التحالف السعودي الإماراتي الأمريكي وشماعة إيران لتقسيم اليمن
نسيم عبده
شتان ما بين الدعم للشعب لليمني حسب ما يروج له إعلام العاصفة وما بين القتل والتدمير على الأرض الذي تمارسه قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية وبقية دول التحالف وأبرزهم الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية ، حيث شهدت الفترة الأخيرة حشد كبير للقوة المجهزة بأحدث الأجهزة والتقنيات العسكرية العالية في مواجهة الجيش اليمني و مكون ” أنصار الله ” ويهدف هذا التجييش العسكري بهذا الحجم من قبل قوات التحالف إلى إضعاف الجيش اليمني والقضاء عليه ليسهل لهم التوسع والتمدد في الأراضي اليمني دون أي مقاومة تناوئ وجودهم ومن جانب آخر القضاء على ” أنصار الله ” الحوثيين أو بالأصح العمل على تحييدهم من النفوذ وإعادتهم إلى مربعهم البسيط في مدينة صعدة معقلهم الرئيسي ونقطة انطلاقتهم.
إن الدمار الذي أحدثته الحرب العبثية في اليمن ستظل لعنة تطاردهم وقضية لن يتنازل عنها اليمنيين ، فسقوط الضحايا والجرحى بالألاف وتدمير شامل للبنية التحتية والخدمات العامة بهدف إضعاف الدولة وخلق فوضوى عارمة ضد ” أنصار الله ” بحجة فشلهم وبالتالي إتاحة المجال للتحالف في التوسع والسيطرة على بعض المدن بحجة دعم الشرعية التي يتغنون بها.
اليوم وبعد تراجع أنصار الله من بعض المدن ، ووصول قوات التحالف إليها ظهرت للسطح الكثير من التحليلات التي تفند هذا التراجع على أنه تخلي طهران عن حلفائها الحوثيين ” أنصار الله ” في اليمن بينما نجد هذا التراجع شيء طبيعي مقابل القوة الكبيرة والحشود العسكرية الضخمة التي تقودها السعودية ومعها الإمارات وأمريكا واستخدام الطيران الحربي والبوارج الحربية بالإضافة لاستغلال مدن الجنوب في التوسع والانتشار بالمعدات الضخمة وبالتالي فإن هذا التراجع ليس كما روجه البعض بأنه تراجع طهران في دعم أنصار الله بل يعد أمراً عادياً بعد خمسة أشهر من المواجهة العسكرية للجيش اليمني و ” أنصار لله ” لهذه القوات المتحالفة بأضخم الأسلحة والمعدات العسكرية الحربية وبتمويل دعم دولي كبير وبالتالي يهدف التحالف استغلال هذا التراجع في تحقيق حلمه بتقسيم اليمن إلى أقاليم وتفكيكه إلى دويلات تتناحر فيما بينها .
يبقى الهدف من الترويج لادعاءات إخفاقات ” أنصار الله ” لتوقف المساعدات والدعم من إيران بمثابة الشماعة التي يستخدمها التحالف والقوى المؤيدة له بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن بدعوى محاربة المد الإيراني في اليمن لتبرير لجرائمهم بحق الشعب اليمني ومقدراته ومكتسباته التي دمرتها قوت التحالف.
تظل السعودية والإمارات ومن خلفه حليفتهم الكبرى الولايات المتحدة الأمريكية تنظر لليمن بمثابة الموقع الاستراتيجي الهام الذي يجب السيطرة عليه مهما كان الثمن وبالتالي خوضهم لهذه الحرب الكبيرة والإجرامية واستخدامهم لكل تكنولوجيا المعلومات والأسلحة الحربية والعسكرية ضد الشعب اليمني بالنسبة لهم شيء عادي مقابل ما سيحققونه في حال تمكنوا من الانتصار وبالتالي الشعب اليمني سينتصر على كل الرهانات والمصطلحات الواردة من الخارج ، فلا الرياض ولا أبو ظبي ولا واشنطن ستحقق هدفها فاليمن ستظل مقبرة للغزاة مهما كانت تضحيات شبابها ورجالها ونسائها وأطفالها فدمائهم جميعاً فداء لليمن الأرض والإنسان.