الصحف الاجنبية: لوقف الحرب على اليمن...وأميركا عاجزة أمام الروس
تحدثت الصحف الاميركية عن حالة عجز في البيت الابيض امام التحرك العسكري الروسي في سوريا، فيما دعت أصوات معارضة للرئيس باراك اوباما الى تصعيد الدور الاميركي رداً على هذا التحرك الروسي. من جهة أخرى تعالت أصوات الصحافة الغربية التي تطالب بضرورة التدخل الغربي لوقف العدوان السعودي على اليمن.
السياسة الاميركية في سوريا على ضوء التدخل الروسي
صحيفة "نيويورك تايمز” نشرت تقريراً نقل عن مستشاري الرئيس الاميركي اعترافهم بالعجز عن القيام بشيء يؤدي الى تغيير الوضع في سوريا على المدى القريب. وتحدثت الصحيفة عن صياغة اقتراحات من اجل بحثها في اجتماعات ستعقد في البيت الابيض خلال الايام المقبلة، غير انها لفتت في الوقت نفسه الى عدم استعداد اوباما لمواجهة الروس او المخاطرة بالتصعيد، خاصة وأنه لا يمتلك استراتيجية جديدة لحل النزاع او هزيمة تنظيم "داعش”.
بحسب الصحيفة، فان اوباما يعتبر الدعوات لتعزيز الدور الاميركي "وصفة للكارثة”. وقالت ان مستشاريه يبحثون ما اذا كان ممكن القيام بشيء ما لحماية الحلفاء في المعارضة السورية الذين استهدفتهم القوات الروسية، على حد تعبيرها، وأكدت الصحيفة عدم استعداد واشنطن تقديم الاسلحة الدفاعية للاستخدام ضد الطائرات الحربية الروسية.
ووفق الصحيفة، فانه بناء على ذلك ليس أمام اوباما سوى الانتظار، وأشارت إلى ان المسؤولين الاميركيين يستبعدون امكانية ردع روسيا من الاستمرار في عملياتها العسكرية في سوريا او زيادة التكاليف السياسية او الاقتصادية لإجبار الروس على التوقف. كما استبعد المسؤولون التوصل الى اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا حول سبل التقدم، فاميركا تطمح لاغراق روسيا في المستنقع كما حصل في افغانستان خلال فترة الثمانينات.
أما صحيفة "واشنطن بوست”، فنشرت مقالة مشتركة لكل من وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كوندليزا رايس ووزير الحرب الاميركي الاسبق روبرت غايتس، اعتبرا فيها أن بوتين لن يجلب الاستقرار الى سوريا بحسب التعريف الاميركي للاستقرار، على حد قولهما. ورأى الكاتبان ان بوتين يدافع عن المصالح الروسية من خلال ابقاء الاسد في السلطة، وان المسألة لا تتعلق بتنظيم داعش، وفق زعمهما.
ووضع الكاتبان الحراك الروسي في سوريا بخانة "السياسة بين القوى العظمى”، حيث ان هذا الحراك يهدف الى تقوية مكانة بوتين في الداخل الروسي. ودعيا الى رفض ما أشيع عن أن تحرك بوتين جاء للرد على الفوضى العالمية، فضلا عن رفض تصويره بالمدافع عن الاستقرار العالمي. وحث الكاتبان واشنطن "لايجاد حقائق جديدة على الارض”، مثل مناطق الحظر الجوي والمناطق الآمنة، اضافة الى تعزيز الدعم للقوات الكردية السورية والعناصر القبلية السنية وكذلك القوات الخاصة العراقية. فبرأي الكاتبين، على واشنطن ايجاد توازن عسكري افضل على الارض من اجل التوصل الى حل سياسي "يكون مقبولاً لواشنطن وحلفائها”.
الحرب على اليمن
وفيما يتعلق بالعدوان السعودي على اليمن، نشرت مجلة "فورين بوليسي” مقالة كتبها الباحث في منظمة "اوكسفام” المختصة بالقضايا الانسانية "Paul O’Brien”، انتقد فيها ادارة اوباما على توفير الدعم العسكري للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن والذي "يفتك بالمدن اليمنية ويشدد الخناق على الممرات البحرية في البلاد منذ اواخر شهر آذار/مارس الماضي”، داعياً الولايات المتحدة الى وقف هذه السياسة.
الكاتب قال ان: قلق” الحكومة الاميركية لن يلقى آذانا صاغية لدى الشعب اليمني طالما تواصل القصف بالقنابل الاميركية، داعياً ادارة اوباما الى تبني مقاربة مختلفة تماماً تستند على وقف دعمها للتحالف الذي تقوده السعودية، وشدد في هذا الاطار على ضرورة ان توقف واشنطن نقل الاسلحة الى ما اسماه "الاطراف المتحاربة”، والمطالبة العلنية بادخال السلع التجارية الى البلاد، وحشد الدعم في مجلس الامن من اجل التوصل الى "وقف فوري وغير مشروط لاطلاق النار وعملية سياسية شمولية لانهاء الحرب”.
صحيفة "الغارديان” البريطانية من جهتها نشرت مقالة كتبها النائب البريطاني عن حزب المحافظين الحاكم "Andrew Mitchell” اعتبر فيها ان مقاربة لندن تجاه الحرب في اليمن تمثل فشلا دبلوماسيا ذريعا. وقال الكاتب ان الحكومة البريطانية "يبدو انها قامت بتصدير السياسة الخارجية البريطانية الى السعودية و اعضاء آخرين في التحالف -مما يعطيهم تفويضا مطلقا لشن الحرب بطريقة تتسبب بضحايا مدنية لا داعي لها ويجعل تقديم المزيد من المساعدة اكثر ضرورياً”.
الكاتب دعا الحكومة البريطانية الى اتخاذ "خطوات فورية” لوقف الحصار على الوقود واعادة فتح الموانىء من اجل ادخال المساعدات الانسانية وضمان ايصال المعونات الى "المدنيين المحتاجين في كافة انحاء البلاد”. وحث حكومة بلاده على التشديد على هذه النقاط على أعلى المستويات و "بشكل علني اذا تطلب الامر”.
كما حث على اعادة النظر في الدعم العسكري الذي تقدمه بريطانيا للسعودية، لافتاً الى ان لدى المملكة ضعفي الطائرات الحربية البريطانية التي تمتلكها القوات الجوية البريطانية نفسها. وأضاف: "يجب النظر جدياً إذا ما كانت الاسلحة البريطانية تستخدم لقتل المدنيين في اليمن”.
وفي الختام، شدد الكاتب على ضرورة أن تحقق لجنة السياسية الخارجية في البرلمان البريطاني بقضية بيع الاسلحة على ضوء خطر استخدامها ضد المدنيين، وقال ان بريطانيا ليست طرفاً محايداً في اليمن، وصمتها يعني تورطها.