القدس تستصرخ الغيارى
مهدی منصوري
تتعرض اليوم أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لهجمة صهيونية حاقدة وصلت فيها الامور وبالاضافة الى تدنيس هذا المسجد الشريف بحرق بعض المواقع فيه من خلال استخدام القنابل الحارقة والغازات ضد المصلين الابطال الذين يواجهون شرطة ومرتزقه الاحتلال، وهاهو اليوم الرابع يمر والقدس الشريف تستصرخ الضمائر لانقاذها وتقديم العون لها، الا اننا نجد ذلك الصمت القائل من قبل النظام العربي المتهرئ والذي ليس فقط لم يحرك ساكنا وكأن الامر لايعنيه بشيء وكأن الشعب الفلسطيني لم يكن عربيا ولامسلما.
ومن الطبيعي جدا ان نؤكد بان الامر لا يعنيه بشيء لانه يتعلق باسرائيل وأمنها وهم الذين اخذوا عهدا على انفسهم ووقعوا باصابعهم العشرة امام السيد الاميركي بان يبقى هذا الكيان الغاصب للقدس آمنا مستقرا وانهم لن يبادروا بأي خطوة تسبب خللا او خرقا لهذا الامن. والا ماذا يمكن ان يفسرالامر بغير ذلك؟.
وماذا تتوقع من هؤلاء الاعراب الذين جندوا الارهابيين المرتزقة من جميع انحاء العالم لان يكونوا شوكة في أعين اخوانهم من شعوب البلدان العربية بالاخص العراق وسوريا من اجل ان يبعدوهم عن هدفهم الاساس في مواجهة الصهاينة لكي تبقى تل أبيب امنة مستقرة.
ولذا فان الشعب الفلسطيني بالامس قد اعلن من خلال تظاهراته واحتجاجاته على الهجمة خلال الوحشية الصهيونية ان الذي يحدث اليوم في القدس هو بمباركة وتشجيع بعض الدول العربية، وانها هي التي اعطت الضوء الاخضر للكيان الغاصب ان يعبث ويدنس المقدسات الاسلامية، والا فان الطائرات السعودية والاماراتية التي ترمي بصواريخها على رؤوس الشعب اليمني الاعزل من الاطفال والنساء الابرياء . الا يمكن لها ان تغير اتجاهها وتذهب لدك اسرائيل بصواريخها؟. ولكن الفارق كبيرا لانه وكما اسلفت فان اسرائيل اليوم هي الصديق وان اليمن هي العدو ولذلك فلا يمكن ان ينالها شئ من حجم نيران طائراتهم.
وبنفس الوقت فان الصمت المخزي للنظام العربي سوف لن يغفره الشعب الفلسطيني ولابد ان يأتي اليوم الذي يضع هذا النظام الفاسد امام محكمة التاريخ خاصة وان ارادة المقاومة الفلسطينية التي قهرت العدو وفي اكثر من منازلة، لابد ان تقهر هذا العدو وتوقفه عند حده لانها قد قررت ان تشمر عن سواعدها في مواجهة العدو وذلك بتقديم العون اللازم للشعب المقدس المقاوم لكي يبقى صامدا مدافعا عن المقدسات حتى آخر قطرة دم.
وفي نهاية المطاف فان اللافت في الامر ان مجلس التعاون الخليجي المتآمر الاول على القضية الفلسطينية قد خرج بالامس ببيان يدعو للسخرية لانه وبدلا من ان يعلن وقوفه الى جانب الشعب المقدسي في فلسطين المحتلة في محنته، نجد انه يرسل الاتهامات جزافا لايران الاسلامية متهما اياها بزعزعة أمن المنطقة. وكأن الارهابيين والطائرات السعودية والاماراتية وجيوشها التي تربك الاوضاع في العراق وسوريا واليمن تريد ان توفر الاستقرار والامن لهذين البلدان.
ومن هنا لابد من التاكيد ان السعودية وحليفاتها قد وصلت الى طريق مسدود وان اهدافهما الاجرامية ضد شعوب المنطقة قد باتت واضحة، ولذلك فانها تسير نحو مصيرها الحتمي الا وهو الزوال والانهيار لان مقاومة هذه الشعوب ستفشل وتسقط كل المؤامرات والخطط التي تستهدف استقلالها وسيادتها.