رسالة الى الشعب الاماراتي المسكين: “ما سلككم في سقر” !
د. محمد رمضان
على رغم ما يرويه التاريخ القديم و المعاصر من عبر لكل من تسول له نفسه إحتلال اليمن عسكرياً، الا أننا لا زلنا نشاهد بعض المحاولات اليائسة المشابهة في الوقت الحاضر من قبل أطراف هي أضعف بكثير من القوى التي هاجمت اليمن في الماضي. ويبدو أن تاريخ الاحتلال العثماني أو محاولات حضور الجيش المصري أو حتى "الحرب السادسة” السعودية الحديثة العهد على شمال اليمن، يبدو أن كل ذلك لم يكن كافياً ليعلّم البعض أن الدخول الى اليمن يعني الموت المحقق لكل من يفكر بغزوه، لا لأن اليمن اليوم أضعف من ذي قبل، حيث هو أقوى اليوم من أي وقت مضى في تاريخه، بل لأن غزاة اليوم هم أغبى وأحمق من كل من مضوا قبلهم.
فبعد الانسحاب التكتيكي للجيش واللجان من جنوب اليمن الى تعز، حيث توقف بل و انتهى تقدم قوى العدوان هناك على رغم كل محاولاتهم، اتجهت قوى العدوان للدخول في معركة برية من مأرب باتجاه العاصمة صنعاء، زاعمين أنهم من هناك سيصلوا الى العاصمة لـ”يحرروها” لتعود "الشرعية” الى كل اليمن، ثم ينتهي كل شئ وتعود الامور الى سابق حالها !!! "لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ”.
إننا نوجه النصحية الاخيرة للمهرولين الاماراتيين، بأن ينقذوا أنفسهم من الاخدود اليمني المعروف والا يكون حطباً لسياسات متغطرسة و خرقاء لثلة من الشباب السعودي السكران أمثال محمد بن سلمان و غيره.
على الشعب الاماراتي أن يعرف أنهم غزاة، و أنه لا تعبير و لا توصيف غير ذلك لما أقدموا عليه من مشاركة في الحرب علي اليمن، لقد غزوا الاراضي اليمنية معتدين ظالمين، وعليهم أن يعتبروا أنفسهم كذلك وأن يتوقعوا ردة فعل متناسبة مع ما قاموا به و أن أقل القليل أن الدم بالدم والنفس بالنفس والحجر بالحجر و أن البادئ أظلم.
على الشعب الاماراتي ذو المليون نسمة أن يعرف أن المستهدف من العدوان الذي يشارك فيه جنوده هو الشعب اليمني ذو الـ 25 مليون بأكلمه وليس أقلية هنا أو هناك.
الا يتصور الامارتيون أن الذي وقف أمام العدوان المدجج بأحدث الطائرات و الاسلحة في العالم لمدة 6 أشهر لا يمكن أن يكون أقلية أو شرذمة، بل شعب كامل عزيز كريم لا يقبل الهوان و الذل ولو على حساب أشلاء أطفاله ونسائه و لقمة عيشة.
على الاماراتيين أن يفيقوا من غفلتهم و أن يفتحوا أعينهم على الواقع، الواقع الذي يقول أن الشعب اليمني شعب عريق لا يمكن إزالته أو حذفه، و أن عليهم أن يقارنوا تاريخ دولتهم ذي الـ 50 عاماً بحضارة الانسان اليمني الذي يمتد بامتداد تاريخ البشرية ليعرفوا ما معني أن تكون حالة طارئة مؤقتة في عرض تاريخ لا يعرف إنتهائه.
الا يحتمل الامارتيون أن يأتي يوم يكون فيه الشعب اليمني قادر على رد الصاع صاعين لهم؟ كيف يعتقد الامارتيون أنهم ومدنهم وموانئهم بمنأى من الشعب اليمني؟
ألم يسمع الاماراتيون أن الجيش اليمني و اللجان الشعبية لم يبدأوا الرد الاستراتيجي حتى الان؟ هل هم مطمأنون أنهم الرد الاستراتيجي لن يطال الامارات و لن يصلهم أذى، كما كانوا مطمأنين بـ "صافر” اليمنية؟ إذاً فلماذا يصر القادة الاماراتيون على دفع جنودهم نحو الاخدود و على إستجلاب العذاب لشعبهم !
ألم يتعض الاماراتيون من عملية صافر النوعية؟ أليس من المتوقع أن تتكرر هكذا خسائر للجيش الاماراتي في أماكن آخرى بأشكال مختلفة ونتيجة لظروف آخرى؟ من يضمن أنه إذا تقدم الغزاة نحو جبال صنعاء وطرقها الملتوية أن تكون تلك الجبال مليئة بالمقاتلين المتربصين لهم و المنتظرين لهم؟ تلك الجبال التي أقسمت أن تدفن الغزاة في طياتها كما فعلت من قبل.
إن مما لا شك فيه أن قرار التقدم نحو صنعاء هو إنتحار جماعي جنوني، وأن خسائر المعتدين لن تكون فادحة فقط، بل سيكون الموت مصير كل من هناك.
و ليعرف الاماراتيون أن القوى السياسية المؤيدة للعدوان ليس لها ثقل سياسي في الساحة اليمنية، بل إنها أصبحت خائنة في رأي الشعب اليمني، و أن الشخصيات السياسية التي أيدت العدوان لن ترى صنعاء بعد اليوم وأن الحجر والشجر قبل الانسان اليمني لن يسمح لأولئك الخونة أن يروا سماء اليمن و أن ينعموا بحياة عادية فيها.
وليعرف الشعب الاماراتي أن عليه أن يتدارك أمر نفسه و الا يستمر في إرسال أبنائه الى الاخدود اليمني، فإن لم يفعل ذلك فليبدأ العد العكسي لنهايته و التي هي نهاية كل ظالم، هذا ما تقوله قوانين الكون و ما يقوله خالق هذا الكون.