kayhan.ir

رمز الخبر: 27297
تأريخ النشر : 2015October09 - 19:49

السلاح السعودي ضد من يصوب ؟

أحمد الحباسى

ليس مهما أن تعرف الشعوب العربية قيمة صفقات الأسلحة السعودية ، فالصحف الغربية تنشر يوميا فضائح العمولات التي يتقاضاها حكام السعودية ، و ليس مهما أن تكون تلك الصفقات الخيالية على حساب مشاريع التنمية و البنية التحتية و البحوث العلمية المطلوبة من أي دولة تملك هذا الحجم من القدرات المالية ، و ليس مهما أيضا أن يجازى الشعب السعودي فئته الحاكمة بالصمت الخجول حول هذه الصفقات التي تثقل ميزانية البلاد دون جدوى أو نفع ، و ليس مهما في النهاية أن تتستر الأسرة المافيوزية الحاكمة بستار الخوف من التمدد الشيعي المزعوم لتنفق على هذه الصفقات المشبوهة بغير حساب ، فأهل مكة أدرى بشعابها ، المهم حقا ، أن نتساءل ضد من توجه هذه الأسلحة و لماذا و من يقف وراء هذه الوجهة و ما علاقة النظام بالمشروع الصهيوني الأمريكي لتقسيم و تفتيت المنطقة العربية .

ليس مهما نوع الأسلحة التي تشتريها السعودية ، و ليس مهما بطبيعة الحال الانتباه لمعرفة طاقة تسليحها المتطورة ، و قدرتها على المناورة ، فالجميع على علم بأن الأمريكان يقدمون كل هذه الأسلحة للسعودية منقوصة الفاعلية القتالية من باب الاحتياط حتى لا تدفع بعض الأفكار " الخبيثة " أحد الضباط الأحرار الشرفاء السعوديين لضرب الكيان الصهيوني ، هذا هو الشرط " الجزائي” الصهيوني المدون بعقود صفقات الأسلحة المباعة للسعودية بأغلى الأثمان ، و عليه ، فمن الواضح أن هذه الأسلحة الخردة قد تم شراءها و دفع دم قلب الشعب السعودي لتقوم بمهام معينة بعيدة كل البعد عن المهام المفترضة من دولة عربية تتشدق يوميا بكونها الوصية الشرعية و الحاضنة الحنونة للقضية الفلسطينية ، و بعملية طرح و جمع منطقية تقفز الإجابة الجاهزة عن السؤال الغبي المطروح لتقول أن هذا السلاح موجه لضرب الأنظمة العربية و خدمة المشروع الصهيوني ، هكذا بكل بساطة .

إسرائيل لا تلعب و لا تناور و لا تسكت في موضوع الأسلحة " العربية” ، كل الصفقات التي تتم و كل الأسلحة التي تسلم للدول العربية لا تصل دون التأشيرة المسبقة الصهيونية عليها ، و إسرائيل تراقب عملية التسليح العربية بكل عيونها المزروعة في العالم ، و كل سلاح يدخل المنطقة بغير علم إسرائيل و موافقتها تعترضه الغواصات الصهيونية و المخابرات الإسرائيلية قبل أن يصل ، لذلك من الواضح أن السعودية تتجهز ليس لضرب إسرائيل أو فرض معادلة ردع معلنة مع الكيان كما حدث بين المقاومة اللبنانية و إسرائيل بعد حرب تموز 2006 ، بل لضرب جيرانها العرب و العمل على تنصيب أزلامها في الحكم ، و ما يحدث في اليمن منذ أشهر هو احد تجليات هذا المشروع التسليحى السعودي ، قبل ذلك تم احتلال البحرين عسكريا بغاية إجهاض الثورة البحرينية و حماية نظام الثلاث ورقات البحريني العميل .

بالطبع السلاح السعودي يخدم الأهداف الصهيونية في المنطقة ، فالنظام تحميه القواعد الأمريكية و المخابرات الغربية ، و الطيارون الذين يقتلون الشعب اليمنى يوميا تشرف عليهم المخابرات العسكرية الصهيونية و تضع لهم خريطة الأهداف في اليمن في حين تتكفل المخابرات و القوات الأمريكية المنتصبة في المنطقة بمدهم بالخرائط اللازمة المنتقاة من الأقمار الصناعية ، و حين تضع دولة كل قدراتها العسكرية تحت تصرف القدرات التقنية الصهيونية و تحت تصرف المشروع الصهيوني فمن السائغ أن نتحدث عن نظام عميل يأتم معنى الكلمة و نتساءل ، هل يوجد شعب في العالم يقبل أن يحكم بهذا الشكل و إلى متى ستبقى الخيانة مقبولة و كيف يمكن تصور صمت شعب على جريمة ضد الإنسانية تقترف في حق الشعب اليمنى .

لعل السعودية من الدول العربية الاستثناء التي لم تشارك طيلة الحروب العربية الصهيونية بطلقة واحدة ضد الكيان الصهيوني ، و لعل الجيش السعودي هو الاستثناء في المنطقة لكونه لم يتصد يوما لأي خرق صهيوني لأجوائه رغم حصول ذلك في مرات متعددة كثيرة ، و حين يقصف الطيارون " السعوديون” الشعب اليمنى بهذه الوحشية الصهيونية فمن المؤكد أن طاقم التدريب قد كان صهيونيا ليلقنهم كل هذه البربرية النازية ، لذلك لا يملك الجيش السعودي أية عقيدة قتالية سوى عقيدة حماية الأمن الصهيوني ، و لا يملك هؤلاء المجرمون الصهاينة أي شرف أو دين أو شريعة سوى شريعة الغاب ، و حين نتذكر رفض بعض الطيارين الصهاينة قصف غزة و تحمل تبعات رفضهم المبرر بأن ذلك العمل هو عمل وحشي لا يقبله الإنسان ، يقفز السؤال كيف قبل الطيارون السعوديون القيام بهذا العمل الوحشي و كيف سينظرون إلى أنفسهم في مرآة التاريخ و كيف سيقفون أمام أبناءهم و ضمائرهم يوما ما .

لن تنتصر السعودية في حروبها العربية ، هذا مؤكد ، فالسعودية مجرد كيان كرتوني لقيط لا يقدر على تحقيق الانتصارات الإستراتيجية ، لكن الخيبات السعودية المتلاحقة هي من تقوى الوجود الإيراني في المنطقة العربية و تكسبه "شرعية” شعبية داخل كل الدول العربية ، ذلك أن هذه الشعوب قد فهمت بمرور الوقت أن المستقبل لإيران و " الماضي” للسعودية و أذنابها العملاء ، فلن تتحرر القدس إلا بيد أبناءها و لن يقف أمام إسرائيل إلا السلاح و القوة الرادعة الإيرانية السورية ، و على سبيل المثال فقد كان الراحل القذافى يكدس في الصحراء الليبية كل الأسلحة المتطورة لكنه فشل ذريعا في التشاد ، و لعل الدخان المتصاعد من القصر الحكومي في عدن اليوم و عشرات الجنود الإماراتيين القتلى يؤكد للمتابعين أن "القاعدة” في اليمن قد أرادت توجيه رسالة دموية للنظام السعودي استجابة لنداء الشعب اليمنى الجريح " اللهم أهلك الظالمين بالظالمين " ، آمين