kayhan.ir

رمز الخبر: 28087
تأريخ النشر : 2015October21 - 20:52

قمة رئاسية تذهل اسياد الارهاب

زيارة الرئيس الاسد المفاجأة بامتياز الى موسكو اول امس الثلاثاء والتي تاتي بناء على دعوة من الرئيس بوتين فجرت قنبلة من العيار الثقيل في الوسطين الاقليمي والدولي حظيت باهتمام متزايد وتركت اصداء كبيرة لاصل الزيارة وابعادها لانها الاولى من نوعها للرئيس الاسد الى الخارج منذ اندلاع الازمة السورية قبل اربع سنوات، والزيارة بحد ذاتها تعتبر تحولا استراتيجيا في مسار العلاقات الثنائية خاصة بعد دخول روسيا على خط الازمة السورية بطلب من حكومتها لمكافحة الارهاب الذي بات يشكل تهديدا ليس للمنطقة فحسب بل للعالم اجمع.

وبعد التطورات الملحوظة في الميدان السوري نتيجة للتنسيق الرباعي بين موسكو وطهران ودمشق وبغداد زائدا المقاومة الاسلامية في لبنان وكذلك الضربات الجوية الروسية الموجعة لمواقع القوى التفكيرية وقواها واعتدتها كان لابد من لقاء قمة وبهذا المستوى لتقييم الموقف في الميدان واستباق الامور للتحضير لحل الازمة السورية سياسيا وبدء اتصالات مبكرة مع الاطراف المعنية في هذه الازمة لمعالجة الموقف لان الحرب الدبلوماسية هي الاخرى مظنية تتطلب وقتا طويلا وجهدا كبيرا لحلحلة الامور. لان الميدان ليس غاية في حد نفسه بل الممر الى الحل وتسوية الازمة السياسية وفسح المجال للشعب السوري ليقول كلمته ويسد الباب امام جميع التدخلات الاجنبية التي تحاول فرض وصايتها عليه.

القمة الروسية ــ السورية المبكرة في هذا الوقت وقبل اعلان الحسم في الميدان تعبر عن الثقة الكبيرة للرئيس بوتين والاسد بنفسهما حول تجاوز هذه المرحلة والتحضير لمستقبل سوريا لذلك كان لابد من هذا اللقاء لوضع النقاط على الحروف لتسوية سياسية يتفق عليها جميع السوريين ومن ثم الانطلاق الى مرحلة جديدة لبناء مؤسسات الدولة وفقا لما يتفق عليه الشعب السوري.

فابعاد زيارة الرئيس الاسد لموسكو ورسائلها المتعددة لها من الدلالات البالغة التي يجب التوقف عندها. فالزيارة بحد ذاتها ليست مجرد لقاء وتباحث وتنسيق للمرحلة القادمة بل انها كانت زيارة تحد لكسر العزلة التي حاولت اوروبا وبعض الدول العربية فرضها على سوريا، لكنها اليوم ستتهاوى وتفرض نفسها كمعادلة جديدة، ولكنها في نفس الوقت ستكون فاتحة الطريق لزيارات اخرى تدفع بالعالم احترام وارادة واختيار الشعب السوري لتقرير مصيره وانتخاب رئيسه وهذا ما ستلمسه قريبا، لان الشعب السوري وجيشه وقيادته الشجاعة ومن وقف معهم في هذا الميدان الانساني النبيل من قوى المقاومة ودول محور المقاومة للتصدى لخطر الارهاب المهدد للبشرية ومكافحته بكل الوسائل وتقديم الغالي والرخيص دفاعا عن شعوب المنطقة والعالم، امر يستحقون عليه كل الشكر والتقدير والمكافأة لما تحملوه في هذا الطريق من عناء كبير وتضحيات جسام وخسائر هائلة ولو لا صمود سوريا والقوى المتحالفة معها لكان الارهاب منتشر اليوم في عموم المنطقة ولكانت قوى التكفير من داعش والقاعدة واخواتهما قد سيطرت على دول المنطقة خاصة الدول التي احتضنتها.

لكن القادم من الايام تخفى الكثير من المفاجات لما ستتمخض عن هذه الزيارة سواء في الميدانين العسكري او السياسي وما ستحققه من نتائج كبيرة ومذهلة تدفع بالعالم ليقف اجلالا وتقديرا لما حققه التحالف الرباعي زائدا المقاومة في سوريا وسط فضيحة مدوية للتحالف الاميركي الذي شكل قبل عام من قبل 60دولة دون ان يحقق شيئا على الارض.