تفوّق 8 على 14 ـ العراق سيناريو ثالث
ناصر قنديل
- يحاول البعض تصوير فريق الثامن من آذار وتحالفاته كفريق مأزوم بحصيلة الإدارة التي تعامل من خلالها مع الاستحقاق الرئاسي، وبجردة حساب لا تهدف إلى القول إنّ الإدارة كانت نموذجية لكنها كانت بالتأكيد واقعية ومنهجية، سنرى أنّ الرابع عشر من آذار قدمت مرشحاً هو سمير جعجع رئيس القوات اللبنانية وصار عبئاً عليها وعلى حلفائها، وعلى رغم أنه منحها فرصة الادّعاء بالمزايدة اللحظوية على الثامن من آذار، إلا أنه كبّل يديها وضيّق هوامش المناورة والتفاوض أمامها، وأظهرها طرفاً عبثياً عدمياً منطقه مرشحنا لا يؤمّن نصاب الجلسة ولا يجمع الأكثرية اللازمة ولكننا مستمرّون به، فسقط خطاب تحميل الثامن من آذار مسؤولية الفراغ، وهي التي تقول علناً ليس لدينا مرشح ولن نشارك في الحضور إلا على مرشح توافقي، وجاهزون للحوار لهذا الغرض، وإذا أردتم مرشحاً بصورة غير رسمية للتداول في الفرص الوفاقية وفقاً لمعيار الرئيس الوازن تمثيلياً فلنبحث فرضية انتخاب العماد ميشال عون، وبالمقابل تقدّمت الرابع عشر من آذار بالتمديد للرئيس ميشال سليمان كبديل تفاوضي تحت الطاولة، فتكفّلت الثامن من آذار بإسقاطه بلا ضجيج، ووقع الفراغ وسيستمرّ، واللعبة اليوم بالنسبة لكلّ متابع هي التفاوض على مرشح توافقي، ينتظر البحث به أن تقول الرابع عشر من آذار إنها ستسحب مرشحها لحسابه، بينما ليس مطلوباً من الثامن من آذار ان تقول شيئاً طالما أن ما قالته لا يزال صالحاً.
- تطرح الأوساط المتابعة للمشهد العراقي أحد سيناريوين، الأول يراه هجوماً أميركياً منسّقاً لإضعاف حلف المقاومة وتعويض خسائر المواجهة في سورية، وتحسين الموقع التفاوضي مع إيران، ومشكلة هذا السيناريو أنه يتجاهل المخاطر المترتبة على ما يبدو واضحاً على رغم الخليط المشارك في التمرّد المسلح في محافظات الوسط العراقي، من كون القاعدة هي الجهة الممسكة بزمام المبادرة والمؤهّلة إذا بقيَت الأمور على حالها لتحويل هذا الجزء من الجغرافيا العراقية إلى مرتكز راسخ لها، وما يرتبه ذلك من مخاطر تتعدّى حدود العراق فشلت القاعدة بتحقيقه في سورية وتعرف واشنطن مترتباته، ونتائجه التفتيتية على المنطقة ستطاول تهديد وحدة السعودية وتركيا، ومخاطره الأمنية ستهدّد العالم كله، وسيناريو ثان يقول إنّ ما يجري في العراق هو تحرك تلقائي عراقي لكلّ من تحالف داعش والنقشبندية التي يقودها من بقايا البعث السابق عزة الدوري والعشائر المنتفضة على المالكي، وأنّ هذا الحدث العراقي فاجأ الجميع بدرجات لكنه ليس من صناعة أحد من الأطراف الدولية والإقليمية التي يشكل لها تحدياً مشتركاً على خلافاتها، من أميركا إلى روسيا إلى إيران إلى السعودية وتركيا، وأنه سيكون محور تفاوض وتعاون وتسريع لتفاهماتهم المعلقة، ومضمون المواقف الصادرة عن واشنطن والرياض للجمع بين الحلّ السياسي والمواجهة العسكرية تفادياً للفتن وتسهيلاً للحسم تأكيد على عدم تورّطهما في الأحداث، أما السيناريو الأقرب فهو أنّ واشنطن كانت في صورة ما يجري إعداده، وأنّ حليفيها التركي والسعودي متورّطان في تدبيره على خلفية الفشل في الانتخابات العراقية، التي راهنوا أن تتيح فرصة مقايضات مع إيران بوصول رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ضعيفاً بما يتيح البحث ببديل عنه، والتحرك الراهن له وظيفة واحدة هي تعويض هذا الفشل الانتخابي بحدث أمني يضع رأس داعش مقابل رأس المالكي وفقاً لتركيا والسعودية، وترقب المقايضة والمشهد ومنح الوقت الكافي من قبل واشنطن التي لا ترغب برؤية حلفائها خاسرين في كلّ الجبهات.
- أربعة مواضيع أضعها في تداول الراغبين بالمشاركة في مقالة بتواقيع متعدّدة التي تطلّ وتتفرد بها "البناء” تحت عنوان "نافذة بمفاتيح متعددة”، وأترك للراغبين بالمساهمة مع شركاء يختارونهم أو الراغبين بالمشاركة معي بمراسلتي على بريدي المنشور في نهاية المقالة، الموضوع الأول هو مكانة المقاومة ودورها في التوازنات الإقليمية في ذكرى حرب تموز، والثاني هو مستقبل العراق بين عناصر الضعف في الأداء الداخلي لحكومة المالكي ومصادر القوة في موقفها الإقليمي، والثالث هو تصوّر افتراضي لنظام إقليمي جديد واستطراداً نظام عالمي جديد تأسيساً على قراءة واقع الأمم المتحدة والجامعة العربية، والموضوع الرابع هو لبنان الفراغ الرئاسي وسقوط النظام الحالي والبدائل بين الإمكانية والواقع.