kayhan.ir

رمز الخبر: 26084
تأريخ النشر : 2015September15 - 21:31
في مقدمتها الأزمة السورية..

محللون غربيون: إيران دولة قوية في المنطقة و تؤدي دوراً مؤثراً وبنّاءً في حل أزماتها

واشنطن - وكالات انباء:- أكد محللون غربيون وأميركيون أن إيران كدولة قوية في منطقة الشرق الأوسط يمكنها أن تؤدي دوراً مؤثراً وبنّاءً في حل أزماتها ومن بينها الأزمة السورية، مطالبين كافة الدول بجعل الاتفاق النووي بين طهران والغرب مثالاً لحل سائر قضايا العالم عبر المفاوضات السلمية .

ففي الاطار ذاته اعتبر السيناتور الأميركي "جون ماكين"، الاتفاق النووي الذي وقعته واشنطن مع طهران سيحوِّل الأخيرة الى أكبر قوة في الشرق الأوسط ، مشيراً الى أن مليارات الدولارات الإيرانية التي سيفرج عنها نتيجة هذا الاتفاق ستمكن طهران من تعزيز قدراتها في شتى المجالات ما سيجعلها الدولة الأولى في المنطقة .

من جانبه أكد الصحفي البريطاني الشهير "روبرت فيسك" في مقال نشرته صحيفة الاندبندنت أن إيران برزت بعد توقيعها الاتفاق النووي كقوة عظمى في الشرق الأوسط، مشدداً على أن هذا الاتفاق مثّل في الحقيقة اعترافاً صريحاً وواضحاً من قبل جميع الدول الكبرى بقوة إيران كونها لم تتنازل عن حقوقها النووية من جهة، وحافظت على ثوابتها وخطوطها الحمراء من جهة اخرى، اضافة الى ما حققته من تقدم كبير في مختلف المجالات رغم الحظر الشامل الذي فُرض عليها طيلة اكثر من عقد من الزمان على خلفية الأزمة النووية مع الغرب.

وأشار "فيسك" الى أن الاتفاق النووي سيحرر اقتصاد إيران من القيود المرهقة التي كانت تطوقه في السابق بسبب الحظر، و سيمكنها ذلك من إنتاج نفطها الى ثلاثة أضعاف ما تنتجه اليوم، وهذا سيتيح لها بكل تأكيد فرصاً كافية لتحقيق تقدم أكبر في مختلف المجالات .

ويعتقد المراقبون الغربيون أن إيران ليست فقط مشروعاً نووياً، بل هي تراكم مزيد من القوة والنفوذ مكّنها من أن تتعامل كقوة إقليمية عظمى وسط الدول المحيطة بها .

كما يعتقد هؤلاء المراقبون بأن الاتفاق النووي بين طهران والسداسية الدولية أكد في الحقيقة نهاية حقبة المشروع الغربي للتخويف من إيران (إيران فوبيا) ومحاولات عزلها عن محيطها الاقليمي والدولي، مشيرين في الوقت ذاته الى أن إيران تملك خصوصيات قلما تملكها دولة اخرى في العالم، من قبيل موقعها الاستراتيجي في الشرق الاوسط، والذي جعل منها حلقة الوصل بين الدول الغربية وآسيا الوسطى والبحار والمحيطات، اضافة الى امتلاكها للطاقات والامكانات البشرية والثروات الطبيعية الهائلة. والأهم من كل ذلك هو ما تتمتع به إيران من أمن واستقرار كبيرين، ما يشكل عاملاً مشجعا مهماً آخر لجميع الدول ومن بينها الدول الغربية لاستثمار رؤوس الاموال فيها.

وشدد المحللون الغربيون، انه لا يمكن لأحد أن ينكر أن تطور قدرات إيران النووية السلمية قد دفعت العديد من الدول الغربية وخاصة أميركا الى مراجعة سياستها في هذا الملف وغيره. فهذه الدول أدركت جيداً أن أساليبها في محاصرة إيران جاءت بنتائج عكسية، الأمر الذي دعاها الى إختيار الحوار مع طهران، اضافة الى وجود أسباب أخرى تتخطى خصوصية هذا الملف وتخضع لحسابات الربح والخسارة والتي برزت من خلالها الحاجة للتفاوض مع إيران أملاً في الحصول على مشاركتها في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية .

الجميع يعلم جيداً أن الجمهورية الاسلامية في إيران واعية ومستوعبة للأحداث وكيفية صناعتها في المنطقة، ولديها معرفة بمشاكلها وسبل مواجهتها، ومن أجل ذلك برزت الحاجة الدولية الى التعامل معها كقوة فاعلة ومؤثرة في المنطقة .