الاعلام السعودي: الناطق باسم ’داعش’
لا تأتي اتهامات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للسعودية بدعم الارهاب "الداعشي” في بلاده من سراب. فإن كان الدعم اللوجستي والعسكري يمكن التنكر له رغم وجود الأدلة عليه، فإن الدعم الاعلامي لا غبار عليه.
وكما أطلقت وسائل الاعلام الخليجية اسم "الثوار” على قاطعي الرؤوس وآكلي الأكباد في سوريا، ها هي هذه السياسة الاعلامية تطبّق بحذافيرها في العراق. "الثوار”، هكذا تسمي قناة "العربية” السعودية تنظيم "داعش” في العراق، رغم زعمها محاربة الارهاب ومعاداتها لهذه التنظيمات. كذلك فإن الجيش العراقي يسمى في وسائل الاعلام السعودية "قوات المالكي”، في محاولة لوضعه في خانة سياسية محددة وانزال صفة الوطنية عنه.
وفيما يتذرّع الاعلام السعودي بأخطاء في السياسة التي يتّبعها المالكي في أدائه السياسي، فإنه يسعى لتبرير جرائم "داعش” وأتباعها في العراق، محاولاً الايحاء بأن ما يحدث في بلاد الرافدين ما هو الا حرب أهلية بين أبناء الوطن الواحد. ايحاء يعكس الرغبة السعودية التي ترجمها وزير الخارجية سعود الفيصل حين قال "إن الوضع العراقي ينذر بحرب أهلية”.
وانطلاقاً من التحريض المذهبي الذي تمارسه وسائل الاعلام السعودية لدى التطرق الى الحالة العراقي، نشر الموقع الالكتروني لقناة "العربية” مقالاً تحت عنوان "لنعترف وبألم وعلى رؤوس الأشهاد: العراق انتهى إلى التقسيم!”. يرى فيه الكاتب أن "بلاد الرافدين باتت عمليًّا وواقعيًّا ثلاثة أجزاء، جزءٌ السيطرة فيه للسنة العرب، الغرب والشمال الغربي، وجزءٌ السيطرة فيه ليس منذ الآن وإنما منذ عام 2003، وهو الجزء الجنوبي من العاصمة بغداد وحتى البصرة، للشيعة وميليشياتهم المتعددة التي معظمها تدار من قبل فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، أما الجزء الثالث فهو إقليم كردستان الذي أصبح في حقيقة الأمر منذ بدايات تسعينات القرن الماضي إنْ ليس دولة مستقلة فشبه دولة مستقلة”.
هكذا يسعى الاعلام السعودي للترويج الى تقسيم العراق لمقاطعات مذهبية، مستفيدا من اقترافات تنظيمات ارهابية كـ”داعش” له بصمته الواضحة في ظهورها واستمرارها والتي تعيث قتلاً وتدميراً في العراق ومدنه وأهله.