الشعرة التي قصمت ظهر "البعير السعودي" في القاهرة
أن يغادر السيد أحمد القطان سفير المملكة العربية السعودية القاهرة "غاضباً"، فهذا أمر متوقع يعكس مدى تدهور العلاقات بين البلدين على أرضية خلافات جوهرية في أكثر من ملف ساخن في المنطقة.
إصدار السفارة السعودية في القاهرة بياناً يؤكد "عمق العلاقات" بين مصر والسعودية جاء متأخراً، وغير مقنع في الوقت نفسه، لأن قنوات الاتصال بين البلدين مسدودة على أعلى المستويات، وكان تأجيل، أو إلغاء، زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز للقاهرة في طريق عودته من واشنطن الشهر الماضي هو الدليل الأبرز في هذا المضمار.
الحكومة المصرية تختلف كثيراً مع سياسات نظيرتها السعودية في ملفين أساسيين: اليمن وسوريا، وكان رفضها، أي مصر، إرسال قوات برية للقتال في اليمن في إطار التحالف العربي الذي تتزعمه السعودية، نقطة تباعد أساسية في الملف الأول، مثلما جاء استقبال القاهرة للواء علي المملوك، رئيس جهاز الأمن القومي السوري رسالة قوية للسلطات السعودية، تؤكد التقارب مع سوريا والنظام الحاكم فيها.
الشعرة التي قصمت ظهر البعير في رأينا، تمثلت في التصريحات التي أدلى بها أمس السيد أحمد أبو زيد المستشار في الخارجية المصرية، وقال فيها "لا خلاف حول مخرجات مؤتمر جنيف، لكن مسألة بقاء الرئيس بشار الأسد من عدمه هو أمر يحسمه الشعب السوري".