ليحذر العراقيون خباثة أميركا!!
مهدي منصوري
ويعتقد المراقبون ان واشنطن كانت تعتقد ان الارهابيين قد يتمكنون ان يحققوا شيئا على الارض وبامكانهم احراج الحكومة العراقية، بحيث يمكن ان يشكلوا تهديدا مباشرا لكي تدفع بها لان تستنجد بهم لانقاذها مما هي فيه. الا ان الفتوى التاريخية للمرجعية العليا قد غيرت المعادلة وبصورة لم يتوقعها الاميركيون فضلا عن الارهابيين وداعميهم، خاصة وان زمام المبادرة وما تأتي به التقارير من ارض المعركة ان القوات العسكرية وبالتعاون مع ابناء العشائر والمجاهدين الابطال قد تمكنوا ان يدحروا الارهابيين في كثير من المواقع بحيث اخذوا يتقهقرون الى الوارء وبصورة فاضحة.
وبناء على ما تقدم وجدت اميركا ان وجودها لم يكن ضروريا وان العراقيين مستغنون عنها ولم يحتاجوا الى مساعدتها وعلى أي صعيد كان مما شكل تخوفا وقلقا لدى الادارة الاميركية لمستقبل العلاقات مع العراق.
واللافت في الامر والذي لابد من الاشارة اليه والذي برز بوضوح على السطح اليوم هو مطالبة المجرم نتنياهو من الادارة الاميركية ان لا تبذل سعيها لحل الازمة العراقية القائمة، مما يعكس ان اليد الصهيونية قد كان لها دور فيما يجري على الارض العراقية ولكن من وراء الستار، ومن الطبيعي لنتنياهو ان يطلب هذا الامر من اميركا لانه يدرك ان العراق وفيما اذا امتلك عناصر القوة سيكون عنصرا قويا في صف دول المقاومة والممانعة ويكون ظهيرا قويا لها، خاصة وان دور العراق السياسي والدبلوماسي في افشال المخطط الصهيوــ اميركي في سوريا بدا واضحا للجميع.
لذلك فان زيارة كيري للعراق اثارت لدى الاوساط السياسية والاعلامية الكثير من الشكوك خاصة وان التصريحات التي سبقت مجيئه والتي انطلقت من مختلف المسؤولين في الادارة الاميركية قد اخذت تصطف وتقف الى جانب مكون سياسي معين مدعية الدفاع عنهم مما شكل هاجسا كبيرا لدى العراقيين خاصة وان واشنطن لم تبرز جديتها في محاربة الارهاب بل هي في الواقع التي اكدت وفي اغلب الاحيان دعمها لهؤلاء القتلة ووصل الامر الى تزويدهم بالسلاح، لذا فان انهيار هؤلاء الارهابيين واندحارهم وعلى ارض العراق قد يشكل منعطفا كبيرا يضاف الى ما يلاقيه هؤلاء المجرمون في سوريا من ضربات ماحقة مزقتهم شر ممزق، وبذلك يمكن القول ان واشنطن ستفقد ركيزة اساسية استندت اليها في التدخل بشؤون المنطقة.
لذلك فان على العراقيين وخاصة المسؤولين ان ينظروا بريبة وشك وحذر شديدين لهذه الزيارة وان لا تكون لتغليب طرف على طرف آخر وان لايكون تدخلها هذا قفزا على الدستور وعلى ما افرزته نتائج الانتخابات وبذلك تسرق وبصورة غير مباشرة سيادة واستقلال العراق.
لذلك يجب ان يبين العراقيون كيري والادارة الاميركية ان خيانتها الكبيرة في عدم دعمها المباشر للشعب والجيش العراقي في مواجهة الارهابيين ومن تحالف معهم والذي تفرضه الاتفاقية الامنية لايمكن ان يغتفر او يتغافل عنه، وانه وبنفس الوقت شكل انعطافة جديدة في العلاقة مع واشنطن، وكذلك ان لا يسمح العراقيون لاميركا بان تتدخل في شؤونهم وتفرض ارادتها عليهم لصالح الارهابيين وازلام النظام السابق والسياسيين الداعشيين الذين حاربوا العملية السياسية منذ ولادتها ولهذا اليوم.
وفصل الخطاب والذي وضع فيها رئيس الوزراء المالكي النقاط على الحروف عند لقائه وزير الخارجي الاميركي كيري بالامس عندما قال له وبالحرف الواحد ان العملية السياسية تسير وفق السياقات الدستورية ولانسمح لاي احد التدخل فيها او تحريف مسيرتها والثانية والتي تحظى بالاهتمام الا وهي تأكيده على كيري على ان ينظر للذي يجري في العراق اليوم سيشكل تهديدا مباشرا للامن والسلم العالميين وبذلك خابت امال كيري الذي كان يحمل في جعبته مايخالف ماطرحه المالكي مما عدته اوساط اعلامية وسياسية عراقية ان الصوت العراقي الحر قد علا على كل الاصوات وان الارادة العراقية الحرة لايمكن ان تخضع للاملاءات بعد اليوم.