kayhan.ir

رمز الخبر: 2596
تأريخ النشر : 2014June23 - 21:27

اعتراف اوباما يثبت تغريده خارج الزمن

الاعتراف المتأخر جدا للرئيس اوباما بائة الا توجد معارضة معتدلة داخل سوريا قادرة على هزيمة الرئيس الاسد". هو في الواقع نكسة وفضيحة للسياسة الاميركية ودوائر قرارها واجهزتها الاستخباراتية العريضة والطويلة التي تنشر الشر والارهاب في العالم وتبني السجون السرية حتى في دول الحليفة وهي بالتالي ستضر بمصداقيتها وسمعتها على الصعيدين الاقليمي والدولي لذلك ليس من السهولة التملص من استحقاقات هذا الاعتراف الذي سيكون له بالتاكيد تداعيات على الداخل الاميركي وفي المقدمة الحزب الجمهوري لاسقاط منافسه، اضافة الى تساؤلات الرأي العام الاميركي الجدية حول جدوى وجدارة مسؤولي الادارة الاميركية لادارة الملف السوري الذي كلف بلدهم خسائر مادية ومعنوية طيلة السنوات الثلاث الماضية.

والاعتراف الاخر لاوباما بان ادارته استهلكت وقتا كبيرا في العمل مع المعارضة المعتدلة التي لم تكن قادرة على اسقاط الاسد هو دليل دامغ على عجز الادارة الاميركية وعدم كفاءة مسؤوليها وخبرائها في التعامل مع الملف السوري ويدلل على انهم اعتمدوا على المهرجين والساسة الفاشلين في المنطقة ممن عاش وخطط على التمنيات دون ان يلامس الواقع على الساحة السورية ويقيمها من كل جوانبها خاصة شخصية الرئيس الاسد الذي اثبت شعبيته وشرعيته بالارقام الدامغة التي خرجت من صناديق الاقتراع مؤخرا. ولشدة صدمتهم من هذه النتيجة طغى عليهم الانفعال والغضب ليرموا الانتخابات السورية والحضور المدهش والمفاجئ للشعب السوري امام المراكز الانتخابية في الداخل والخارج بكلمات نابية تليق بهم وترتد عليهم وهذا يعني انهم عجزوا عن ابراز أي دليل او رقم يطعن بشرعيتها ونزاهتها .

على الادارة الاميركية ان تتعظ من هذه التجربة المرة التي كلفتها اثمانا باهظة لئلا تكرر أخطائها الكبيرة التي حفل بها سجلها في دول المنطقة اكثر من مرة لان ذلك سيجعلها في عداد الدول الصغيرة والمتاخرة التي لا تمتلك مجلسا امنيا قوميا ولا تصورا استراتيجيا عما يدور في العالم، بل هي دولة انفعالية تتبنى سياسة استراتيجية آنية كأية دولة فتية في حين انها كانت حتى الامس تدعي "قيادة العالم".

الاعتراف الضمني للرئيس الاميركي بفشل سياسة بلاده في سوريا لم يأت من فراغ، انه ناجم عن صمود الشعب السوري وتلاحمه مع قيادته وجيشه الباسل في القضاء على الجماعات التكفيرية في المحافظات السورية ولم يبق اليوم منهم سوى بعض الجيوب ومحافظة ديرالزور التي سيأتي الدور عليها قريبا وتحرر من رجس هؤلاء القتلة التكفيريين الوهابيين الذين لفظتهم الشعوب.

واذا كان الرئيس الاميركي اوباما صادقا في اعترافه هذا فعليه ان لا يكرر اخطاءه في العراق وان يقطع دعمه الكامل لداعش والمجموعات الارهابية الاخرى ويصدر اوامره فورا لذيوله في المنطقة من الموظفين الاجراء قطع مساعدتهم لهذه المجموعات الدموية المحترفة على الذبح والاغتصاب والتدمير. واذا ما امتنع عن ذلك فان ذلك لم يفتت من عزيمة وارادة العراق حكومة او شعبا وجيشا والذي هو اليوم رهن اشارة مرجعيته الرشيدة العليا في النجف الاشرف ليقصم ظهر اعدائه أينما كانوا ويلقنهم درسا لم ينسوه ابدا وما نشهده اليوم من ملاحقة لهؤلاء الدواعش السائبة في المناطق التي يتواجدون فيها يجسد ذلك وان الايام القادمة كفيلة لاظهار هذه الصورة على حقيقتها لقطع الشك باليقين.