الحسم ثم الحوار
بعد ان شعرت موسكو بان تداعيات استمرار الارهاب الذي يتقدمه داعش في سوريا قد ينعكس عليها سلبا خاصة وان هناك الكثير من عناصر داعش المتواجدين في سوريا هم من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق والذين سيعودون الى بلدانهم وان الغرب وواشنطن بالذات غير جادة في محاربة داعش رغم تشكيل تحالف طويل عريض لذلك دون ان تكون هناك نتائج ملموسة على الارض اضطرت مؤخرا ان يعلو صوتها وتعلن بشكل صريح بان جميع الاحتمالات مفتوحة فيما يخص انهاء الازمة في سوريا لان اولويتها اصبحت محاربة الارهاب الذي بات يشكل تهديد عالميا ولابد من القضاء عليه وهذا لا يتم الا عبر القضاء على داعش في سوريا.
فتصريحات الرئيس بوتين ومبادرته لتشكيل جبهة واسعة لمحاربة الارهاب وبعدها لافروف وضعا النقاط على الحروف لدرجة ان اعلنت موسكو انها لن تتردد حتى من ارسال قوات الى سوريا اذا ما طلبت الاخيرة ذلك ولم يتأخر وزير الخارجية السورية المعلم تاكيد هذا الامر عندما قال بالحرف الواحد؛ "دمشق لن تتردد في طلب دعم روسيا على الارض اذا دعت الحاجة".
ان تقاعس اميركا وعجزها عن محاربة داعش بات امرا مكشوفا وهذا ما كلفها سمعتها واعتبارها الدوليين مما اضطرت مؤخرا بالاعتراف المر بانها ورغم كل امكاناتها لم تستطع تجنيد اكثر من خمسة سوريين لتدريبهم على القتال في سوريا وهذه نكسة كبرى وفشل ذريع لسياستها في المنطقة لذلك تراها قد اذعنت ولو على مضض للمبادرة الروسية وبدأت تتراجع عن مواقفها السابقة تجاه الازمة السورية واعلنت بانها ترحب بالمبادرة الروسية لمحاربة داعش في سوريا وقد سبقتها الى ذلك السعودية وخاصة بعد زيارة الامير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي الذي لمس موقفا صارما من الرئيس بوتين تجاه الازمة السورية ويومها تراجع الاعلام السعودي ومعه الموقف الرسمي نهائيا ضد موسكو وتيقنت بانها غير قادرة على مواجهة الموقف الروسي خاصة وانها باتت تدرك أي السعودية بان اميركا غير مستعدة بان تتحمل تبعات مغامراتها الطائشة وتذهب معها حتى النهاية. وما صدر من تصريح بالامس من قبل وزير الخارجية الاميركي جون كيري يؤكد صحة ذلك عندما يقول "باننا نأمل في عقد محادثات مع روسيا بشأن الازمة السورية قريبا".
كل هذه الامور التي تطرقنا اليها تتعلق بالاطراف الدولية والاقليمية المعنية بالقضية السورية لكن كلمة الفصل تبقى في دمشق وعلى لسان رئيسها الشرعي الرئيس بشار الاسد الذي يحارب الارهاب في سوريا نيابة عن العالم اذ قال بالحرف الواحد. "نحن مع الحوار الذي يتطلب تعهد من الدول الداعمة للارهاب التوقف عن دعمه كالسعودية وتركيا وفرنسا". لذلك بات الامر واضحا وقبل أي بدء حوار عملي وجاد لانهاء داعش هو حسم الامر عسكريا ضد داعش وتظافر كل الجهود في هذا الميدان وعندها لكل حادث حديث.