kayhan.ir

رمز الخبر: 27958
تأريخ النشر : 2015October19 - 21:00

لن يفلتوا من الانتقام الالهي

رغم مرور اكثر من ثلاثة اسابيع على فاجعة مشعر منى المؤلمة بكل المقاييس و التي ادمت قلوب المسلمين والانسانية جمعاء، لم يصح حتى اليوم ضمير ووجدان النظام السعودي القبيلي والمتعجرف ان كان يمتلكهما ليكشف عن حقيقة ما جرى في صبيحة العاشر من شهر ذي الحجة الاول من ايام عيد الاضحى المبارك الذي جعلها الله عيدا للمسلمين لكن آل سعود وبعجزهم وتقصيرهم لادارة تنظيم الحج حولوه يوما لعزاء المسلمين و بهذا الشكل المفجع والفظيع الذي قضوا فيه الآلاف من الحجيج ومن شتى بقاع العالم عطاشى وتحت الشمس الحارقة.

وحتى الامس ورغم ما سربته بعض المواقع العربية مثل "العروج" و"الميزان" نقلا عن مصادر من وزارة الصحة السعودية بان عدد الحجاج الذين رحلوا الى ربهم في هذه الحادثة بلغ 7747 حاجا الا ان المصادر الرسمية في السعودية لم تتطرق الى هذا الموضوع ابدا والانكى من ذلك ان لجنة التحقيق الصورية التي شكلها النظام السعودي والتي اجتمعت يوم امس برئاسة محمد بن نايف ولي العهد السعودي ووزير الداخلية لمتابعة المستجدات وآخر ما توصلت اليه التحقيقات في حادثة منى المفجعة، لم تتوصل الى اية نتيجة تذكر ولم تكلف اللجنة نفسها حتى ان تعتذر عن هذه الحادثة وتواسي المسلمين وعوائل الحجاج المفجوعين بالحادث.

ما هذه الطامة الكبرى ان يعجز مسؤولون في بلد يحترم نفسه ويتبجح ليل نهار بانه في خدمة ضيوف الرحمن وانه خادم الحرمين الشريفين عن كشف ملابسات هذه الحادثة التي شاهدها الحجاج من جميع دول العالم والقوا باللائمة على السلطات السعودية واهمالها لعملية تسيير الحجاج في الشارع 204 وهم يراقبون المشهد من خلال الكاميرات المنصوبة على طول الشارع دون ان يقدموا على اية خطوة تحد من التدافع للحيلولة دون وقوع هذه الكارثة.

وياليتها ان تنتهي القصة بوقوع الحادثة وملابساتها اما الامرَ من ذلك والذي يزيد من الشك والريبة هو تعامل السلطات السعودية مع الحدث وتباطؤهم المتعمد لاخلاء الحجاج القتلى والمصدومين من المكان وكأن الامر لا يعنيهم وفي نفس الوقت لم يسمحوا للهلال الاحمر الايراني وفرقته الطبية في الحج لانتشال هؤلاء الحجيج او مساعدتهم، بل حاصروا المكان واستمر نقل الجثث والجرحى من صباح الخميس وحتى الواحدة ظهرا من يوم الجمعة وتحت الشمس الحارقة. ولو اقدمت السلطات السعودية وعبأت كل امكاناتها وهذا ما هو مفروض عليها كدولة مسؤولة عن تنظيم الحجيج كما تدعي وسمحت للآخرين بمساعدتها لما استغرق اخلاء الجثث هذا الوقت الطويل ولكان عدد الضحايا وصل الى ثلث هذا العدد وفقا لمصدر طبي مسؤول.

السؤال الملح والمحق والانساني الذي يطرح نفسه الى متى يريد النظام السعودي ان يغطي على الحقيقة ويمتنع عن كشف التحقيق وملابسات الفاجعة والتهرب من اعلان الرقم الحقيقي لفاجعة مشعر منى؟! انه لامر محير وفي غاية الريبة وان المماطلة في هذا الموضوع لا تخدمه البتة بل ستزيد من فضائحه وثبت بالتالي عجزه الذي يتهرب منه ويخشاه، لكن المسار الزمني الذي قطعه النظام السعودي لاخلاء اجساد الضحايا من مكان الحادث والذي استغرق حوالى 27 ساعة تكفى ليقف المسلمون واحرار العالم على عدم اهلية آل سعود لادارة الحج وعلى هول الكارثة والرقم الحقيقي للحجاج الذين فاضت ارواحهم شهداء عطاشى على هذه الارض المقدسة وتحت رحمة الشمس الحارقة ودرجة حرارتها العالية.