الصحف الأجنبية: استنفار سعودي على خطوة بوتين في سوريا وغضب باكستاني بعد حادثة منى
اعتبر باحث اميركي بارز أن ظروف الحرب في سوريا تختلف عن تلك التي واجهها الاتحاد السوفييتي في افغانستان، ما يعزز فرص نجاح تحرك الرئيس الروسي فلادمير بوتين في سوريا وسط توقعات بأن يرد السعوديون على هذه الخطوة.
من جهة اخرى، نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً لافتا تحدث عن الغضب الذي يعمُّ باكستان على خلفية حادثة منى في مكة المكرمة، وما تبعه من انتقادات للنظام السعودي، فيما نشرت الصحيفة عينها تقريراً حذر من تطوير تنظيم "داعش” برنامجا لصنع الاسلحة الكيماوية.
التدخل الروسي في سوريا وآثاره على صعيد رد الفعل السعودي
الباحث الاميركي المعروف بورس ريدل، نشر مقالة نشرت على موقع "Al-Monitor” تحدث فيها عن تطبيق الرئيس الروسي فلادمير بوتين الدروس المستخرجة من افغانستان في سوريا. ورأى الكاتب ان بوتين يسير على خطى مديره السابق في جهاز الاستخبارات الروسية (KGB) "يوري آندروبوف” الذي ادخل الاتحاد السوفييتي الى افغانستان عام 1979 من اجل دعم حليفه في كابول.
الكاتب الذي أشار الى وجود فوارق كبيرة في التحديات في كل من افغانستان وسوريا تصب لصالح بوتين، لفت الى ان السعودية ستكون عدوّة بوتين كما كان الحال بالنسبة لآندروبوف. ومن هذا المنطلق تطرق الى الدور الذي لعبته السعودية في افغانستان ضد الاتحاد السوفييتي، حيث سلم الملك فهد حاكم الرياض الامير سلمان (الملك الحالي) مهمة جمع التبرعات للافغانيين. وتحدث الكاتب عن انسحاب قوات الاتحاد السوفييتي فيما بعد وعدم تمكينها من هزيمة "المجاهدين” في افغانستان.
إلا أن الكاتب عاد ليتناول "الفوارق الكبيرة” بين سوريا وافغانستان، وهي أن لدى بوتين حلفاء إقليميين، وهو ما كان يفتقد اليه آندروبوف. فاشار الى أن ايران وحزب الله ومن أسماهم "الميليشيات الشيعية العراقية” تقاتل الى جانب الاسد منذ اعوام، وذلك خلافاً لما كان الوضع عليه في الثمانينات عندما كانت ايران تدعم "المجاهدين” في افغانستان.
وتحدث الكاتب عن استعداد الرياض للعب دورها في سوريا، مشيراً الى دور ولي العهد محمد بن نايف الذي سيتركز على توريط بوتين في مستنقع في سوريا، وفقاً لتعبير الكاتب.كما لفت الى استعداد الملك سلمان "انفاق المليارات بغية التخلص من الاسد”، معتبراً ان "السعوديين ليسوا مستعدين للقبول بأي تسوية فيما يخص رحيل الاخير”.
غير ان الكاتب اجرى مقارنة أيضاً بين الوضع الذي واجهه الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر في افغانستان والوضع الذي يواجهه الرئيس باراك اوباما في سوريا. وقال الكاتب ان اوباما يواجه وضعا اكثر تعقيداً في سوريا، حيث رأى ان اولوية اوباما ترتكز على محاربة داعش والقاعدة وان مساعي اوباما بإنشاء قوة من "المجاهدين” في سوريا على غرار افغانستان هي فاشلة. واضاف ان اوباما ليس لديه حليف على غرار محمد ضياء الحق وانه سيكون مضطراً للاعتماد على محمد بن نايف.
الباحث السعودي نواف عبيد قال: ان الحراك العسكري الروسي الاخير في سوريا لن يؤدي سوى الى تعزيز خطر تصعيد النزاع في سوريا وكذلك المعركة ضد داعش. وفي مقالة له على موقع شبكة "سي ان ان” الاميركية تحدث الكاتب عن اجتماعات رفيعة المستوى عقدت في موسكو بين مسؤولين سياسيين وعسكريين روس وايرانيين، وعن إرسال روسيا طائرات حربية من طراز "SU-34” المتطورة من اجل تعزيز الدفاعات في مدينة اللاذقية، ونشر طائرات استطلاع لها في سوريا.
ولفت إلى أن هناك دولا مستعدة للانضمام الى السعودية في مسعاها في سوريا، بمن فيها تركيا والامارات وقطر والبحرين والسودان والمغرب والكويت، وأشار إلى ان باكستان وماليزيا أيضاً تدرسان بشكل جدي هذا الخيار. واشار الكاتب الى ان هذه الدول العربية وكذلك باكستان اصبح لديها تجربة واسعة بتنسيق قواتها الجوية بعد الانضمام الى "التحالف” الذي تقوده السعودية في اليمن، ليعتبر ان التعاون في سوريا سيكون بمثابة توسيع نظام القيادة والسيطرة الموجود في اليمن.
ورأى أنه في مثل هكذا سيناريو فان القوات الجوية السعودية ستلعب دور القائد التكتيكي وتقدم التوفير لغالبية الطائرات والموارد، وادعى أن هزيمة "داعش” لا تتحقق الا برحيل الاسد من السلطة.
غضب الشارع الباكستاني
من جهة ثانية، نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً تحدث عن انتقاد السعودية في باكستان على ضوء حادثة التدافع في مراسم الحج، مشيرا إلى مقتل عشرات الحجاج الباكستانيين في هذه الكارثة، خاصة وأن العديد من العائلات لا تعرف حتى الآن ما الذي حل بذويهم. وقال التقرير ان ذلك قد أشعل حالة من الغضب الشعبي العارم دفعت بالحكومة الباكستانية بتحذير الشبكات التلفزيونية الخاصة من انتقاد السعوديين في البرامج الاخبارية والحوارية.
وفيما يخص آخر الاحصاءات، اشار التقرير الى ما أعلنه المسؤولون الباكستانيون عن ارتفاع حصيلة الوفيات الى ستة وسبعين شخصاً، الى جانب ما يقارب ستين آخرين هم في عداد المفقودين.
هذا واشار التقرير الى ان التعليمات التي اصدرت للشبكات التلفزيونية المحلية لاقتها انتقادات حادة في وسائل الاعلام الباكستانية. وفي هذا الاطار لفت الى مقالة لمجلس تحرير صحيفة "The Nation” الباكستانية الصادرة باللغة الانكليزية التي اتهمت الحكومة الباكستانية بتغطية السعوديين وبالتالي "اظهار اللامبالاة بحق الحجاج الباكستانيين”.
كما تطرق التقرير الى انتقادات وجهها بعض الحجاج الباكستانيين الذين عادوا من المملكة، والذين أدانوا المعاملة التي تلقوها من الحكومة السعودية خلال مراسم الحج، متسائلين عن ردة فعل حكومتهم.
استخدام داعش للاسلحة الكيماوية
في سياق آخر، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز” تقريراً سلطت فيه الضوء على استخدام داعش انواعا من الاسلحة الكيماوية، وروت الصحيفة حكاية عائلة سورية تعرض منزلها لهجوم بالسلاح الكيماوي في منطقة مارع الواقعة شمال سوريا، أدى الى وفاة طفلة.
التقرير أوضح أنه منذ الربيع الماضي، استخدم "داعش” نوعين من الاسلحة الكيماوية في العراق وسوريا مرات عدة، مستشهداً بهذا الاطار بخبراء الاسلحة الدوليين اضافة الى ضحايا وناشطين محليين، ومسؤولين غربيين. وبحسب التقرير فان هذه الاسلحة شملت القنابل البدائية التي تحوي غاز الكلورين، اضافة الى قذائف الهاون التي تحوي مادة ظهرت هذا الصيف اطلقها "داعش” من مواقع ميدانية.
ونقل التقرير عن مسؤولين اميركيين قولهم: ان قذائف الهاون المستخدمة تحمل مادة "خردل الكبريت”، وهي مادة محرمة دولياً، وان هذه المادة استخدمت في استهداف منزل العائلة السورية في مارع.
أشار التقرير الى ان ظهور الاسلحة الكيماوية في مناطق شاسعة من الاراضي التي تسيطر عليها "داعش” قد دفع الخبراء الحكوميين للتشكيك بان التنظيم قام بتطوير برنامج صغير لصنع الاسلحة الكيماوية وربما حصل على الاسلحة الكيماوية من مخزونات حكومية. ورجحت الصحيفة بأن تقوم داعش باستخدام هذه الاسلحة مجدداً، لكن ربما في هجوم اكبر. وقالت ان الهجمات في منطقة مارع، التي بدأت في الحادي والعشرين من شهر آب/اغسطس الماضي وتواصلت في الاسبوع الذي تلاه، كانت اكثر تعقيداً.