ارباك الانتخابات السورية وضربة كيري
كارمن جوخدار
في الثالث من حزيران، سقطت الأكاذيب، حيث أماط المشهد الانتخابي السوري اللثام عن كثير من الكذب الذي تفنّن الغرب فيه، حكومات وإدارات وناشطين وإعلاماً، على مدى أكثر من 3 سنوات. إلا أن نسبة المشاركة في الانتخابات التي كشفت زيف افتراءات دول يحكمها أمراء وملوك، سبقها مشهد حفظه خصوم سوريا أكثر من حلفائها. 28 حزيران كان "الاجتياح الديموقراطي” في السفارة السورية في لبنان، الذي جعل قوى "14 آذار” بكافة مكوناتها، من نواب ووزراء وناشطين وإعلاميين، يخرجون عن طورهم وعن "موضوعيتهم” وحتى عن "إنسانيتهم”، هذا العنوان الذي اتخذه هؤلاء للدفاع عن تنظيمات إرهابية تعيث خراباً بسوريا وتقتل أبناءها فيما كانوا يتاجرون بالعنوان ذاته في الشؤون الداخلية اللبنانية.
الإرباك الكبير الذي عاشه الفريق تلته ضربة قاصمة، كانت هذه المرة من الراعي الرسمي للوجود الآذاري في لبنان. فقد حصر وزير الخارجية الأميركي جون كيري لقاءاته برئيس الحكومة تمام سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك الماروني بشارة الراعي. ولا غداء في عوكر هذه المرة! (كما في زيارة وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس في 24 تموز العام 2006).
وما زاد الطين بلّة، طبعاً بالنسبة للفريق "اللبناني” المعادي للمقاومة، تصريح كيري الذي وضع الحزب في مصاف روسيا وإيران في العمل على وضع حد للحرب في سوريا.
الاختناق الآذاري، الذي انفجر مصادر وتصريحات متلطّية، حلّله النائب في كتلة "المستقبل” أحمد فتفت حيث رأى أن "إشارة كيري إلى حزب الله في سوريا هي اتهام مباشر للحزب”.
3 سنوات من الاتهام، لا بل أكثر، ذهب الغرب فيها لإدراج الحزب على لائحة الإرهاب.. فهل كان سيخجل كيري من اتهام الحزب مباشرة؟ هل كان سيخاف من أن يقول كما رايس إن "لبنان هو المعتدي” في حرب تموز؟ وهل نفى الحزب أصلاً المشاركة في هذه الحرب، أم أنه برّرها بالدليل القاطع في وجه سيف "داعش” القاطع؟
أما في موضوع اختيار رئيس الجمهورية فقد قال كيري إنه "لا يعود للولايات المتحدة تقديم أي طرح حول انتخاب رئيس لبنان وليس لدينا أي مرشح ولا نريد أن نقوم بهذا الأمر ولا نريد تقديم أي اقتراح فهذا يعود إلى السياسيين في لبنان”، لافتا إلى "انه جاء ليسأل رئيس الحكومة اللبنانية ما هي الخطة للمستقبل وكيف سيتم التعاطي مع الأزمة السورية”.
قد يكون هذا الجزء من بيان كيري قاتلاً لفريق "14 آذار”، حيث ترك هذا الفريق وحيداً من دون رعاية أو اهتمام أميركي.
لملم فريق الرابع عشر من آذار خسائره، ملقياً اللوم على اللغة.. إلا أن الواضح أن هذا الفريق "ضائعٌ في الترجمة”.. ترجمة انتصارات محور المقاومة من سوريا ميدانياً إلى الملف النووي الإيراني ديبلوماسياً.