ليذوقوا العذاب
مهدي منصوري
الملاحظ والمعروف ان الجنايات و الجرائم الصهيونية التي تطال ابناء الشعب الفلسطيني والتي راح ضحيتها الكثير من الابرياء خصوصا من النساء والاطفال، لم تحرك ساكنا او تقرح عينا او تدفع اولئك الذين يتباكون على الكيان الصهيوني خصوصا الشيطان الاكبر اميركا خاصة عندما قرر الشعب الفلسطيني ان يتعامل بالمثل بحيث فرض على الصهاينة ان يتجرعوا كاس الموت والخوف والرعب من نفس الاسلوب الذي كانوا يتبعونه ضدهم.
وبطبيعة الحال فان الانتفاضة المباركة التي مضى عليها اكثر من 18 يوما قد اخذت تقض مضاجع الصهاينة وعلى اكبر المستويات بحيث صرح الرئيس الصهيوني بالامس من ان لايمكن العيش في مثل هذه الحالة. أي ان الرعب والخوف قد خرج عن اطار المحدد ووصل الى المراتب العليا في السلطة ورغم كل المحاولات البائسة واليائسة التي يحاول فيها كيان العدو الغاصب ان يخمد انفاق هذه الانتفاضة، الا ان الواقع اخذ يبرز صور جديدة غير مألوفة اذ ان هذه الانتفاضة قد خرجت من عقالها ومن مراكز محددة على الارض الفلسطينية ووصلت الى مناطق امنة ومحصنة لم يدر في خلد الصهاينة انها تصل اليهم وما عملية بئر السبع في الداخل الصهيوني وفي مركز تجاري كبير والتي تزامنت مع وصول رئيس الاركان الاميركي الا دليل قاطع على ان ابناء المقاومة لم تستطع كل الحواجز الامنية وغيرها ان تحول من ان يوجعوا ويؤلموا ويذيقوا الصهاينة العذاب المرير ويلقون الرعب في انفسهم بحيث ذكرت الانباء ان الشوارع والاسواق قد تكون خالية وان حركة القطارات والحافلات خفت كما قيل خوفا رعبا من استهداف المقاومين الابطال والانكى من ذلك فان الجنود الصهاينة اخذوا يفرون ويبحثون عن مناطق امنة خوفا من يطالهم رصاص المقاوم الفلسطيني.
واللافت ان الخوف لم يبق محصورا في نفوس القادة الصهاينة بل ان امتد الى الداعمين لهم مثل واشنطن والذي خرج وزير خارجية اوباما وهو يصرح انه قادم الى اسرائيل من اجل وضع حد لهذا الوضع المزري الذي تعيشه اسرائيل وبنفس الوقت وبصلافة منقطعة النظير اعطاهم الحق في الدفاع عن نفسها في ضرب واستهداف الفلسطيني.
ان الانتفاضة القائمة اليوم والتي وكما اكدته اوساط صهيونية بالدرجة الاولى واوساط اعلامية وسياسية سواء كان في الداخل الفلسطيني او في الخارج من انها لم ولن تتوقف وانها ستستمر في عنفوانها وضراوتها وخاصة وقد كشفت مدى هشاشه الوضع الاستخباري الصهيوني الذي عجز عن ان يكشف تحرك المقاومين وخططهم رغم كل الامكانيات المتاحة لدية.
اذن فان ابناء المقاومة الباسلة ومن خلال تصريحات قادتهم قد اعلنوا انهم مستمرون وان لديهم من الخطط والاساليب التي ستدخل ليس فقط الصهاينة بل داعميهم وماالاسلوب المبتكر لعملية بشر السبع والذي سبب بقتل صهيونيين وجرح العديد منهم يشكل نقله نوعية في اسلوب المقاومة.
وخلال ما تقدم ينبغي لقوى المقاومة في المناطق الاخرى من الارض الفلسطينية المحتلة ان يقوموا بدورهم ولتقديم ما يمكن تقديمه لمنتفضي الضفة ليكونوا لهم عونا وسندا وبنفس الوقت فتح جبهات جديدة لكي تشتت قوى العدو الصهيوني من اجل ان لا يوجه كل قواه نحو جهة واحدة.