الاميركي الذي لا ينتهي هو ماهية وهوية ايران النابعة من الثورة الاسلامية".

ان تشديد قائد الثورة على هذه الحقيقة، ينفض الغبار عن الجغرافية السياسية للمفاوضات النووية، وعن التوقع الساذج للصداقة من قبل الاعداء،والذي يمكن ان يتحول الى كارثة للشعب الايراني والعالم الاسلامي.

4 ــ ان اوباما خلال اجتماع "سابان" المربوط بصهاينة اميركا، اعتبر الاتفاق النووي مقدمة لازالة ومحو كامل للمنشآت النووية الايرانية ــ DISMANTELEــ، كما وتعهد في الكونغرس ان تبقى منظومة العقوبات على ايران، كما وشدد "كيري" في اجتماع "آيبك"، اضافة للكونغرس، بان ذلك القسم من العقوبات التي تعلق في اتفاق فيينا، سيتم تلافيها بشكل آخر عن طرق موضوع حقوق الانسان!

سماحة القائد اكد مرة اخرى في المادة الثانية لبرنامج العمل، قائلا: "ان وضع أي نوع من العقوبات ــ خلال فترة 8 سنوات ــ على أي مستوى وباي ذريعة ومنها الذرائع المكررة والملفقة كالارهاب وحقوق الانسان من قبل أي دولة ضمن مجموعة 5+1، ترقى لمستوى نقض خطة العمل المشترك الشاملة".

وهنا امعنوا النظر في نص هذه المادة، عليه اذا اقدمت اميركات او احدى الدول ضمن مجموعة 5+1، وبذريعة نقض حقوق الانسان، او دعم الارهاب و... على فرض عقوبات على ايران، فان مخرجاته نقض خطة العمل وبذلك يتحتم على الحكومة ان توقف تنفيذ الاتفاق.

5 ــ ان واحدة من موارد قلق المنتقدين وبالنظر لعدم الثقة باميركا، عدم تزامن تنفيذ العهود من قبلنا مع وعود الخصم، حيث تفضل سماحة القائد في خارطة الطريق المقدمة بتبيين طرق سوء استغلال العدو، وبالتاكيد على عدة شروط مغلقة، بان عهودنا ستنجز حين "تعلن الوكالة نهاية ملف المواضيع الحالية والماضية ــ PDMــ". او تاكيده بخصوص الغاء العقوبات على "اعلان خطي لرئيس الجمهورية الاميركية والاتحاد الاوروبي والقاضي بالغاء العقوبات"، قائلا: "ينبغي ان يصرح في اعلان الاتحاد الاوروبي ورئيس اميركا، بان هذه العقوبات لابد ان تلغى كليا".

6 ــ ابقاء منظومة العقوبات، والتي جاءت على لسان المسؤولين الرسميين ورفيعي المستوى سواء الاميركان او الاوروبيين، هو من ضمن حزمة القلق الجاد، فكانت خطة وشروط سماحة القائد في هذا المجال يفوق توقع الخصم. اذ ان سماحته في المادة الثالثة من برنامج العمل لم يطالب بالغاء منظومة العقوبات وحسب بل اعتبر حتى ابداء الخصم لرأيه بابقاء هذه المنظومة بمثابة نقض خطة العمل المشترك الشاملة.

7 ــ ان سماحة القائد عهد بمسؤولية الاشراف الدقيق والآتي على تنفيذ خطة العمل، للجنة محكمة ومطلعة وفطنة، قائلا: "ان وجود التعقيدات والغموض في نص خطة العمل المشترك الشاملة وكذلك الظن بنقض العهد والمخالفات والخداع في الطرف الاخر لاسيما اميركا يتطلب تشكيل هيئة قوية وواعية وذكية لرصد تقدم الاعمال وانجاز تعهدات الطرف الآخر وتحقيق ما ورد اعلاه". وبذلك يتحتم ان تعتمد الحكومة الموقرة هذه التوصية وتلبسها لبوس العمل، لاسيما مع ترحيب اصحاب الرأي والخبراء لها.

8 ــ وواحدة اخرى من الابداعات الدقيقة لسماحة القائد، هو حشره للخصوم في مفترق طريق لا ثالث لهما، اذ لو لم يقبلوا بالشرط المعلنة من قبل سماحة القائد، والتي تمتاز بكونها فنية وقانونية، سيعترفون باهدافهم العابرة للموضوع النووي، فيما اذا قبلوا بها ستفتضح المؤامرة المتضمنة في نص خطة العمل.

9 ــ وفي هذا السياق هنالك من القول ما يستحق الاعتزاز، لا يسعها هذاا لعمود، نجمل بعبارة "ان قائد الثورة قد مزق مدونة اميركا واملى على الخصم مسودته".

وهكذا تبطل عصا موسى (ع) سحر السحرة.