الأقصى وموقف الفلسطينيين والعرب من تدنيسه
د.عصام شاور
لم يخرج الرد الفلسطيني الرسمي والفصائلي على الانتهاكات الخطيرة للعدو الاسرائيلي في المسجد الاقصى عن الشجب والاستنكار والتهديدات التي تحتاج الى مصداقية أو على الاقل الى بوادر قد يأخذها العدو الاسرائيلي على محمل الجد.
منذ مدة ليست باليسيرة والجميع يحذر من اقدام (اسرائيل) على جريمة التقسيم الزماني والمكاني للأقصى، وقد بدأت فعلا بتطبيقها شيئا فشيئا وما حدث في اليومين الاخيرين من تدنيس للمقدسات ومهاجمة للمرابطين في الاقصى انما هو بداية عملية للتقسيم.
ربما كان الاحتجاج الفلسطيني على ذات الجريمة التي نفذها المحتل الاسرائيلي ضد الحرم الابراهيمي في الخليل اكبر مما يحدث الان، نجاح العدو قبل سنوات في الحرم الابراهيمي كان حافزا له على تنفيذ نفس الخطة في المسجد الاقصى المبارك وخاصة ان الانظمة العربية منشغلة بنفسها ومشاكلها الداخلية و الوضع الفلسطيني الداخلي في حالة متردية بسبب الانقسام، هذه الاوضاع شجعت المحتل على المضي قدما في تنفيذ جريمته.
الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الاسلامية العليا قال: لقد مللنا من مخاطبة الأمتين العربية والاسلامية لأننا لم نشعر بإيجابية تجاه ما يتعرض له الاقصى من جانب اليهود بينما اتهمت قيادات اسلامية من داخل المناطق المحتلة عام 48 جهات عربية بالتآمر مع اليهود على تقسيم الاقصى زمانيا ومكانيا. ولذلك فإن الركون الى تحركات عربية يعتبر مضيعة للوقت الا اذا كانت هناك بضعة دول عربية واسلامية ما زالت مستعدة لعمل جاد لإنقاذ الاقصى ولكن حتى ذلك الحين لا بد من الاعتماد على الذات في التصدي للمحتل الاسرائيلي وجرائمه في الاقصى وفي باقي المناطق الفلسطينية، ولا بد من دعم المرابطين فيه رغم ان كل النشاطات في الاقصى هي تطوعية واجتهادات فردية لا ترقى الى عمل تنظيمي حسب ادعاءات الحكومة الاسرائيلية ، ومن جانب اخر يجب على الفصائل الفلسطينية ان تضع الاقصى في سلم اولوياتها من حيث الفعل لا من حيث التنظير والتصريحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، أما السلطة الفلسطينية فتتحمل الجزء الاكبر من المسؤولية كونها المسيطرة على الضفة الغربية ولديها اتفاقات مع العدو الاسرائيلي كما ان لديها علاقات دولية لا بد من استغلالها لحماية القدس والمقدسات الاسلامية وكذلك حماية المواطنين من جرائم المحتل الاسرائيلي.