kayhan.ir

رمز الخبر: 2651
تأريخ النشر : 2014June24 - 20:46

فشل إسرائيلي جديد

علي الطعيمات

ما تقوم به دولة الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية منذ نحو أسبوع، منذ اختفاء المستوطنين الثلاثة عند مفترق الكتلة الاستيطانية "غوش عتصيون” في منطقة الخليل المحتلة، "طلاب المعهد الديني” الذي يزرع بذور الكراهية والحقد ضد كل فلسطيني وعربي متمسك بحق الفلسطينيين في أرضهم واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، ويرفض هيمنة الاسرائيليين على حاضر ومستقبل الفلسطينيين من بطش وتنكيل وعربدة عنصرية صارخة هو عدوان صريح ومستمر ضد الشعب الفلسطيني المسالم، وشهادة على فشل أمني إسرائيلي جديد.

وبالتوازي مع الحملة الشرسة التي تشنها قوات الاحتلال الاسرائيلي والتي أسفرت حتى الآن أكثر من 350 فلسطينيا منهم 53 أسيراً محرراً في صفقة "شاليط” دعا "نشطاء” إسرائيليون إلى قتل فلسطيني كل ساعة حتى عودة المستوطنين الثلاثة المفقودين، الذين قالت حكومة نتانياهو ومن دون أي دليل أنهم "خطفوا” من دون اي سند أو مؤشر، الامر الذي يدلل على فشل الأمن الإسرائيلي بكل مكوناته وما يستخدم من أحدث ادواته، ويشير إلى ارتباك وتخبط وغطرسة تعاني منه حكومة نتانياهو الذي حمل محمود عباس رئيس السلطة في رام الله مسؤولية اختفاء الثلاثة، وطالبه بالمساعدة، في حين أن ما يسمى بـ”العالم الحر” يتجاهل الدعوات الإرهابية الصريحة لـ "النشطاء” الاسرائيليين الذين دشنوا صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك” باسم "حتى يعود الشباب”.. لنقتل مخرباً كل ساعة”.. وصل عدد متابعيها خلال ثلاثة أيام 18 ألف متابع كدليل يضاف لأدلة كثرة على شوفينية الإسرائيليين وكراهيتهم للآخر.

والأغرب في هذا المشهد الاسرائيلي العنصري ونفاق العالم الغربي، هو تصريحات "رئيس الفلسطينيين” محمود عباس التي "أدان فيها المقاومة التي هي حق تقره الأمم المتحدة والتي كان أحد أهم ثمارها تحرير قطاع غزة من الصهاينة ومنعهم من العربدة فيه كما يفعلون الآن في الضفة الغربية المفترض أنها تحت حماية "السلطة”، وأدان الانتفاضة الفلسطينية التي تعتبر أعظم ظاهرة في التاريخ المعاصر والتي خاضها الشعب الفلسطيني، والتي قطفت قيادة "فتح” ثمارها قبل أن تنضج وكانت "سلطة الحكم الذاتي” التي يرأسها أحدى أبرز ثمارها، وأكد على أهمية التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي وتعاطفه مع المستوطنين الذين وصفهم بأنهم فتية.

وأمام هذا المشهد العنصري الإرهابي الذي تمارسه دولة الاحتلال الإسرائيلي، فعلى "حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية” عدم السكوت عما يجري، والعمل على الساحتين العربية والدولية لمناصرة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية الذي يتعرض لهستيريا إسرائيلية عدوانية، والانتقال بدعوات "النشطاء الاسرائيليين” لقتل فلسطيني كل ساعة الى المنظمات الحقوقية الدولية والقضاء الدولي.