الضفة تلتهب والسلطة تنتحب
ما يجرى على الارض الفلسطينية و خلال الفترة القصيرة المنصرمة يدعو للتفاؤل والامل بان الشعب الفلسطيني قد خرج من قوقعة الاستسلام والخنوع واختار طريق المواجهة مع العدو الصهيوني وبصورة اصبحت ملفتة للجميع وبنفس الوقت مقلقة ومرعبة للحكومة الاسرائيلية وقطعان المستوطنين. اذ لم يمر يوم الا ونسمع حالة طعن او دهس او اقتحام لدورية صهيونية وقتل احد جنودها او افرادها. وما عملية الامس البطولية والتي راح ضحيتها وكما اوضحت مصادر صهيونية اثنين من الحاخامات الصهيونية الا دليل قاطع ان الشباب الفلسطيني المقاوم اخذ يختار العناصر المؤثرة والمهمة في الجيش الصهيوني مما سيشكل صدمة قوية لنتنياهو بالدرجة الاولى ولافراد جيشه في الدرجة الثانية وهو مادعاه بالامس وبعد عودته من واشنطن مباشرة لعقد اجتماعا امنيا مما يعكس حالة القلق والارباك الذي فرضته العملية.
ولذلك فان مثل هذه الحالات المتكررة تعكس صورة جديدة وهي ان الشباب الفلسطيني يريد وبهذه المواجهات ان يرسل رسالة قوية لسلطة عباس واجهزته القمعية التي تساند القوات الصهيونية ان هذا التنسيق لم يعد له اي أهمية وانه لايمكن ان يكسر شوكة المقاومة الباسلة. وان روح الجهاد الباسلة التي تعتمل في نفوس الشباب الفلسطيني اخذت تنمو وبصورة اخذت فيه تبتكر اساليب جديدة لاعلان عن رفضها للاحتلال ولكل من يقف اويساند او يدعم هذا العدو.
لذلك فان ما نراه ونعايشه من احداث على ارض فلسطيني تنذر بان الانتفاضة الثالثة قد بدت بوادرها تظهر على السطح خاصة ان الاعمال الاجرامية التي تمارسها الشرطة الصهيونية ضد ابناء الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة وذلك بدفعها قطعان المستوطنين الى تدنيس هذا المكان المقدس اخذت تدفع بابناء هذا الشعب الى فتح جبهات جديدة بعيدة عن القدس ليدرك الصهاينة ان حالة الغضب قد امدت واتسعت وبصورة لايمكن تصورها او الا حاطة بها.
ومن اجل احتواء هذا الوضع المتأزم فقد دعا نتنياهو سلطة عباس الى العودة الى المفاوضات، ولكن تسارع الاحداث وبصورة مذهلة قد لاتدع مجالا لسلطة عباس ان تجرؤ على سلوك هذا الطريق، بل عليها ان تكون مع اختيارات شعبها والذي فضل المواجهة على الركون الى اساليب الخداع الصهيونية من اجل المزيد من استلاب الارض وتدنيس المقدسات.
وان على سلطة عباس وبدلا من التباكي على الصهاينة فان عليها وكما عبرت اوساط المقاومة الفلسطينية ان تعمل على تقديم ما يمكن تقديمه لابناء الضفة الغربية الابطال الذين يواجهون جنود الاحتلال المجرمين وبايادي خالية من الحصول على السلاح للدفاع عن انفسهم، ولقطع دابر الاعتداءات الوحشية التي يمارسها وحوش نتنياهو. وقد يكون هو الحل الوحيد الذي يمكن ان يردع هؤلاء من ان يعتدوا على مقدرات هذا الشعب الصابر.