التحالف السعودي العربي على مقربة من الانهيار بسبب الخلافات
بعد مضي نحو ستة أشهر على بدء الهجوم الجوي الذي شنته السعودية وحلفائها العرب على اليمن بدا واضحا ان هذا العدوان لم يحقق اهدافه التي اعلنتها السعودية في البداية وان المقاومة الشرسة للشعب اليمني اظهر نقاط ضعف هذا الحلف العربي السعودي وقد شارف هذا الحلف على الانهيار من الداخل.
ورغم محاولات الوسائل الاعلامية التي تدور في الفلك السعودي ومحاولات مسؤولي الدول المتحالفة مع السعودية لتحريض الشعوب العربية ودولهم ضد اليمنيين بعد الهجوم الصاروخي الذي شنها اليمنيون على قاعدة صافر الواقعة في محافظة مأرب والذي قتل فيه عشرات العسكريين الاماراتيين والسعوديين والبحرينيين ومحاولات حث هذه الدول والشعوب على ارسال المزيد من القوات الى اليمن، تفيد التقارير المنتشرة ان هناك حالة من السخط الشعبي واحتجاجات بين النخب العربية ضد قادة هذه الدول العربية وخاصة السعودية.
الخلافات في التحالف
عندما نفت مصر في الاسبوع الماضي الانباء التي تحدثت عن ارسال قوات تابعة لها الى اليمن ثبت زيف ادعاءات الوسائل الاعلامية التي تمولها السعودية وظهر جليا ان دول التحالف العربي ليسوا من المطيعين للأوامر السعودية كما يتم تصويرهم كما ان نبأ ارسال القوات السودانية ايضا تم نفيه في وقت كانت هذه الوسائل الاعلامية تنشر انباء وتقارير كثيرة عن دخول القوات المصرية والسودانية الى اليمن، وفي الوقت نفسه كشفت المصادر المطلعة في الدول الخليجية عن خلافات وراء الكواليس بين الامارات والسعودية وقد نشرت ابوظبي بعض الخرائط التي تظهر ضم قسم من الاراضي السعودية الى الامارات.
وتقول هذه المصادر ان حكام السعودية هم ساخطون بشكل كبير على الامارات وممتعضون من قيام الامارات بنشر هذه الخرائط ويخشون من احتمال قيام الامارات باستغلال الظروف الصعبة التي تمر بها السعودية ويحاول المسؤولون السعوديون منع ظهور هذه الخلافات بشكل علني وقد اكتفوا بطلب توضيح من الامارات في هذا الخصوص دون تقديم احتجاج.
ومن المعلوم ان الخلافات الموجودة بين آل سعود والامارات لها جذور تاريخية فالسعودية التي رحبت في عام 1971 للمیلاد بانسحاب القوات البريطانية من منطقة الخليج الفارسي لم تعترف بدولة الامارات واشترطت قيام الامارات بحل خلافاتها الحدودية معها من اجل هذا الاعتراف وقد رضخت الامارت في حينها لهذا المطلب السعودي.
وفي الوقت الحالي تقوم الصحف العربية المحسوبة على السعودية بفضح الاماراتيين حينما يتحدثون عن انتصارات وهمية لجنودهم في محافظة مأرب اليمنية.
اما عدم موافقة الكويت على ارسال قوات الى اليمن فقد اشعل غضب السعوديين وهناك انتقادات حادة في وسائل التواصل الاجتماعي السعودية توجه الان ضد الكويت حيث يلوم هؤلاء السعوديون الكويت بسبب عدم ارسال قواتها الى اليمن في حين دافعت السعودية عن الكويت ابان الغزو العراقي لهذه الدولة لكن المصادر الكويتية قالت من جهتها ان الكويت لاتريد دعم اي جهة في الحرب الدائرة في اليمن لأن الكويت دعمت صدام في حربه ضد ايران ومن ثم دفعت ثمنا باهضا بسبب ذلك الدعم.
الخلافات داخل الامارات وداخل صفوف آل سعود
تحدثت المصادر الاعلامية الاماراتية عن ارتفاع مستوى السخط الشعبي في الامارات بعد مقتل 52 جنديا اماراتيا في مأرب في اليمن وقالت هذه المصادر ان الامارات قررت عدم ارسال جنودها الى اليمن، ومن جهة اخرى تحدثت المصادر الاعلامية عن وجود أزمة في داخل المملكة السعودية حيث قام 13 من ابناء الملك عبدالعزيز الى توجيه رسالة تحذيرية الى قادة آل سعود الحاليين، و تقول الرسالة الموقعة بإسم "أحد أحفاد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود” على أبناء المؤسس الـ 13 بصفة عامة أن يحملوا الراية وأن يجمعوا الآراء وأن يحشدوا الصفوف... بقيادة الأكبر والأصلح منهم ومن أبنائهم القادرين للتحرك وتنفيذ ذات ما فعله الملك فيصل وأخوانه عندما عزلوا الملك سعود وعزل الثلاثة الملك العاجز سلمان بن العزيز؛ المُفَرّطْ المستعجل المغرور ولى العهد الأمير محمد بن نايف؛ والسارق الفاسد المُدَمّر للوطن ولى ولى العهد الأمير محمد بن سلمان”.
وجاء في الرسالة ايضا: كيف - مثلا- رضينا بتهميش أبناء عبدالعزيز سواء في السلطة أو بالمشاركة بالقرار؟ وكيف رضينا بموقف سلبي وعدم التدخل تجاه وضع الملك العقلي الذي يجعله غير مؤهل للاستمرار في الحكم؟ وكيف رضينا لشخص قريب من الملك بالتحكم بالبلد سياسيا واقتصاديا وتركه يخطط كما يريد؟ ثم كيف رضينا بسياسة خارجية تضعف ثقة شعبنا فينا وتؤلب علينا الشعوب الأخرى؟ وكيف رضينا للدخول في مخاطرات عسكرية غير محسوبة مثل الحلف العسكري لضرب العراق وسوريا وحرب اليمن؟
هذا ويؤكد الخبراء ان هذه الخلافات الموجودة بين الدول المشاركة في التحالف السعودي وكذلك الخلافات الموجودة في داخل الاسرة الحاكمة في السعودية ستؤدي في النهاية الى تسجيل اكبر هزيمة للسعودية في تاريخها المعاصر وربما تشهد السعودية حينها انهيارا كاملا لنظامها وكيانها على الرغم من كل الدعم الذي تتلقاه من الجهات الغربية.
• الوقت