ماهكذا يا "جبير"!!
مهدي منصوري
في الوقت الذي أكدت فيه كل الاوساط السياسية والاعلامية الاقليمية والدولية ان مجزرة منا الذي راح ضحيتها الالاف من حجاج بيت الله
الحرام لم تكن عفوية بل ان وراءها اهداف مبيتة للسعودية تريد ان ترسلها ووبصورة غير مباشرة للمسلمين في العالم اجمع ، وكذلك اجمعت كل هذه الاوساط وبعضها في الداخل السعودي ان الاهمال كان العنوان البارز في هذه المأساة، الا ان استهداف واصطياد بعض الحجاج من بين هذا الزخم الهائل وبصورة اطهرتها بعض الافلام التي تسربت من السعودية اكدت ان هناك هدفقا اكبر واعظم قد دعا حكومة ال سعود الى القيام بهذه العملية للتمويه على الهدف الاساس وهو اعتقال بعض القيادات السياسية الايرانية واخفاء مكان تواجدهم بالاضافة الى اختيار بعض القيادات السياسية العراقية واعتقالها ورميها جثة هامدة بين جثث مجزرة منى وهو مااكدته مصادر عراقية حول وفاة مدير ادارة الاجرام في وزارة الداخلية العراقية .
اذن فان مجزرة منى لايمكن ادخالها في باب الصدفة او الظروف الراهنة وغيرها من المبررات التي اطلقتها التصريحات السعودية .
ولما كانت ايران هي المتضرر الاكبر في هذه المجزرة من حيث عدد الشهداء الذين سقطوا صرعى فانها لابد وان تبحث عن السبب الذي ادى الى هذه المجزرة الرهيبة والوجشية خاصة وان اوساط سعودية معارضة وعليمة قد اكدت حالة التعمد التي رافقت هذه العملية وبالصورة التي تمت بها ، لذلك فانها طالبت باجراء تحقيق وعلى مستوى دولي لمعرفة تفاصيل المجزرة ، ولو لم يكن الحادث عفويا وغير متعمدا لما رفضت السعودية التحقيق في هذا الامر وكذلك مااصدره وزير الداخلية السعودي باخفاء الافلام والصور التي توثق المجزرة لكي لاتقع بلاده تحت طائلة الاتهام بقتل حجاج بيت الله الحرام. والذي يثير الشكوك ايضا حول هذه المجزرة هي الروايات المتناقضة التي صدرت عن المسؤولين الامنيين السعوديين بحيث لايمكن تصديق ماصدر من تبريرات حولها.
واللافت في الامر ان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وبتصريحاته الاخيرة في واشنطن جاءت متساوقة مع التوجه السعودي بالفرار من الاعتراف بمسؤوليتها عن الحادث ولاحت باللائمة على الحجاج الذين لاحول لهم ولاقوة لانهم منقادون لاوامر الشرطة السعودية في التوجه الى اداء مناسك الحج، وقد اعترفت الحكومة السعودية ضمنا عن مسؤوليتها عن الحادث من خلال اعتقال بعض ضباط ومراتب الشرطة وكذلك اقالة كبار الضباط ووزير الحج السعودي وغيرهم من المسؤولين.
لذلك فان تصريحات الجبير الاخيرة والتي تدعو ايران الى عدم تسييس الحادث المأساوي الذي اقلق جميع المسلمين في العالم هو محاولة الفرار من تحمل مسؤولية حكومته عن هذا الحادث الجلل، قد جاء بسبب طلب طهران من حكومة ال سعود بتشكيل لجنة اسلامية للتحقيق عن الحادث ومسبباته لكي ينال من اهمل وتعمد في حدوثه جزاءه العادل .
واذا كان مايدعيه الجبير من الحادث لم يخرج عن اطره التقليدية لكان رحب بلجنة تحقيقية ليس اسلامية بل دولية لكي يبرئ ذمة حكومته من سهام الاتهامات التي وجهت اليها ليس فقط من ايران بل من جميع مسلمي العالم.