الارهاب أولا
مهدي منصوري
أصبح من أوضح الواضحات اليوم ان الارهاب لم يخرج من رحم الشعوب بل هو بضاعة او صناعة مستوردة يراد منها فرض واقع من خلال استخدامه لاساليب قمعية بعيدة عن الروح الانسانية.
والدليل الواضح على ذلك فانك وعندما تسبرغور المجموعات الارهابية تجد ان عدد ابناء الشعوب التي تتعرض لسطوة الارهاب الاجرامية تعد بالاصابع بل ان الغالب على هذه المجموعات الارهابية انها تضم المرتزقة الذين استقدموا من بلدان العالم والذي وصلوا وكما كشفت التقارير من 83 دولة.
اذن فان الارهاب الذي يهدد كل المنطقة خاصة في سوريا والعراق لم يكن سوريا اوعراقيا بل هو مستورد يراد منه ان يحقق اهداف الداعمين له بالمال والسلاح. ولذا فان مواجهة هذا الارهاب من قبل الحكومات والدول له اولوية كبرى بحيث يمكن التغاضي عن جميع القضايا التي تهم أمر هذه الشعوب لكي تتجه الطاقات نحو التصدي والقضاء على الارهاب. لان ايقاف نزيف الدم وتوفير حالة الامن والاستقرار كفيلة بتوفير حياة مستقرة وهانئه للشعوب. والتي لايمكن وفي ظل تهديد الارهاب ان يتحقق أي شيء من ذلك.
ومن هنا فان المبادرات التي تقدم من هنا وهناك لايجاد حل لازمة الارهاب والتي تريد ان توفق بين وجوده وبين الحل السياسي امر يدعو للسخرية او انه يعد حالة من الاستغفال التي لايمكن ان يقبل بها. فكيف يمكن ايجاد قوة سياسية في أي بلد كان تكون فيه للارهاب سطوته وقدرته والتي تريد ان تغير مسار هذه العملية باتجاه بوصلته فقط من دون النظر للاعتبارات والرؤي الاخرى؟.
وبذا اصبح من الواضح جدا للجميع وحتى للدول التي دعمت الارهاب وجندت الارهابيين وارسلتهم الى هنا وهناك لتحقيق اجندة خططوا الى تنفيذها عن هذا الطريق قد اصبح لديهم القناعة ان هذا الارهاب الذي تعملق واخذ اكبر من حجمه بدأ يشكل تهديدا كبيرا لوجودهم ولمصالحهم، ولذلك وبناء على هذا التصور ينبغي ان تتفاعل الجهود والطاقات للعمل بالقضاء على الارهاب بجميع اشكاله والوانه ومن ثم الدعوة للجلوس على طاولة الحوار في التفكير بايجاد الحلول للمشاكل العالقة السياسية منها والاجتماعية والاقتصادية وغيرها. وهذا ما اكده بالامس بالذات الرئيس الاسد في مقابلة صحفية مع وسائل الاعلام الروسية والتي وضع فيها النقاط على الحروف. والتي أكد فيها ان يكون التفكير في القضاء على الارهاب الاولوية قبل الذهاب الى وضع الحلول. لان الشعوب التي طالها الارهاب ونال منها وطرا لو سئلت ماذا يريدون؟ سيكون الجواب هو الامن والاستقرار. ولما كان الارهاب لا يحقق هذه المطالب لذلك فان أي حل ومهما كان وايا كان وراءه لايمكن اين يجد طريقه للتنفيذ.