kayhan.ir

رمز الخبر: 26184
تأريخ النشر : 2015September18 - 21:44

أين سيحج ملك السعودية ؟ .

أحمد الحباسى

نحن على أبواب موسم الحج ، و رغم أن هناك دعوات كثيرة لمقاطعة هذا الموسم بعد أن تحولت السعودية إلى عدو في نظر الكثيرين ، فإن هناك من يتساءل بجدية تامة أين سيحج ملك السعودية ، لان هناك من يرى أنه لا يجوز لملك سفك الدماء الاختلاط بالحجيج الطاهرين و أنه من العار و المعيب أن يتجاسر هذا الملك الفاسد على انتهاك هذا المكان الأكثر قداسة في العالم العربي تحت حجة الرغبة في التخلص من دنس مخططاته الدموية و قتله للأبرياء في كثير من الدول العربية ، و على كل حال، فلا شك أن وزارة التجارة السعودية ستحتاج إلى توريد كمية هائلة من وسائل التنظيف الأكثر فاعلية "لتطهير” الملك ، و هي ستجد نفسها بعد كل هذا الجهد الخارق عاجزة عن نزع عشر من الأدران العالقة ، و لن يكون هناك من مفر لهذا القاتل إلا "الحج” أمام حائط المبكى الصهيوني و قراءة بعض الأدعية لعله يقبل من أبناء عمومته كضيف "شرف” .

في كتابه ” مبارك من المنصة إلى الميدان” يتحدث الكاتب المصري الكبير محمد حسنين هيكل عن النظام السعودي و عن مشاركته في ضرب العراق ، و عن أسباب تعجيله باستقدام القوات الأمريكية إلى ارض الحجاز ، و في هذا الكتاب "الويكيليكس” هناك شهادات و أدلة و قرائن على وجود تحالف بين السعودية و اللوبي الصهيوني لتفتيت العالم العربي و الإطاحة بالدور المصري حتى تتحول المحروسة إلى دولة ضعيفة تعيش على الديون و الهبات و السلفيات الخليجية بصورة دائمة ، و حين يطرح الكاتب المبالغ المالية التي ضختها السعودية و الكويت للرئيس حسنى مبارك مقابل مشاركته في مؤامرة ضرب العراق و إسقاط نظام الرئيس صدام حسين ، يدرك المتابع أن الدور الخيانى للملكة ليس وليد اليوم و أن عائلة المافيا عميلة بالفطرة و بالرغبة الذاتية و لا تحتاج لمن يدفعها للخيانة من الأصل.

لا يؤمن الكثيرون بأن الملك سلمان ينام قرير العين ، فالطائرات التي تخرق جدار الصوت لتضرب أبناء اليمن و تحرق أجسادهم تجعله يعيش الكوابيس تماما كما عاشها صديقه أريال شارون طيلة سنوات قبل أن تستريح الأرض من شروره ، و يقال أن هذا الإرهابي الصهيوني قد رأى طيلة رحلة العذاب التي قضاها قبل الموت كامل شريط الاغتيالات التي نفذها طيلة حياته الدموية و نقل عن الممرضة المشرفة عليه أنها تجده أحيانا في حالة نفسية صعبة مع زوغان و إعياء لا مثيل لهما ، و لان الشيء بالشيء يذكر فمن المتوقع أن يقضى "جلالته” بقية العمر في نفس الحالة و بنفس الكوابيس المفزعة ، فالدماء قد وصلت حدود قصره و الجرائم الدموية تعددت بما يفيض عن مساحة السعودية نفسها .

هل تحولت مناسك الحج إلى فرصة لهذا النظام الدموي حتى "ينتقم” على طريقته القذرة من جموع المسلمين و بالذات هؤلاء الحجيج الذين يأتون من الدول التي دمرها النظام و الجماعات الإرهابية السعودية ، لنتذكر أن هذا النظام الصهيوني العميل قد منع الحجيج العراقيين نكالا في نظام الرئيس صدام حسين ، و الحجيج الإيرانيين نكالا في نظام الثورة الإيرانية ، و الحجيج الليبيين نكالا في الرئيس معمر القذافى ،و الحجيج السوريين نكالا في نظام الرئيس بشار الأسد ، و الآن يمارس هذا النظام نفس المؤامرة على الحجيج اليمنيين ، و رغم أن هناك من يدعو في الغرب إلى ضرب هذه الدولة المارقة و هناك من يدعو فعلا لمقاطعة الحج لكشف عورات و خطر هذا النظام على العالم العربي فهذا النظام لا يستحى أن يمارس لعبته السياسية في ميدان مخصص للممارسة الدينية في حين أنه ينادى من باب النفاق بعدم خلط الدين بالسياسة .

من يطالع وسائل الإعلام وما يكتبه المدونون في وسائل الاتصال يدرك أن حرب السعودية في سوريا و العراق و اليمن و مصر قد عرت الوجه القبيح لهذا النظام لتكشف بالتالي علاقته بالمؤامرة الصهيونية ، و هي من الفضائح التي لم تعد سرا بعد أن كشفتها وثائق ويكيليكس و تصريحات بعض القادة الصهاينة إضافة إلى تسريبات بعض الصحف الصهيونية و العالمية المتابعة للشأن السعودي ، و لعل فضيحة طرد الملك من إحدى المناطق السياحية الفرنسية من طرف المواطنين الفرنسيين تكشف عمق معرفة الغرب بحقيقة هذا النظام و رفضهم لكل من يمثله رغم حاجتهم "للسيولة” النقدية السعودية لمواجهة مصاعب اقتصادهم المنهار ، و إذا كانت فضيحة ما يسمى بعمولات ” اليمامة ” قد عرت حالة الرشاوى التي يقبضها النظام فان فضيحة طرد الملك السعودي من فرنسا فيما سمي بفضيحة "الريفييرا قايت ” قد بينت للمتابعين أن هذه المنظومة الشمولية الحاكمة قد بدأت تسير في اتجاه السقوط بعد أن أدت دورها الكامل في تنفيذ الجزء الأكبر من المؤامرة الصهيونية التي خططت لها الإدارة الأمريكية في مكاتب المحافظين الجدد بقيادة ريتشارد بيرل الصديق الحميم لحزب الليكود الصهيوني ، و حين ينتهي دور العميل كما حدث مع أنطوان لحد تسقط الحماية الصهيونية و معها تسقط ورقة التوت الأخيرة التي غطت الخيانة ، لذلك فمن المؤكد أن الملك سيحج إلى إسرائيل ، كما حج إليها سابقا أنور السادات و الملك حسين ، بركاتك يا نتانياهو