kayhan.ir

رمز الخبر: 28008
تأريخ النشر : 2015October20 - 21:18

المانيا تعيد الاذهان الى الوراء

الاستفسار المثير والملح الذي بات متداولا في الشارع العربي والاسلامي حول جدوى ومغزى التسريبات الاخيرة للدوائر الغربية والصهيونية الحليفة والداعمة للنظام السعودي بوصف السعودية بانها الدولة المصابة بـ "الاحباط"، امر لافت وهذا ما توقف عنده الكثيرون متسائلين هل ان هذه التسمية وفي هذا الوقت الحرج والصعب الذي يمر به النظام السعودي نتيجة لتراكمات الفشل والرهانات الخاسرة بل والهزائم والمدوية والمتوقعة قريبا في الساحتين العراقية والسورية يغير شيئا من الواقع، فالجواب لا، لان الوصفة لم تكن عفوية وليس من باب التشفي لانها الحليف الخدوم الذي تحرص على بقائه بل هو اطلاق صفارة الانذار للنظام نفسه بان يصحو لما يدور حوله لانه بات غارقا في ثلاث مستنقعات في آن واحد دون ان يعي شيئا لشدة غبائه وحساباته الخاطئة والحمقاء على أمل تسجيل انتصارات وهمية في آخر لحظة عسى ان تنجيه مما هوواقع فيه. لكن هذا الامر الذي يشكل كارثة للمصالح الاميركية والصهيونية غير مسموح به لذلك نجد ان هناك حراكا لافتا بدء باتجاهين على خط الوساطة لانتشال النظام السعودي من الغرق الحتمي: الاول يقوده المبعوث الاممي في الازمة اليمنية اسماعيل ولد الشيخ احمد والثاني المانيا المعروفة بواسطتها الناجعة بين الكيان الصهيوني وحزب الله.

وليس مصادفة ان يحرك المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ في هذا الظرف ملف الحل في اليمن خاصة وان جهوده تعثرت اكثر من مرة بسبب الصلف والعنجهية السعودية، لكن يبدو هذه المرة اختلفت الامور جذريا بسبب التطورات الميدانية في اليمن حيث اخفق النظام السعودي بتحالفه العربي الشيطاني تسجيل أي انتصار على الارض وهو يصرخ منذ مدة بانه بات على ابواب فتح صنعاء واذا به اليوم يترنح في مأرب تحت ضربات الجيش اليمني واللجان الشعبية يبحث عن مخرج يحفظ ماء وجهه ان بقي شيء منه، ويا ليت الامر ينتهي عند هذا الحد بل ان الكارثة بانه يتلقى الضربات الموجعة والمتوالية ليس في مارب فحسب بل في تعز والبيضاء وحتى في عمقه دون الكشف عنها وهو يلعق جراحه على مضض للحيلولة دون انهياره.

فالتحريك الاممي للملف اليمني هو في الواقع انقاذ النظام السعودي من السقوط وليس لانهاء العدوان الغاشم والغادر على الشعب اليمني الذي تجاوز شهره السادس ولم يبق جريمة او موبقة لم يرتكبه مبيضا بذلك وجوه جميع الطغاة والمستبدين والمجرمين على طول التاريخ.

اما التحرك الالماني على خط الوساطة بين ايران والسعودية والذي يقوده وزيرها اشتاينماير في هذا المجال والتي بدأها من طهران فهو اوضح من الشمس وهذا ما يعيد الاذهان قليلا الى الوراء في وساطتها بين حزب الله والكيان الصهيوني وهذا ما يطرح تساؤلا مشروعا بين ثناياه هل ان التحرك الالماني وقته كان لصالح حزب الله لبنان ام كان انقاذا للكيان الصهيوني وتخليصه من مأزقه وهذا ما ينطبق اليوم تماما على الكيان السعودي الذي بات مصيره مرتبطا بكيان العدو ويجمعه اكثر من قاسم مشترك.