kayhan.ir

رمز الخبر: 2803
تأريخ النشر : 2014June27 - 21:12

بغداد تربك القوى الدولية والاقليمية

لا شك ان امتصاص ضربة "داعش" في العراق التي تقف خلفها قوى دولية واقليمية عجزت عن اخفاء دورها الخبيث في ذلك وكذلك استعادة الجيش العراقي بهذه السرعة لزمام المبادرة بدعم صريح وشفاف من المرجعية الرشيدة العليا في النجف الاشرف لصيانة وحدت العراق وترابه، شكل صدمة كبيرة لهذه القوى الغاشمة التي راهنت على هذه المؤامرة لابتزاز النظام السياسي في العراق والاطاحة بعمليته السياسية ليكون تابعا للادارة الاميركية كما خططت واشنطن اساسا من وراء احتلالها للعراق. لكنها اليوم امام واقع مأساوي جديد فمن جهة انها لم تحقق أي اهدافها ومن جهة اخرى ان داعش بات اليوم تشكل عبئا كبيرا عليها لاضطراره للتمدد في دول الجوار خاصة بعد ضربات الجيش العراقي الماحقة له وهروب فلوله بهذا الاتجاه او ذلك هروبا عن الموت الزؤام الذي يلاحقه.

نجاح العراق لاحتواء هذه المؤامرة الشرسة والقضاء عليها نهائيا خلال الايام القادمة كما وعد نوري المالكي رئيس الوزراء بدخول المقاتلات العراقية مهامها القتالية، قد اربكت هذه القوى ووضعتها في خانة التخبط المفضوح للتحرك صوب اشعال ازمات جديدة او تسعيرها مرة ثانية كما اقدم عليه الرئيس الاميركي اوباما خلال الـ 48 ساعة الاخيرة عندما طالب الكونغرس الاميركي بالموافقة على تخصيص نصف مليار دولار لدعم المعارضة السورية في وقت لم يمض على اعترافه الاخير بعجز المعارضة السورية على اسقاط الرئيس الاسد ووصفه بانه ضرب من الخيال سوى اسبوع واحد، وان كان البعض يعزو ذلك نتيجة لضغوط دوائر القرار الاميركي، لكن الواقع هو فشل مهمة داعش لنقل المعركة الى الساحة العراقية.

والامر الاخر الملفت لتغطية صدمة العراق هو تفعيل داعش في لبنان من قبل مملكة القلق التي تخشى السقوط في اية لحظة لانها اصطدمت بالواقع وباتت جميع الابواب امامها موصدة امامها بسبب سياسية الارهاب والتدمير التي تنتهجها على طول الخط لتأمين مصالحها وسياستها الخارجية على حساب الاخرين وما شهده لبنان خلال الاسبوعين الاخيرين من تفجيرات منظمة وكان آخرها والطبع ليست الاخيرة تفجير فندق "دي روي" في الروشة من قبل سعوديين يأتي في سياق خلط الاوراق وتأزيم الاوضاع في ا لمنطقة بهدف الضغوط والحصول على مكاسب تحسن من وضع الرياض المنهار لذلك نراها نزلت بكل ثقلها الى الساحة اللبنانية كالمنتحر عسى ان تحصد شيئا لكن ذلك ارتد عليها سلبا وهي اليوم محرجة كما هو حال فريقها تيار المستقبل الذي اخذ يدب الخلاف والتوتر بين صفوفها نتيجة لمواقفها المتذبذبة في تبرير العمليات الارهابية والقاء اللوم على حزب الله بسبب تدخله في سوريا لكنها في نفس الوقت لا تستطيع ان تخفى دورها على انها حاضنة للقوى التكفيرية ومنها اليوم داعش التي باتت الاصوات السلفية في طرابلس ترتفع دعما لها.

هذا الوضع شكل ناقوس خطر للبنان حيث يعيش اليوم وضعا استثنائيا بسبب التصعيد الارهابي التي تقف خلفه السعودية مما اضطره ليكون في موقع استنفار كبير لاجهزته الامنية في التصدي للمزيد من العمليات الارهابية التي باتت تهدد لبنان.