الصحف الاجنبية: التحرك الروسي في سوريا هزيمة للناتو..واخفاق اميركي جديد
تحدثت الصحافة الغربية عن تحديات بات يواجهها المحور المعادي لسياسات بوتين، آخرها التحرك العسكري الروسي في سوريا، فيما وجهت في المقابل دعوات للرئيس الاميركي تحثه على النظر بالاستفادة من هذا التحرك الروسي، بالتزامن مع نشر صحيفة نيويورك تايمز تقريرا يسلط الضوء على اخفاقات ادارة اوباما في التعويل على تدريب قوات اجنبية من اجل حماية المصالح الاميركية.
صحيفة "نيويورك تايمز” الاميركية، إعتبرت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نجح بإضعاف النظام الذي تقوده الولايات المتحدة وكذلك بإضعاف كبرى المؤسسات التابعة لهذا النظام مثل حلف الناتو والاتحاد الاوروبي، ورأت أن ضم بوتين لجزيرة القرم جلبت الكثير من المشاكل لموسكو، إلا أن هذه الخطوة شكل سابقة فيما يخص حدود القوة الاميركية والغربية من خلال ما وصفته "بانه بالامكان اعادة رسم الحدود المعترف بها عبر القوة العسكرية”.
وفيما يتعلق بسوريا قالت الصحيفة "ان ما قام به بوتين هناك ساعد على الاثبات بان الكلام الاميركي عن "وجوب رحيل الاسد” هو كلام فارغ و ان باستطاعة نظام معين ان يتخطى خطوط واشنطن الحمراء ويواصل البقاء”، مؤكدة ن التدخل الروسي الاخير في سوريا قد كسر "هيمنة الناتو التدخلية”.
وتحدثت الصحيفة عن الحرب في اوكرانيا والتصعيد في دول البلطيق الذي زاد من التوتر بين دول اوروبا الشرقية والمانيا، ولفتت الى ان دعم بوتين للاحزاب اليسارية في بلدان مثل اليونان قد عزز الانشقاقات داخل الاتحاد الاوروبي، كما ان تدخل بوتين في سوريا من المرجح ان يؤدي الى تفاقم ازمة اللاجئين في اوروبا.
أما الباحث "بمركز الامن الاميركي الجديد” "ديفيد غوردن” فرأى في مقالة نشرتها مجلة "Foreign Affairs” ان تدخل الرئيس الروسي في سوريا بهذا التوقيت يوجه رسالة واضحة لكل من السعودية و تركيا قطر مفادها ان "اية مساعي عسكرية لتغيير النظام السوري دون جدوى”، معتبرا أن تدخل بوتين جاء استجابة لرغبة اوباما بان تواصل روسيا دورها البناء في الشرق الاوسط فضلا عن دورها في التوسط بين تحالفي ايران من جهة واميركا من جهة ثانية ونظرتهما المتناقضة في محاربة داعش.
ولفت الكاتب إلى أن بوتين نصح البيت الابيض بأن مقاربة اوباما في سوريا (هزيمة داعش و ايجاد حل سياسي تفاوضي والاطاحة بالاسد) صعبة المنال، وحث واشنطن على النظر في امكانية الاستفادة من التدخل العسكري الروسي في سوريا من اجل اضعاف داعش، حيث دعا الرئيس الاميركي الى الانفتاح تجاه العمل مع موسكو على طروحات دبلوماسية جديدة لانهاء الحرب السورية. و قال ان على الطرفين في هذه المرحلة تجنب البحث في مسألة مصير الاسد من اجل ايجاد مسار دبلوماسي بناء.
وفي السياق نفسه، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز” تقريرا كشف ان ما يسمى التحالف الدولي ضد داعش الذي تقوده الولايات المتحدة قد باشر التحضيرات لفتح جبهة اساسية في شمال شرق سوريا بغية تشديد الخناق على الرقة. وافادت الصحيفة نقلاً عن مصادر مسؤولة ان اوباما قد وافق الاسبوع الفائت على خطوتين هامتين من اجل البدء بهذه العملية خلال الاسابيع القادمة.
وحسب المصادر فقد أصدر أوباما الاوامر لاول مرة "بتقديم الذخيرة وبعض الاسلحة” الى قوات "المعارضة السورية” الموجودة على الارض، كاشفة ان اوباما وافق على تكثيف الحملة الجوية التي تشن انطلاقاً من قاعدة انجرليك التركية.
كما لفت التقرير إلى أن هذه الخطوات تهدف الى تقوية "ما بين 3000 و 5000 مقاتل عربي سينضمون الى 20000 مقاتل كردي في هجوم تدعمه عشرات الطائرات التابعة للتحالف” من اجل تشديد الخناق على الرقة. ولفت إلى أن الخطط تمضي قدماً بشأن قيام مقاتلين المعارضة السورية بتأمين منطقة يصل طولها 60 ميلاً على الحدود مع تركيا من اجل قطع خطوط الامداد عن داعش.
هذا وكشف التقرير ان اوباما كان قد وافق على العناصر الاساسية لهذه الاستراتيجية خلال اجتماع لمجلس الامن القومي الاميركي يوم الخميس الفائت. وقال: ان خطة الادارة الاميركية تستند على دعم المقاتلين الاكراد و العرب و تقدمهم باتجاه الرقة، لكن دون الاستيلاء على المدينة. حيث ان الهدف هو عزل الرقة و قطعها عن خطوط الامداد التي تقع في الجهتين الشمالية الشرقية و الشمالية الغربية في البلاد.
من جهة ثانية، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز” تقريرا أشار الى حالات الانهيار "المتكررة” عند آلاف العناصر الامنية التي قامت بتدريبها الولايات المتحدة في مناطق في الشرق الاوسط و شمال افريقيا وجنوب آسيا، الامر الذي "يطرح علامات استفهام حول فعالية عشرات مليارات الدولارات التي انفقتها الولايات المتحدة على برماج التدريب العكسري في الخارج”، وكذلك على عنصر مركزي في مقاربة ادارة اوباما تجاه محاربة المتمردين.
,اشار التقرير الى النكسات في ثلاثة بلدان تعتبر من اكبر التحديات للادارة الاميركية، حيث لفت الى ان قوات الجيش و الشرطة العراقية في محافظة الانبار بالكاد شاركت في المعارك، بينما اجبرت آلاف القوات و ناصر الميليشيات المدعومة اميركياً على الانسحاب من مدينة قندوز الافغانية امام هجوم شنه مئات المقاتلين من حركة طالبان. كما تحدث التقرير عن برنامج التدريب الذي تديره البنتاغون في سوريا والذي انتج حتى الآن عددا قليلا جداً فقط من المقاتلين.
في الوقت نفسه، لفت التقرير الى ما قاله اوباما في خطابه باكاديمية ويست بوينت العسكرية بشهر ايار/ مايو عام 2014، وذلك لجهة اعتماد تدريب القوات الاجنبية عنصراً اساسياً في استراتيجيته من اجل محاربة الجماعات المسلحة التي تهدد المصالح الاميركية. وذكّر التقرير بكلام اوباما عن مواصلة سحب القوات الاميركية والاعتماد على ارسال اعداد صغيرة من المدربين والمستشارين لمساعدة القوات المحلية.
التقرير ذكر أن الولايات المتحدة انفقت ما يزيد عن 600 مليون دولار من اجل محاربة العناصر المتطرفة في شمال غرب افريقيا، حيث تجري برامج التدريب من المغرب الى تشاد، لكنه في الوقت نفسه فان العناصر المتطرفة العائدة من لبيبا الحقت هزيمة كبيرة بالجيش المالي، الذي ضم وحدات دربتها القوات الخاصة الاميركية.