مهدي منصوري

يعتقد الكثير من المحللين السياسيين والعسكريين الصهانية بالدرجة الاولى ةغيرهم من المتابعين للشان الفلسطيني من ان التصعيد المستمر للمواجهات بين الشباب الفلسطيني الرافضين للاحتلال والامن الصهيوني وكذلك حالات الطعن بالسكاكين والدهس والتي كادت ان تكون مسلسلا يوميا مما يعكس ان قطار الانتفاضة الثالثة والتي حذر العسكريون الصهاينة منها نتنياهو قد بدأ يتحرك ويأخذ مساره نحو الانطلاقة الكبرى التي ستعم كل الارض الفسطينية، وكشف ايضا ان التنسيق الامني بين سلطة عباس ووقوا الامن الصهيونية لم تجد نفعا ولم تتمكن من ان تخمد اوار هذه الانتفاضة والتي كانت تشبه الجمر تحت الرماد

وفي ظل حالة الغضب الجماهيري الفلسطيني التي تجاوزت القدس وامتدت الى بعض المدن الفسطينية الاخرى وبصورة غير متوقعة قد وضعت عباس وسلطته اما حالة من القلق والارباك بحيث اخذت تصدر التصريحات التي يريدون منها تصديق تصوراتهم الغير واقعية من ان الذي يجري على الارض لا يرقى للوصول الى حالة الانتفاضة، وبنفس الوقت اتخاذ بعض القرارات من اجل اخمادها او اجهاضها كما اعلنت السلطة عن قطع رواتب الموظفين الذين يشاركون في الاحتجاجات التي يقوم بها ابناء الشعب الفلسطيني في الضفة ضد الاجراءات الصهيونية المجرمة من عمليات الاعتقال العشوائي وقتل الشاب الفلسطيني ومضايقة الاسرى وغيرها والتي كانت الشرارة الاساسية التي وضعت بهؤلاء الابطال ان يعلنوا رفضهم القاطع لهذا السلوك من السلوك اللانساني واللاخلاقي.

وبطبيعة فان سلطة عباس وباتخاذ مثل هذه الاجراءات او اصدار التصريحات ضد التحرك الاقصى للاحتلال سوف تفقدها موقعها بين الفلسطينيين مما سيضها امام موقف صعب جدا قبال شعبهم الذي اختار المواجهة على الخضوع والخنوع بعد ان ادرك ان الصهاينة لا يمكن ان يمنحونهم حقوقهم المغتصبة ولايوقفون اعتداءاتهم وجرائمهم من خلال المفاوضات او غيرها وان اللغة الوحيدة التي يمكن ان تردعهم وتوقفهم عند حدهم وكما عرف ذلك الجميع وهي اللغة التي يتعاملون بها اليوم ضد ابناء الشعب الفلسطيني المقاوم كالغازات السامة والرصاص المطاطي والتي راح ضحيتها العديد من الرافضين والمحتجين.

اذن فعلى سلطة عباس وبدلا من تنأى بنفسها او تقف الى جانب الصهاينة من خلال ارسال رسائل الاطمئنان للصهاينة عليها ان تقف الى جانب شعبها الثائر الذي عرف طريق تحريره من الظلم والاضطهاد الذي جثم على صدره اكثر من ستة عقود من الزمن.