kayhan.ir

رمز الخبر: 27613
تأريخ النشر : 2015October13 - 20:29

عندما تكون الانتفاضة خيارا بلا حسابات سياسية

سميح خلف

مع رياح انتفاضة ثالثة تهب في كل ارجاء الوطن المحتل من نابلس لجنين للخليل لرام الله للناصرة وخانيونس ورفح وبيت حانون والمعسكرات الوسطى في غزة، انها ارهاصات صاغتها محنة كبرى يعيشها الشعب الفلسطيني ناتج عن تغول الاحتلال وتزايد اعمال القرصنة والفوضوية التي يمارسها المستوطنيين وبحماية من جيش الاحتلال ومؤسساته، لقد عملت دولة الاحتلال على استغلال حالة الواقع العربي والتشرذم والانفصال الذاتي للمؤسسة السياسية والامنية الفلسطينية وحالة الانفصال المتدحرج بين حكام غزة وحكام الضفة لكي تتغول في مصادرة الاراضي وانشاء البؤلا الاستيطانية واجتياحات متكررة للمسجد الاقصى توسعت طموحاتها وخططها للتقسيم الفعلي زمانيا ومكانيا للمسجد الاقصى بل انتهكت باحات المسجد الاقصى ومنابره واعتلت بنادق الاحتلال اسطح المسجد الاقصى.

لقد سلم الاحتلال واطمأن لتعهدات الرئيس التي مازال يكررها بان لا انطفاضة مادام على رأس القرار الفلسطيني، هذه التعهدات والالتزامات التي تملي على السلطة اجراءات انضباطية للشارع الفلسطيني، والتي صنفتها بحفظ الامن وعدم الخروج عن القانون، ولكن السؤال او الاستفهام الذي لم يجيب عليه الرئيس "”” ان الشعب الفلسطيني لن يقبل ان يبقى على هذا الحال وهذا الوضع، والى متى، في ظل ازمات قاتلة بل جمود للبرنامج السياسي المطروح من الرئيس محمود عباس وامام ازمات خانقة تطال الكرامة الوطنية والدينية والانسانية لكل فرد في الشعب الفلسطيني بالاضافة لازمات الفقر والبطالة والحصار لقطاع غزة.

وكما كانت الانتفاضة الاولى الذي حركتها مدننا واهلنا في الداخل الفلسطيني في شمال فلسطين الان تحرك ارهاصات الانتفاضة الثالثة اهلنا في القدس الذين فقدوا اي امل سواء على مستوى الاقليم او الدولي او السلطة وغياب اي مشروع حقيقي لحماية القدس ومساندة اهلها. لقد لحقت الفصائل بركب الانتفاضة الاولى وها هي اليوم تلتحق بخجل وتباطؤء لدعم اهلنا وشعبنا في الضفة وفي ظل اطروحات خجولة ومترددة وفي ظل مناورات سياسية يديرها الاحتلال وتديرها السلطة وكل منهما على رحاه، والمطالبة بالتهدئة للرجوع الى طاولة المفاوضات بلا شروط كما طرح نتنياهو وبشروط تجاوزنتا المرحلة من افراج عن الاسرى ووقف الاستيطان كما طرح الرئيس عباس.

ان انتفاضة شباب فلسطين وحرائره تجاوزت حلقات الفشل والانقسام والمنقسمين وتجاوزت قصائد ونثر الهجاء على غرار فرزدق وجرير، وتوثقت الوحدة الوطنية على ارض الميدان وثقها الدم والمواجهة مع الاحتلال بالعمليات الفردية التي هي ارقى انواع التضحية، في حين ان مواقف الفصائل مازالت تعجز بل عاجزة على تخطي عقد الماضي ولغة المصالح القزمية التي هي ادنى من متطلبات وطن وقضية وشعب.

لقد قرر شباب فلسطين خوض ارهاصات الانتفاضة الثالثة لتلحق بهم جموع الشعب ولان الشعب هو القائد الفعلي لصناعة المتغير التي عجزت عن فعله السلطة والفصائل.

ان اسرائيل في مأزق امني وعجزت عن ملاحقة الاعمال الفردية التي هي خارج الرصد الامني سواء من السلطة او من الاحتلال، وهي دليل على صحة ماقاله رابين في حربه تكسير العظام في الانتفاضة الاولى””” لا نستطيع ايقاف شخص قرر ان يموت ورددها بعده شارون.

لكي تكتمل الوحة المتكاملة لانتفاضة ناضجة يجب ان تعلن الفصائل والسلطة موقفها بوضوح من انتهاء الفترة الانتقالية بموجب اوسلو واعلان الدولة واستخدام المقاومة الشعبية كي هي تخاطب العالم بحقها المشروع في مقاومة الاحتلال والسعي من خلال هذه الوسيلة لتحرير الارض الفلسطينية وبموجب القرارات الدولية.

لقد طرح السيد دحلان مبادرته منذ اكثر من شهر للخروج من الدوامة التي تعصف بالايقونة الفلسطينية وهي من تسع نقاط وحذر من حالة الصمت والمراوغة بين القوى الفلسطينية المتصارعة والتي اعطت مجالا للاحتلال بالتمادي في غروره وغطرسته واجتياحاته المتكررة للقدس من انهاء للانقسام والدعوة للاطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير واعلان الدولة وعقد المجلس الوطني والتحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية، ولكن للاسف انفردت السلطة برئيسها في مغامرة تفصيل ثوب اللجنة التنفيذية وركزت حماس على حل مشكلة موظفيها اولا.. وهاهو القيادي محمد دحلان يطرح مبادرته الثانية والدم الفلسطيني متقدم ويرااق في مواجهة الاحتلال والتي طالب فيها سرعة التحرك نحو انهاء الانقسام ودعومة المؤسسة التشريعية للشعب الفلسطيني للانعقاد وطلب الحماية الدولية بناء على الفصل السابع لمجلس الامن وكما جأت في مبادرته:

-تبني و دعم الحراك الوطني المقاوم -إعلان رؤية وطنية شاملة يتم التوافق عليها في الاجتماع .

-الشروع فورًا بتفعيل الإطار القيادي المؤقت و اجراءات إنهاء الانقسام .

-الدعوة لقمة عربية طارئة توفر الدعم السياسي و المادي للشعب الفلسطيني .

-التقدم بطلب واضح و محدد إلى مجلس الامن الدولي ، لتوفير الحماية الدولية وفقا للبند السابع من ميثاق الامم المتحدة .

نأمل ان يلتفت الجميع لخطورة المرحلة والتحرك السريع وان تسخر كل الامكانيات لفعل مظلة وحاضنة لشباب فلسطين وحرائرها متنازلين عن خصوصياتهم ونرجسياتهم الفصائلية… لصنع انتفاضة ثالثة لكنس المستوطنات وتعديل شروطنا التفاوضية مع الاحتلال فلا تحرير بدون دفع ضريبة الدم هكذا تحررت الشعوب.