السعودية فقدت شرعيتها في إدارة شؤون الحج
حسين الديراني
مجزرة أخرى بحق الحجاج المسلمين في يوم عيد الاضحى المبارك ذهب ضحيتها اكثر من 3 الاف من ضيوف الرحمن بين شهيد وجريح بسبب الاهمال المتعمد والمقصود من قبل السلطات السعودية, نقول مجزرة وليست حادثة عرضية بسبب تكرار هذه الكوارث التي تبدل افراح العيد الى احزان عند ذوي الضحايا والعالم الاسلامي اجمع, هذه الكارثة الرهيبة احدثت صدمة كبيرة في نفوس المسلمين, واصبح من الضروي وضع حد لهذه الكوارث الانسانية, فالكارثة الاخيرة لم تكن عرضية خصوصاً بعد تدوال الاخبار المؤكدة حسب الشهود العيان من الجرحى الذين بقوا على قيد الحياة بان القوات الامنية أغلقت البوابات الحديدية امام تدفق الحجاج حتى يتثنى لموكب الامير خالد بن الفيصل امير مكة من إداء فريضة الحج بامن وراحة وسلام ومن ثم فتحت بوابة صغيرة ليتدافع الالاف من الحجاج عبر هذه البوابة مما احدث كارثة بشرية دموية ذهب ضحيتها هذا العدد الكبير من ضيوف الرحمن, إضافة الى ضرب الحجاج بالهروات والعصى من قبل القوات الامنية المرافقة للامير.
السعودية التي يتفاخر مسؤوليها بإدارة شؤون الحج بمهنية عالية, ويطلق الملك على نفسه زورا وبهتانا ” خادم الحرمين الشريفين ” عجزت عن حماية وسلامة ضيوف الرحمن في هذا العام وفي كل عام, وبات العالم الاسلامي يتوقع في كل لحظة كارثة إنسانية بشرية في موسم الحج في كل عام, وعدد الحجاج لا يتجاوز مليوني حاج وفي مساحة واسعة رغم الامكانيات المالية الضخمة التي تجمعها السعودية من الحجاج, فالاسم الطبيعي لملك السعودية بعد الحوادث المتكررة ” هادم الحرمين الشريفين”.
لقد بات من الضروري لسلامة الحجاج المسلمين في المستقبل رفع السلطات السعودية ايديها عن إدارة شؤون الحج ووضع الحرمين الشريفين تحت وصاية إسلامية عالمية تديرها منظمة العالم الاسلامي تضع آلية معينة تضمن سلامة الحجاج.
الاعفاءات التي صدرت عن الملك سلمان على أثر الكارثة ” المجزرة ” في منى والتي طالت وزير الحج بإعفاءه من منصبه ما هي إلا هروب من المسؤولية الكاملة التي يتحملها النظام السعودي وعلى راسه الملك شخصياً, وما هي إلا لذر الرماد في العيون, ولم تطال الاعفاءات الامير خالد بن الفيصل امير مكة الذي كان السبب وراء هذه المجزرة, وهذه الاعفاءات لا تصلح ما افسده دهر من الاهمال الاعمى والتقصير المتعمد.
السعودية التي هي جديرة بتنظيم رحلات ناجحة على مدار السنة للملك والامراء الى المنتجعات السياحية العالمية لممارسة الفجور غير جديرة إطلاقا بإدارة شؤون مليوني حاج سنوياً, وخير دليل على ذلك تدفق اكثر من 20 مليون زائراً في وقت واحد الى مدينة كربلاء المقدسة لزيارة الامام الحسين عليه السلام دون وقوع كوارث إنسانية في تدافع رغم ضيق المكان, ورغم التهديدات الامنية بإستهدافهم بالانتحاريين والسيارات المفخخة التي يقودها مواطنون يحملون الفكر الوهابي السعودي التكفيري الارهابي.
السعودية التي تمارس البلطجية في إدارة شؤون الحج¸ فهي تتحكم بمن يحق له الحج, فتسمح لمن تشاء وتمنع من تشاء, وتتحكم بشعائر الحج, وتنشر بين الحجاج بلطجية بإسم هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يتعاملون بإبشع الاخلاق مع الحجاج يكفرون من يشاؤون حسب معتقداتهم الوهابية المبنية على التكفير.
الاهمال والتقصير السعودي في إدارة شؤون الحج بات امراً جلياً وواضحاً لكل المسلمين من خلال الكوارث الموسمية, وعلى الدول الاسلامية إتخاذ موقف جريء بالمطالبة بتخلي السعودية عن إدراة شؤون الحج وإلا تكون مشاركة في هذه الحوادث التي ترتقي الى الجرائم الانسانية.
السعودية التي فقدت شرعيتها في إدارة شؤون الحج عليها التسليم بالامر الواقع والاعتراف بإنها لا تستطيع سوى إدارة شؤون العمرة في غير موسم الحج, وإدارة مسابقات لاجمل نعجة او سباق إبل او إصطياد الجراد.
السعودية التي لا همَ لها سوى الاشراف على المؤامرات التي تحاك ضد الدول العربية والاسلامية ودعم وتمويل الارهاب في سوريا والعراق ولبنان بالتعاون مع امريكا واسرائيل, وتدميرها لبلد عربي باكمله كاليمن من خلال عدوان همجي بربري ارهابي لا يمكن ان تهتم بسلامة مليوني حاج الى الاماكن المقدسة التي ليست من اولوياتها.
الفكر السعودي الوهابي التكفيري المتطرف لا يمكن ان ينجح في إدارة شؤون الحجاج الذين ينتمون الى مذاهب متعددة يلتقون تحت راية التوحيد, فعليه يجب العمل على إنتفاضة إسلامية عالمية ضد هذا الفكر المدمر للاسلام المحمدي الاصيل.