kayhan.ir

رمز الخبر: 27193
تأريخ النشر : 2015October06 - 21:00

خطوط بغداد الحمراء لواشنطن!!

مهدي منصوري

اعتبرت أوساط اقليمية ودولية وخاصة الاميركية ان انسحاب الجيش الاميركي من العراق كان هزيمة منكرة للاستراتيجية الاميركية في المنطقة. وقد اخذت رسائل اللوم تترى على اوباما لارتكابه هذه الخطوة خاصة من صقور البيت الابيض الجمهوريين. ومن اجل ان تخرج ادارة اوباما من هذا المأزق والضغوط عمدت الى وضع خطط واساليب قد تمكنها من العودة الى العراق من الشباك بعد ان خرجت ذليلة من الباب.

ولم يسعف واشنطن في هذا الامر سوى المجموعات الارهابية المدعومة منها والممولة من السعودية، لذلك جاءت حادثة احتلال الموصل وادخال الارهابيين وانسحاب الجيش ضمن خطة تم الاتفاق عليها بين اطراف سياسية عراقية معروفة بمواقفها العدائية من العملية السياسية الجديدة والاكراد من اجل ان تظهر للرأي العام العراقي اولا والاقليمي والدولي ثانيا ان الجيش العراقي في حالة من الضعف والانهيار بحيث لايمكنه او لا يقوى على مواجهة مجموعة صغيرة من الارهابيين.

وبذريعة محاربة الارهاب ارادوا ان يفتحوا نافذة او ثغرة لتسمح لهم باحتلال العراق من جديد، وقد كان تشكيل التحالف الدولي الكاذب والمزور الوسيلة التي اعتمدت عليها واشنطن وحلفائها في المنطقة لكي تسعفهم في تنفيذ مخططهم الاجرامي.

الا ان المرجعية العليا التي ترصد الاوضاع بدقة والتي اخذت منهم مقتلا لم يكن يتوقعونه من خلال اصدار الفتوى التاريخية التي دعت ابناء العراق الغياري ان يكونوا في الصف الاول ليدافعوا عن مقدساتهم وارضهم وان يواجهوا الارهاب الزاحف من الخارج، وقد كان العراقيون لها اذ استجابوا للنداء واندفعوا وبقوة من خلال تشكيلات الحشد الشعبي التي ابلت بلاء حسنا وتمكنت وفي ظرف قياسي ان تعيد اهم المحافظات والمناطق الى حضن الوطن وتطرد الارهابيين بعد ان كبدتهم خسائر كبيرة في الارواح والمعدات.

هذا الامر وبحد ذاته قد خلط الاوراق على واشنطن وحلفائها سواء كان السياسيين الدواعش والمجرمون الدواعش انفسهم ومعهم الدول الاقليمية التي كانت تدعم هذا التنظيم الارهابي. ومن هنا فقد تمكن ابناء المرجعية من ابطال الحشد الشعبي ان يقضوا على الامل الاميركي في ان يتحقق في هذا البلد.

ولكن واشنطن وحلفاءها لايمكن ان يركنوا او يرضخوا لهذا الامر لان شكل هزيمة قاسية ومنكرة اخرى لهم، ولذلك فانهم يحاولون بين فترة واخرى لتقديم مقترحات او افكار قد يمكنهم من العودة الى العراق.

الا ان ابناء الحشد الشعبي الابطال الذين الوا على انفسهم ان يكونوا هم المحررون للمدن العراقية التي تقع تحت سيطرة الارهابيين، والذين حققوا نجاحات كبيرة في هذا المجال، من دون مشاركة قوات التحالف، لذلك حذروا بالامس واشنطن بالذات ومن يقف وراءها، من ان للعراق ثلاث خطوط حمراء لايمكن المساس بها اوالقبول في البحث والتحدث حولها وهي عودة القوات الاميركية، أوتأسيس قواعد عسكرية، اوالتدخل في الشأن الداخلي في تغيير مجريات العملية السياسية القائمة اليوم، بحسب مايرغبون ويريدون، وبنفس الوقت أكدوا ان العراقيين قادرون على حماية ارضهم من خلال المعطيات على الارض ،والتي حصلوا عليها بمواجهتهم الصارمة والقوية.

ولذا فانهم وفي حالة اصرار اميركا على التدخل في شؤونهم فانهم سيكونون سيوفا بتارة في مواجهتهم حتى يقتلعون ليس شأفتهم فحسب، بل شأفت كل العملاء من السياسيين العراقيين الذين أوصلوا البلاد الى ما هي عليه اليوم.وكما اكد رئيس الوزراء بالامس ضاربا كل ماقيل عرض الحائط بالقول ان العراقيين قادرون على تحرير بلدهم من دنس الدواعش وان العراق لم يفكر بالاعتماد على اية قوات اجنبية لدحر القتلة الدواعش.