علماء المسلمين ومفكروهم يشددون على ضرورة إدارة إسلامية موحدة للحرمين الشريفين
كيهان العربي - خاص:- تفقد وزير الصحة والعلاج الطبي الايراني الدكتور حسن هاشمي الحجاج الايرانيين المصدومين في فاجعة منى التي استشهد فيها الآلاف من حجاج بيت الله الحرام من مختلف دول العالم بينهم مئات الايرانيين، في أحد مستشفيات مكة المكرمة واطلع على سير العلاج الذي يتم تقديمه لهم في هذا المستشفى حيث تم اتخاذ بعض القرارات لعودتهم الى أرض الوطن.
وكان وزير الصحة الدكتور هاشمي وصل صباح أمس الثلاثاء مكة المكرمة على رأس وفد خاص، يضم ايضا رئيس جمعية الهلال الاحمر امير حسين ضيائي ومساعد وزير الخارجية للشوون القنصلية حسن قشقاوي والمدير العام لوزارة الصحة محسن اسدي لاري، وذلك لمتابعة اوضاع الحجاج المصابين و المفقودين الايرانيين في كارثة منى المفجعة فيما اعلن حميد محمدي مساعد شؤون الحج في منظمة الحج و الزيارة بان حصيلة الشهداء من الحجاج الايرانيين في كارثة منى ارتفعت الى ۲39 قتيلا، بينما 238 حاجا مازالوا في عداد المفقودين كما يتلقى 28 حاجا، العلاج في المراكز الصحية بالسعودية .
وفي هذا الاطار أعلن نائب وزير الصحة السعودي حمد بن محمد الضويلع صباح أمس الثلاثاء عن تسليم ألبوم صور (4173) من الحجاج الذين قضوا في حادث مشعر "مني" وقد بدأت عملية التعرف على المتوفين.
وقد اكدت التقارير الواردة أن السبب في بروز هذه الفاجعة الكبيرة التي ألمت العالم الاسلامي ذهب ضحيتها الآلاف من ضيوف الرحمن، هو مرور موكب ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان وسد الشرطة السعودية الطرق على الحجيج المتوافدين نحو الجمرات .
في هذا الاطار تتواصل نداءات الادانة لسوء إدارة آل سعود وتهورها في حفظ أمن الحجيج فيما شدد عشرات العلماء والمثقفين والمفكرين من العالم الاسلامي على ضرورة انعتاق الحج من هيمنة آل سعود، معلنين عدم أهلية السعودية لادارة امور الحج.
فقد رأى الداعية الإسلامي الدكتور عبد الرحمن علي الضلع رئيس مركز الأبحاث والدراسات للوحدة الإسلامية في بلاد الشام أنه لابد أن تجتمع هيئة كبرى من العالم الإسلامي للمطالبة بنزع إدارة الحرمين الشريفين المكي والمدني من آل سعود.
وأضاف: نقول وبكل وضوح وصراحة بأننا نطالب جميع من قال "لا إله إلا الله محمدا رسول الله" في كل العالم الإسلامي الذين قبلتهم واحدة ويصلّون لله عز وجل ويحجّون البيت ويقرؤون قرآنا واحدا وربهم واحد، نقول لابد من انتزاع ادارة الحرمين الشريفين في مكة والمدينة من النظام السعودي".
وقال الضلع :"أن السعودية، نُسِفَت عنها صفة العربية لأنها أثبتت أنها مملكة عبرية حيث دمّرت الدين الإسلامي وقطّعت كل أوصال المؤمنين، وان وحي الله عز وجل قد هبط بمكة والمدينة وقد استثمر آل سعود مكة والمدينة وحجّاج بيت الله الحرام بما يخدم سياساتهم الغاشمة الصهيونية الأميركية لكي يتعدّوا على المسلمين في كل مكان منذ عام 2011 وحتى يومنا هذا في دعم الحركات الإرهابية المتطرفة في كل أنحاء العالم وخاصة داخل سوريا بإرسالهم جميع المتطرفين لقتل الآمنين والمؤمنين".
من جانبهم اعتبر علماء اهل السنة في محافظة كردستان، اعتبروا آل سعود هم المسبب الاساس لفاجعة منى.
ففي معرض اشارته الى ان نظام آل سعود خائن للحرمين الشريفين وليس خادما، فقد قال ماموستا سيد احمد سجادي امام جمعة مدينة "سروآباد"؛ بالنظر لخلفية نظام آل سعود في دعم الارهاب وتورطه في ابادة الشعب اليمني، فلا شك من ان يقوم من يسير الجيش لقتل اليمنيين ان يغلق الطريق امام الحجاج. معتبرا الحجاج المتوفين في حادثة منى بالشهداء.
بدوره وجه امام جمعة مدينة "بانه" ماموستا ملا جمال كريمي،وجه انتقادا شديدا لسوء ادارة آل سعود لمناسك الحج، قائلا: في الوقت الذي يستعد العالم الاسلامي للابتهاج بعيد الاضحى المبارك، ادمت حادثة منى المفجعة قلوب المسلمين والعالم الاسلامي.
فيما اوعز "ماموستا محمد امين راستي" امام جمعة مدينة سنندج، سبب حصول الفاجعة الدموية الى عبور امير سعودي في مسار الحجاج قائلا: ان مكة والمدينة ليستا محل لغير الصالحين، وفي عبارة واحدة، ان آل سعود غير مؤهلين لادارة مكة والمدينة.
واضاف: مما لا شك فيه انه بوقوع حادثة 11 سبتمبر في المسجد الحرام وكذلك حادثة منى دليل عدم اهلية آل سعود لادارة مؤتمر الحج وخدمة الحرمين، وينبغي ان يراجعوا انفسهم ويفكروا في اصلاح شؤونهم الداخلية. معتبرا هذه الفاجعة الدموية بالمصاب الجلل للعالم الاسلامي قائلا: ان السعوديين قد مدوا للاستكبار العالمي يد الاخوة، بحيث انهم اضافة لسوء ادارتهم الداخلية يوغلون في جرائمهم في اليمن يوما بعد آخر.
وفي معرض الاشارة الى ان السعودية هي المستقبلة للزوار والحجاج وان امن وسلامة الحجاج من ابسط واجباتها ، فقد قال ماموستا مصطفى شيرزادي امام جمعة مدينة مريوان ان الحجاج قدموا السعودية بصفاء ضمير وراحة بال من هنا يعتبر هذا الاهمال وعدم المبالاة امرا لايطاق. مضيفا: ينبغي متابعة هذه الحادثة وعلى الدول ان تتدخل لتمنع تكرار هكذا احداث مؤلمة.
امام جمعة مدينة قروة"ماموستا يد الله محمدي بدوره اشار الى ان الحج لايرتبط بالسعودية لوحدها وانما يرتبط بالعالم الاسلامي اجمع قائلا : ان حادثة منى المؤلمة دليل دامغ على عدم اهلية النظام السعودي لادارة اعمال الحج ولذا لابد من تخويل مجلس يتألف من الدول الاسلامية ليقوم بادارة الموسم.وصرح امام جمعة مدينة "روانسر" ماموستا عبدالله غفوري، في معرض الاشارة الى انه على الزعماء الدينيين والمتحرقين في العالم الاسلامي، ان يلتفتوا ويتعظوا من حادثة منى، قائلا: ينبغي استعراض سوء ادارة آل سعود، من خلال المؤتمرات الاسلامية والمؤسسات الدينية.
واستطرد امام جمعة روانسر حديثه، بالقول؛ ان الحرمين الشريفين في السعودية يعود لجميع المسلمين، واثر هذه الفاجعة المؤلمة لابد من تحويل ادارة الحرمين لمجلس حاذق في الادارة ، اذ ان عدم تحمل آل سعود للمسؤولية يعتبر فاجعة ثانية.
واعرب "آخوند عبدالباسط نوري زاد" عن شديد اسفه لموت الحجاج في حادثة منى، مؤكدا على ان سوء ادارة الحكومة السعودية هو العامل الاساس لهذه الواقعة كما ونشهد وللاسف الشديد قيام الحكومة السعودية في الشهر الحرام وبالتحديد في العيد السعيد للدول الاسلامية، مهاجمة دولة اليمن المسلمة، وتتبجج بقتل الابرياء من الاطفال والنساء. ان السعودية قد فقدت حيثيتها بين المسلمين.
بدوره اعتبر امام جمعة مهاباد، ماموستا ملاقادر سهرابي، وقوع الحادثتين المؤلمتين في مناسك الحج لهذا العام، شاهد على عدم اهلية آل سعود في ادارة الحرمين الشريفين.
وينبغي لمنظمة التعاون الاسلامي والمؤسسات العالمية ان تتخذ الموقف اللازم بهذا الصدد، واذا لزم الامر تسترد مسؤولية ادارة مناسك الحج من آل سعود.
ورجح امام جمعة "خنج" الشيخ عبدالصمد ابونجمي، ضعف ادارة المسؤولين السعوديين في اقرار النظم، السبب في وقوع هذه الكارثة العظيمة، ومن الضروري ان يتخذ قادة وعلماء العالم الاسلامي التدابير اللازمة لقادم الايام.
هذا و أشار نائب أهالي مدينة بوكان وتكتل السنة في مجلس الشورى الاسلامي قسيم عثماني في الكلمة التي القاها أمس الثلاثاء أمام نواب الشعب في المجلس الى الجرائم التي يرتكبها نظام آل سعود ضد الشعب اليمني المسلم وأكد أن هؤلاء أثبتوا عدم كفائتهم لادارة الحرمين الشريفين داعيا العالم الى الفصل بين النظام السعودي والجرائم التي يرتكبها الوهابيون وأهل السنة والجماعة.
وقال: ان نظام آل سعود أثبت عبر هذه الجرائم البشعة بأنه يفتقر الى كفاءة ادارة الحرمين الشريفين فيما يزداد بغض وكراهية مسلمي العالم سواء من السنة أو الشيعة له يوما بعد آخر.
الى ذلك أصدرت نقابتا الطلبة والأساتذة والعديد من المؤسسات الثقافية في جامعة طهران بيانا مشتركا حول الأحداث الأخيرة في مشعر منى طالبت فيه السلطات السعودية بتشكيل لجنة باشراف الدول الاسلامية لكشف ملابسات الحادث ومعرفة المسببين في حادثتي المسجد الحرام ومنى لعدم تكرار مثل هذه المآسي مرة أخرى.
وأكد الموقعون على مسؤولية الجامعيين في البلدان الاسلامية كافة في بذل المزيد من الجهود المخلصة لأجل اصلاح ورفع النقائص في أداء مناسك الحج وتنظيمه وعدم احتكار السلطات السعودية لمهمة الاشراف على تنظيم مناسك الحج وضمان سلامة حياة وأمن الحجاج..