داعش ,مغول العصر الحديث؟
ميلاد عمر المزوغي
ظهر التنظيم على الساحة السورية فألتهم وبقوة وكأنه سمك القرش ما يسمى بالجيش الحر وجبهة النصرة, فأصبحت تلك التنظيمات في خبر كان, اربكت داعش الجميع وخاصة الدول التي كونت تلك المجموعات الارهابية لإسقاط دمشق, قال هؤلاء بان النظام السوري هو من انشا هذا التنظيم من نزلاء السجون, متحججين بأنه لم يقاتل افراده الجيش الحكومي وجها لوجه, فإن كان ما يقول هؤلاء حقا فقد افلح النظام , فحاربهم بنفس الادوات, انها الحرب الخدعة والمكيدة, وما تقوم به داعش لا يختلف فظاظة عن ما تقوم به تلك التنظيمات خليجية التدريب والتمويل,قتل المدنيين بغير وجه حق وكافة التنظيمات تتخذ من الدين شعارا لها وجرائمهم يشهد عليها سكان المعمورة.
اجتاح التنظيم شمال العراق في لمح البصر وهذا يذكرنا بهجوم التتار على الدولة العباسية المتهالكة ووصولهم الى بغداد فسقطت العام 1258 وتم حرق مكتباتها لأجل طمس معالم الحضارة العربية الاسلامية وتمدد غربا ولولا مصر) معركة عين جالوت (1260 لقضي امر العرب ولكن اله سلّم. ما اشبه الليلة بالبارحة, ضعف الامة وتناحر ابنائها جعل الاخرون يطمعون في خيراتها.
نعود الى اتهام عربان الخليج الفارسي بأن داعش صنيعة النظام السوري, لو كان الامر كذلك لما هددت داعش نظام بغداد الموالي لدمشق وحامي الحدود الشرقية السورية من دخول التكفيريين,غربان الشؤم يدركون جيدا ان داعش صنيعة الغرب كما تنظيم القاعدة ,لكن هؤلاء التّبّع لا يستطيعون ذكر ذلك خوفا من سيدهم الامريكي الذي لولاه لما استطاعوا البقاء جاثمين على صدور شعب الجزيرة العربية.
عربان الخليج الفارسي في حيرة من امرهم فهم متشمتون بنظام بغداد ويتمنون سقوطه لا يريدون التدخل الغربي حتى يسقط النظام, وفي نفس الوقت هم غير امنين على مصيرهم,لو تسقط بغداد فان تنظيم داعش سيزحف جنوبا صوب الجزيرة العربية ويقتلع عروق الانظمة العشائرية,فجذورها سطحية لا تقو على المقاومة ,فتتشتت تلك العشائر وتذوق جزءا من معاناة الشعوب التي ابتليت بها.
الانظمة العربية بمجلها تدين بالولاء للغرب وتنفذ اوامره ولا تجرؤ على الاقدام على اي شيء من شانه اغضاب العم سام,تنظيم القاعدة بتمويل سعودي بحجة تحرير افغانستان "بلاد المسلمين” من الروس الملحدين,تحررت افغانستان ,رجع هؤلاء الى ديارهم وأصبحوا يشكلون عبئا على ال سعود,قام التنظيم بالعديد من الهجمات داخل المملكة اقض مضجعها,لا بد من وجود طريقة تلهي هؤلاء التكفيريين,ايجاد مناطق اخرى توصف بالعلمانية,ليذهب هؤلاء ويقيمون دولتهم الاسلامية المنشودة والتخلص من اشرارهم.
يبدو ان الامور اصبحت خارج السيطرة, خرج المارد من قمقمه,يستنجد هؤلاء بالغرب فلا مجيب,انتهى دورهم, لقد مكثوا في الحكم سنينا, لم يعملوا شيئا لصالح شعوبهم رغم الثروات الطائلة,استثمروا في كافة ارجاء العالم إلا في دولهم,لم يؤسسوا الدولة القومية على غرار الاخرين, بل عملوا على احباط كل المحاولات, العرب اليوم الامة الوحيدة المشتتة شيعا وأحزابا ومكسر عصا للآخرين, ومسرحا لعملياتهم التدميرية,لقد استطاع الاخرون من ان يقيموا دولتهم القومية,الفرس”ايران” ,الروم "تركيا”,هذه الامم قادرة على مجابهة الاخطار ودحر الغزاة لأنها تمتلك الوسائل الكفيلة بذلك,اما العرب فإنهم بتصرفاتهم اصبحوا لقمة سائغة لكل من هب ودب.
داعش وأخواتها ومنهم انصار الشريعة بشمال افريقيا, يشكلون خطرا على الامة العربية, يحاولون جاهدين السيطرة على مقدرات الامة .الامر متوقف على الغرب فهل يفسح المجال لداعش؟ لا شك ان الغرب يخشون انقلاب داعش عليهم كما فعل السلف الصالح تنظيم القاعدة.