kayhan.ir

رمز الخبر: 26117
تأريخ النشر : 2015September16 - 22:02

بعد فشل نتنياهو..’اسرائيل’ تدخل مرحلة ما بعد الاتفاق النووي

جهاد حيدر

دخلت "اسرائيل" مرحلة ما بعد الاتفاق النووي، في اعقاب فشل الحزب الجمهوري واللوبي الاسرائيلي في الولايات المتحدة في اسقاطه. وباتت "اسرائيل" امام واقع لا ترغبه ولكن ليس امامها سوى التعامل معه كأمر واقع. وعلى ذلك، ينبغي التوقف عند بعض الملاحظات ذات الصلة:

-من الصعب الاقتناع بأن نتنياهو لم يكن يعلم – أو يرجح – نجاح اوباما في تمرير الاتفاق، مع ان خطاب نتنياهو وطاقمه كان يوحي كما لو أن هناك رهانا جديا على امكانية تحقيق الحملة التي يشنها اهدافها. لكن هذا الخطاب لم يكن سوى من متطلبات "الشغل".

-لا يعني ما تقدم أن وقع نجاح اوباما في تمرير الاتفاق النووي، ليس قاسيا على المؤسستين السياسية والامنية. بل إن التوصل الى الاتفاق بين الدول العظمى والجمهورية الاسلامية في ايران، وتمريره داخل الولايات المتحدة، في ظل الانقسام الحاد الذي تشهده الساحة الاميركية، شكل هزيمة قاسية لـ"اسرائيل"، وكشف فشل رؤيتها ورهاناتها. وما نجاح اوباما في بلورة كتلة مانعة، إلا تتويجا لهذا المسار.

لذلك، يمكن القول إن الحملة التي شنتها "اسرائيل" في الولايات المتحدة، وبلغت حد القاء خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي في الكونغرس ضمن سياق معارضة الاتفاق وفي مواجهة الرئيس اوباما، مرتبط ايضا بشخص نتنياهو وحساباته وعلاقاته داخل الولايات المتحدة، خاصة وأن فشل "اسرائيل"، هو فشل ايضا لنتنياهو الذي بنى مجده السياسي على رفع راية مواجهة ايران وبرنامجها النووي.

ايضا، يكشف الدور الذي لعبه نتنياهو في مواجهة الاتفاق النووي، عن المكانة الاستثنائية لـ"اسرائيل" في الولايات المتحدة، والانقسام الحاد الذي تشهده الساحة السياسية الاميركية على خلفية الموقف من الاتفاق النووي في ايران.

-اما وقد بات الاتفاق امرا واقعا، فمن الواضح أن نتنياهو سيواصل توجيه الانتقادات للاتفاق، واعتباره محطة مفصلية في تاريخ المنطقة، وله تداعياته الخطيرة على الامن القومي الاسرائيلي. ولم تنتظر "اسرائيل" الاعلان الرسمي عن تمرير الاتفاق حتى بدأت مرحلة ما بعد الاتفاق. ونتيجة ذلك، عملت "تل أبيب" على عدة خطوط موازية.

فالى جانب المعركة في الكونغرس، كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" في حينه انه "منذ شهور تعمل هيئة الامن القومي، ووزارة الامن ورئاسة اركان الجيش، وخاصة شعبة التخطيط، على القضايا ذات الصلة باليوم الذي يلي الاتفاق. ولاحقا كشفت صحيفة "هآرتس" ايضا (13/9/2015)، أن المحادثات الاميركية الاسرائيلية بدأت فعليا قبل اسبوعين، لدى زيارة نائب وزير الخزينة الاميركي لشؤون الاستخبارات والارهاب، آدم زوبين لاسرائيل . وأضافت أن هذه المحادثات تدحرجت بشكل تلقائي الى محادثات اليوم الذي يلي الاتفاق النووي والتعاون الامني والسياسي والاستخباري بين "اسرائيل" واميركا ضد ايران.

-تأتي الاتصالات الاسرائيلية الاميركية عن اليوم الذي يلي، كجزء من خيار بديل، تعمل عليه "اسرائيل" بعد فشل اسقاط الاتفاق. وما ذلك، إلا نتيجة تقدير الكلفة والجدوى للخيارات الاصلية الابتدائية. وتتجلى هذه الخيارات ابتداء بالمبادرة العملانية الى القضاء على القدرات الاستراتيجية لمحور المقاومة، أو على الأقل تحجيمها، وتحديدا حزب الله.

في ضوء ذلك، يمكن القول إن الواقع القائم مفتوح على العديد من السيناريوهات، من الناحية النظرية. لكن من الناحية العملية تجد القيادة السياسية والعسكرية في كيان الاحتلال، نفسها مضطرة الى الاخذ بالحسبان قوة ردع حزب الله، وتحديدا في ظل توفر ارادة وقدرة الرد على الاعتداءات الاسرائيلية.