kayhan.ir

رمز الخبر: 27051
تأريخ النشر : 2015October04 - 21:45

الصحف الاجنبية: الأسد باق...وروسيا قوة عظمى

تستمر الصحافة الغربية في التركيز على التحرك العسكري الروسي في سوريا و الطريقة التي يجب ان يتعاطى بها الغرب مع ذلك، مشددة على وضوح الرؤية الروسية في سوريا على خلاف اميركا وأدواتها، متوقعة بقاء الاسد في السلطة خاصة، بعد تعزيز الدور العسكري الروسي.

اعتبر الصحفي الاميركي المعروف فريد زكريا ان الرئيس الروسي فلادمير بوتين استطاع التحرك بقوة في سوريا لانه يملك "استراتيجية اوضح” من الادارة الاميركية. و في مقالة نشرت في صحيفة واشنطن بوست اشار زكريا الى ان لدى بوتين حليف يتمثل بحكومة الاسد واعداء يتمثلون بمعارضي الحكومة، لافتا الى أن بوتين يدعم حليفه ويحارب هؤلاء الاعداء، بينما يسود حالة ارباك لدى واشنطن والغرب.

وتساءل الكاتب عن الجهة التي تحاربها الولايات المتحدة في سوريا فهي ضد نظام الاسد و داعش، ورأى ان جميع الجماعات المسلحة في سوريا، امثال جبهة النصرة و احرار الشام هي ايضاً اعداء للولايات المتحدة، اضافة الى قوات حزب الله و ايران وهذه السياسة مشتتة، على خلاف بوتين الذي يتمتع بخطة متماسكة، وذكّر بأن الولايات المتحدة متحالفة مع الحكومة العراقية في حربها ضد المسلحين فيما تجدها في الوقت نفسه تساعد هؤلاء المسلحين للعبور عبر الحدود والقتال في سوريا.

ورأى زكريا ان تشكيل حكومة شمولية تحمي الاقليات من خلال بناء جيش سوري جديد امر من الخيال، كما اشار الى ان اي تدخل عسكري اميركي لهزيمة داعش يعني ان على طرف معين ادارة المناطق السورية، لافتاً الى عدم استعداد اطراف خارجية حليفة للولايات المتحدة مثل تركيا القيام بذلك. وأضاف: على واشنطن "القبول بالواقع و اتخاذ قرارات صعبة”. القراران الكبيران، حسب الكاتب، يتعلقان بما اذا كانت ستوقف اشنطن معارضتها للاسد وما اذا كانت ستقبل بانه سيتم تقسيم سوريا.

زكريا أكد انه اذا كانت هزيمة داعش مسألة مهمة، فيجب ان تصبح الاولوية القصوى، و يجب ان تتحالف واشنطن مع اي قوة خارجية تنضم الى تلك المعركة. و حذر في هذا الاطار من ان سقوط الاسد و سيطرة المسلحين على دمشق سيكون اسوأ من بقاء الاسد.

اما الصحفي ديفيد اغناتيوس فقد اعتبر في مقالة له نشرتها صحيفة واشنطن بوست ان الدور الروسي المتوسع في الشرق الاوسط يدور في الخفاء منذ اشهر، و رأى ان ادارة اوباما "الراغبة بمساعدة موسكو الدبلوماسية” هي التي استدعت هذا الدور.

واستشهد الكاتب بنائب المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية جون مكلاغلن الذي اشار الى وجود حقائق جديدة على الارض جراء التدخل الروسي، حيث قال الاخير في مقابلة مع الكاتب ان "اي شيء نقوم به الآن مشروط بوجودهم (وجود الروس) و نفوذهم. هذه حقيقة اصبح علينا ان نتعامل معها”. وتحدث عن وجود حماس لدى الكثير من حلفاء الولايات المتحدة لجهة تعزيز الدور الروسي في الشرق الاوسط.

من جانبها اعتبرت "ماري ديجيفسكي”، التي تعد من اهم المختصين الغربيين بالملف الروسي، انه اذا كان احد تفسيرات التحرك الروسي في سوريا هو الحفاظ على الكرامة الوطنية و عدم الاظهار كمن يتلقى الاوامر من واشنطن، فان رغبة بوتين بان يتم التعاطي مع روسيا على انها دولة لديها مصالح عالمية لعل له تفسيرا آخر.

وفي مقالة نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية لفتت الباحثة الى انه وبينما التفسير المفضل عن تعزيز الدور الروسي في سوريا يدور حول الخصومة بين القوة الكبرى والتحالف مع الاسد، الا ان تصريحات المسئولين العسكريين الروسي و بوتين نفسه تقدم تفسيراً مختلفاً بعض الشيء. فبوتين، حسب الكاتبة، يريد ان ينظر الى روسيا على اساس انها لاعب عالمي ولها مصالح تتطابق بنسبة معينة مع مصالح الولايات المتحدة وغيرها، واعتبرت ان بوتين يرى سوريا فرصة ليكون جزءا من جهد متعاون، و ينظر الى داعش على اساس انها تشكل لروسيا نفس التهديد الثقافي و الارهابي الذي تشكله للغرب.

كذلك رأت الكاتبة ان بوتين يعتبر التهديد المحتمل الذي تشكله داعش اكبر (مقارنة مع الغرب) واكثر الحاحاً بسبب عدد المواطنين الروس الذين يعتقد انهم يقاتلون في صفوف داعش، و ايضاً بسبب "التهديد الجهادي في داخل و محيط الشيشان”، و قالت الكاتبة ان الرغبة الروسية بمحاربة داعش يجب ان لا ينظر اليه بالضرورة من زاوية "الذريعة لحماية الاسد”، بل العكس. فتقول انه وفقاً للرؤية الروسية كما شرحها بوتين في الجمعية العامة للامم المتحدة، فان حكومة الاسد وحدها تقف بوجه الانتصار الكامل لداعش واختفاء الدولة السورية.

لكاتبة اعتبرت ان الاولوية بالنسبة لبوتين هي الحفاظ على الدولة السورية، حيث "ينظر الى افغانستان و العراق و ليبيا و يرى ان التدخلات الغربية التي نتجت الفوضى”. و وتابعت ان بوتين يتوقع نفس السيناريو لسوريا في حال اعتبر الغرب ان الاطاحة بالاسد هي الاولوية، و ليس محاربة داعش. كما تحدثت عن بعض المؤشرات التي تدل على تقريب وجهات النظر بين الولايات المتحدة و روسيا فيما يخص مصير الاسد. وخلصت إلى ان المحادثات العسكرية الاميركية الروسية قد تنتج مقاربة تعاون. واعتبرت ان البديل عن ذلك هو خطر التصادم العسكري الاميركي الروسي في سوريا عن طريق الخطأ.

بدوره، اعتبر السفير البريطاني السابق في كل من سارييفو و بلغراد و وارسو "تشارلز كراوفورد” ان اختيار موسكو هذا التوقيت للتدخل في سوريا يعود الى ان الروس رأوا ان مع تقديم بعض المساعدة للاسد، فان الاخير سيكون قادراً على التمسك بالسلطة، وأشار الكاتب في مقالة نشرتها صحيفة "دايلي تلغراف” البريطانية الى عدم استعداد واشنطن الالتزام باسقاط الاسد، والى حرص روسيا على "منع انتشار فيروس داعش الى مناطق مثل الشيشان”.

ووفق الكاتب فان موسكو باتت تشعر انها اثبتت وجهة نظرها، حيث تبدو سياستها في الشرق الاوسط ثابتة، بينما سياسة الغرب تعاني من الضعف. انطلاقاً من هنا يقول الكاتب، تحركت روسيا من اجل المساهمة بابرام صفقة تؤدي الى الاستقرار في سوريا – وفقاً لشروط موسكو.

ورأى الكاتب ان ذلك يتطلب الانحياز العلني لصالح طرف معين في سوريا و محاربة داعش و مجموعات معارضة اخرى، وذلك بغية اجبارها على الدخول بمفاوضات، ولفت إلى ان من السيناريوهات المحتملة هي عملية سلام دولية تحت رعاية الامم المتحدة يكون فيها نظام الاسد القيادة الشرعية الوحيدة في البلاد، مضيفاً ان محصلة ذلك ستكون على الارجح اتفاق تضمن مصالح روسيا الاستراتيجية في سوريا على المدى الطويل، وتثبيت موسكو شريك فاعل بالتصدي لاي مشكلة دولية صعبة.

وعلى ضوء كل ذلك يتوقع الكاتب في الختام بقاء الاسد في السلطة.