سقطت ورقة التوت عن عورة المحور الامريكي
عاصم الجابري
التدخل الروسي في الحرب على الارهاب أحرج المحور الامريكي بشدة، لانه سيسقط ورقة التوت عن عورات كل أعضائه وفي مقدمتهم أمريكا، وسيبان العهر الامريكي على حقيقته للعالم.
أمريكا لها قواعد عسكرية في تركيا والعراق تكاد تكون ملاصقة للاراضي التي تحتلها داعش، اي إنها على بعد مرمى حجر من داعش، كما أنها شرعياً لديها معاهدة مع العراقيين لحماية أرضهم لو تعرضت للتهديد من قبل أي عدوان، وخاصةً الارهاب، ولها أكثر من سنة بمعية حلفها الستيني ولم تحقق اي نجاح في تقويض داعش، بل حصل العكس، حيث أن داعش تمددت اثناء الضربات الاسفنجية لها من قبل أمريكا وحلفائها; تمددت في العراق بأحتلال الرمادي، وفي سوريا بأحتلال تدمر!.
والغريب ان الحشد الشعبي العراقي متحمس لمقاتلة داعش على الارض، لدرجة ان جل مقاتليه طلاب شهادة ويعشقون الشهادة من أجل القضاء على هذا السرطان الذين خلقوه ذيول أمريكا: أمثال المتغطرس أردوكان، والحمقى مشايخ الخليج الفارسي، وعلى رأسهم أمراء آل سعود، وملك الاردن، وبعض الانظمة العربية، هذا الحشد لم تدعمه أمريكا، والاستفادة من قدراته، بل شيطنته في ماكنتها الاعلامية، وحاربته بقوة! ولو أمروا أردوكان بغلق حدوده مع داعش، ودعموا الحشد الشعبي العراقي، لهربت داعش كالجرذان المذعورة من العراق في مدة شهر على الاكثر، ولتطهرت اراضينا من دنسهم.
أيضا في الجانب السوري يوجد الحشد الشعبي السوري، ومعه الكثير من المتطوعين الاحرار في العالم، وخاصة من الافغان، والايرانيين، هؤلاء أتوا الى القتال بإرادتهم، وكلهم عازم على النصر او الشهادة، فأيهما أفضل أن يدعم، هؤلاء، أم الارهابيين العالميين المرتزقة، والخونة من العرب والسوريين، والاسيويين الذين جمعتهم تركيا وأمراء مشيخات الخليج الفارسي، والذين دربتهم أمريكا تحت إسم مثير للسخرية والاشمئزاز "المعارضة المعتدلة”؟
المسألة واضحة، وحتى عقل البقة يميز نوايا هذا المحور الشيطاني الامريكي الصهيوني.
السؤال هو:
لم, لم تدعم أمريكا أعداء الارهاب الحقيقيين؟ خصوصا هذا أقصر الطرق، وأقله كلفة مالا ودماءاً!
جواب هذا السؤال يسقط ورقة التوت عن عورة أمريكا ومحورها، ويكشف للعالم عهرها وزيفها من أجل تمزيق المنطقة وتقاسم خيراتها، والقضاء على إيران ومحورها خدمة لاسرائيل وضمان إحتلالها للاراضي الفلسطينية.
في بداية الضربات الجوية الروسية الشجاعة والحاسمة، بدأ التأثير واضح وملموس للعيان، وكشف زيف أمريكا التي إدعت ان علاج داعش يتطلب زمن طويل قد يمتد الى عشرين سنة!!!
الذي يحير العقول النظيفة، كيف دولة عظمى ومعها حلفاء عظماء في القوة العسكرية والاقتصاديه والعلمية تلتجئ الى الكذب والغدر والنفاق لتحقيق الغايات لولا نفوسهم الشريرة والخبيثة، وبعدهم تماماً عن الاخلاق والمباديء والقيم الانسانية العليا.
روسيا دخلت الحرب وهي على يقين انها ستربح هذه الحرب، لان الاخلاق معها، والحق الى جانبها، والله وعد بنصرة الحق، ونصر كل من يناصر الحق، وكل أحرار العالم الى جانبها، فضلاً عن وجود قائد عربي شجاع في سوريا، صمد صمود الجبال في وجه الجراد القادم من كل مستنقعات العالم العفنة، ومعه جيش اسطوري في الشجاعة والتضحية، وكذلك غالبية شعبه مصطف خلفه، وهنالك أيضا فئة من العراقيين الاسود الذين لا يفرون أمام الاعداء، وهم الحشد الشعبي العراقي من كل اطياف العراق، وأيضا لسوريا أصدقاء أوفياء هم الاسود رجال حزب الله، وإيران حكومةً وشعباً، والصين هذه الدولة العظمى، هؤلاء كلهم مع روسيا سيُعرّون حلف الشيطان أمام شعوبهم وشعوب كل العالم على حقيقتهم.
في النهاية أنصح كل من يعمل في صفوف داعش وبقية العصابات الاجرامية، وخاصة السوريين منهم، الذين إجتهدوا بتدمير بلدهم فأخطأوا، أن يفروا بجلدهم، قبل أن يَصْلَوْنْ بنار الله الحامية المتمثلة بالقنابل الروسية.