الفزع الصهيوني وهرولة نتانياهو
ما دفع نتانياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني ان يهرول صوب موسكو في هذه المرحلة هو التطورات المتسارعة التي شهدتها الساحة السورية خاصة دخول روسيا بقوة الى هذه الساحة وتزويد دمشق بالاسلحة المتطورة للقضاء على الارهاب الذي اصبح تهديدا عالميا الا ان هذا لم يكن هو السبب الوحيد الذي خلق المخاوف لدى الكيان الصهيوني انما هناك عوامل اخرى ومنها خشيته المتزايدة من قرب نهاية حسم الموقف في الزبداني وخروج المجموعات التكفيرية منها وبالتالي سيطرة الجيش السوري والمقاومة الاسلامية على هذه المنطقة التي تشكل تهديدا مباشرا للكيان الصهيوني الذي كان يعتمد هذه الفترة على المجموعات المسلحة لتامين حدوده الشمالية.
لكن العامل الاخر والهام الذي اجبر نتانياهو للهرولة صوب موسكو الوضع الجديد في المنطقة حيث انكشف للقاصي والداني مدى تراجع النفوذ الاميركي في المنطقة وبالمقابل تعاظم الدور الروسي فيها من جهة وتحالفها مع الجمهورية الاسلامية في ايران من جهة اخرى وهذا ما ضاعف من القلق الصهيوني وارتباكه لمواجهة التطورات المستقبلية التي ستضيق الخناق عليه وتحد من مناوراته وهو يواجه في الداخل مقاومة شديدة من قبل الشعب الفلسطيني الذي يطالب بحقوقه المشروعة.
والقلق الاكبر الذي ينتاب اليوم الكيان الصهيوني ورئيس وزرائه هو فتح جبهة الجولان واستقرار المقاومة فيها وكذلك القدرة الصاروخية لحزب الله التي تغطي الاراضي المحتلة بكاملها والتي ستأتي عليه بالكوارث خاصة وان حرب تموز المجيدة عام 2006 شكلت منعطفا خطيرا على مستقبله فما بالك اليوم بقدرات حزب الله الصاروخية التي تضاعفت كما ونوعية.
فالزيارة السريعة والخاطفة لنتانياهو الى موسكو والتي استغرقت عدة ساعات وهذا ما اعتاد عليه في زياراته السابقة الى روسيا ايضا والتي عادة ما تحاط بالسرية دائما، تطرح تساؤلات عديدة ومنها خوفه الشديد من الاصطدام بالحضور الروسي في سوريا وتداعياته على الكيان الصهيوني واعتداءاته المتكررة على سوريا والتي ستتوقف نهائيا بعد استقرار طائرات "سوخوي 27" الروسية المتطورة والمخصصة للمعارك الجوية وهذا معناه اقفال المجال الجوي السوري امام الطائرات الصهيونية التي اعتادت على اختراق الاجواء السورية وقصف بعض المناطق فيها. والرسالة القوية الاخرى التي يستشف من الدخول المباشر للروس في الساحة السورية بان اسقاط الرئيس الاسد اصبح خطا احمرا ومن يتجاوز ذلك فليتحمل نتائجه، لكن طمأنة الرئيس بوتين لنتانياهو بان سوريا لا تسعى لفتح جبهة ثانية في الجولان تؤشر الى مدى تخوفات وقلق الكيان الصهيوني من فتح هذه الجبهة هذا ما تسرب من الاجتماع بين الطرفين فيما تبقى الاسرار الاخرى خفية بسبب المحادثات التي اقتصرت على بوتين ونتانياهو دون حضور احد من الطرفين.