صراع العائلة تصب حممها على المسلمين
ان يحمل قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي الحكومة السعودية مسؤولية ما جرى في الحادث المأساوي بمشعر منى والذي اود ى بحياة المئات من الحجيج من مختلف البلدان الاسلامية بما فيهم اكثر من 130 حاجا ايرانيا، له دلالة واضحة على ان هناك خللا كبيرا في ادارة الحج وبالتالي يعني سماحته ما يقول بكل ما لهذه الكلمة من معني أي وهو تحميل الحكومة السعودية عواقب ما حدث من الناحية القانونية والقضائية بسبب سواء ادارتها وعدم اهليتها لادارة مثل هذه الشعيرة العظيمة التي تخص جميع المسلمين وهي فريضة اوجبها الله على من ان استطاع اليه سبيلا لذلك ان القضية إلهية بحتة وليس من صلاحية آل سعود ولا غيرهم التحكم بها.
وما يثبت سوء ادارتهم وعجزهم هو عدد الضحايا الذين سقطوا منذ عام 1985 وحتى يومنا هذا من الحجيج فقد بلغ اكثر من عشرة الاف حاج في حوادث مختلفة وهذه تعد فاجعة في عالمنا الاسلامي يجب ان يوضع حدا لها. واذا ما قارنا بين عدد الحجاج والزوار الذين يفدون لزيارة اربعين الامام الحسين(ع) الى كربلاء المقدسة والذي وصل عددهم العام الماضي الى ما يقارب العشرين مليون دون ان يكون هناك جريح واحد فهو فارق كبير وبالتالي هي مأساة وتدل بشكل واضح وشفاف على عدم قدرة آل سعود ولا اهليتهم لادارة الحج.
لقد بات على طهران ان تلاحق هذا الموضوع سياسيا وقضائيا في مختلف المحافل والمحاكم الدولية لمعاقبة المسؤولين من آل سعود وملاحقتهم قضائيا خاصة ان هناك ادلة ووثائق مصورة توكد ان مرور موكب الامير محمد بن سلمان ولي ولي العهد في شارع 204 واغلاقه هو السبب الرئيس لهذه المجزرة التي المت بالعالم الاسلامي وافجعته في عيدها الكبير الاضحى المبارك.
ان المآسي التي تمر بها بعض دول المنطقة كسوريا والعراق واليمن هي صنيعة اميركية ــ صهيونية لكن بيد سعودية آثمه وفكرها الوهابي الضال الذي يخرج افواج التكفيريين وينشرهم في البلدان العربية والاسلامية لسفك دماء الابرياء وتدمير هذه البلدان وهذه الحقائق باتت مكشوفة وشفافة ليس للرأي العام الاسلامي فقط بل للرأي العام العالمي لا تحتاج لسرد ادلة عليها.
لقد اصبحت السمة البارزة للعائلة السعودية الحاكمة في عهد الملك سلمان هو العدوان والاجرام والفساد اكثر من عهود ابناء عبدالعزيز الاخرين نتيجة للصراع الدائر بين اجنحة هذه العائلة للاستفراد بالسلطة وهنا يطرح هذا التساؤل نفسه ما ذنب العالم الاسلامي ان يدفع ثمن تصارع هذه الاجنحة الفاسدة على الحكم في السعودية.
ان الصراع بين "المحمدين" بن نايف و بن سلمان بات امرا مشكوفا ولا يخفى على احد خاصة ما يخص الازمتين اللبنانية واليمنية واليوم تنتقل الى ازماتهم الداخلية. فقضية سقوط الرافعة في بيت الله الحرام والذي مازال الغموض يلفها حتى الان ولم يكشف عنها شيء ، جاءت فاجعة منى لتدخل هي الاخرى في اطار الغموض والصراع الدائر في هذه العائلة حيث يحاول محمد بن سلمان الذي لا يختلف كثيرا عن سطوة ابيه واستبداده في حسم الامور قهريا ان يخرج من تبقى من آل نايف وآل فيصل من دائرة الحكم ويلقي باللوم على ما حدث على وزير الداخلية بن نايف وخالد بن فيصل امير مكة، حتى ينفرد في السلطة بعد ابيه.
الصورة المرسومة اعلاه للملك سلمان لم تأت من فراغ فبعيد وصوله الى السلطة، خرج احد الابواق المقربة من هذه العائلة على شاشة الميادين ليصف الملك سلمان بالرجل الحاسم والحازم للامور على خلاف اخوته ويومها قلت في نفسي الله يستر ! أرى في ملامح هذا الرجل صدام الطاغية والمجرم وهذا ما ثبت اليوم فانه ينشر الموت والدمار في ربوع العراق وسوريا وأكملها في عدوانه على اليمن وكأنه يتغنى على اشلاء اطفال اليمن ونسائه وهذا لمسه الجميع عندما كان يصطاف في السواحل الفرنسية.
ويالها من مصيبة ان يكون مثل هذا الطاغية حاكما وينصب من نفسه خادما للحرمين الشريفين والاولى ان يطلق عليه كما هو حاله خادما للبيتين الابيض وقصر باكنغهام.