فرصة اوباما الاخيرة
موافقة الكونغرس الاميركي على الاتفاق النووي شكل انتصارا دبلوماسيا لاوباما وبنفس الوقت وضع ايتام بوش في حالة من الارباك لانهم رفعوا راية الرفض لهذا الاتفاق وكانوا هم السبب في وضع العراقيل امام الوصول الى تحقيق الاتفاق تساوقا مع رغبات الكيان الغاصب للقدس.
ولا يفوتنا ان نذكر هنا ان نتنياهو الذي ارسل الرسائل المتعددة والقى الخطابات الرنانة داعيا الكونغرس الى عدم الموافقة على الاتفاق النووي اصيب اليوم بخيبة امل كبيرة خاصة وانه رأى بعينه التظاهرات التي خرجت في لندن وهي تطالب باعتقاله كمجرم حرب. ولذلك نجد انه وبعد خطاب السيد القائد الخامنئي الذي اشار فيه الى زوال اسرائيل في المستقبل القريب قد اثار حفيظة نتنياهو بحيث اراد استغلال هذا القول استغلالا بشعا لكي يعكس صورة مشوهة لهذا التصريح من خلال حديثه من ان السيد الخامنئي قد قال قولته ولم يعد هناك ما يمكن اخفاؤه مدعيا وبنفس الوقت ومحذرا الدول الغربية من ان طهران تريد ازالة كيانه الغاصب وان الاتفاق النووي معها لم يغير من سياستها تجاه اسرائيل.
لكن نتنياهو قد اغفل ان ازالة كيانه الغاصب لم يكن مرتبطا باي اتفاق مع اميركا و الدول الغربية لان الثورة الاسلامية المباركة ومنذ اندلاعها والى انتصارها والى يومنا قد اكدت ومن قبل وعلى لسان مؤسسها الراحل الامام الخميني (رحمه الله )" ان اسرائيل غدة سرطانية قد زرعت في قلب العالم الاسلا مي ولابد من ازالتها" . اذن فان الموضوع لم يكن انيا بل هي استراتيجية اساسية لان من الواضح جدا ان الغربيين وخاصة واشنطن قد زرعوا هذا الكيان ليكون سكينا في خاصرة العالم الاسلامي بحيث يمكن الاستفادة منها متى ماارادوا تحقيق مصالحهم في المنطقة، ولذلك فهي تلقى الدعم اللا محدود من الغريين ووصل الامر الى قولهم من ان "أمن اسرائيل من امن اوروبا" اذن فان موافقة الكونغرس على الاتفاق النووي لايشكل عقبة او عائقا او انه يفرض على ايران الاسلامية ان تتنازل عن هذا الامر وان ادعاء نتنياهو لم يكن سوى زوبعة في فنجان ولا غير.
ومن هنا و لابد من الا شارة ان اعتراف الكونغرس بالاتفاق النووي قد وضع مصداقية اوباما امام المحك لانه يفرض على الادارة الاميركية ان تنفذ بنود ماتم الاتفاق عليه خاصة رفع العقوبات و لايمكن لاوباما ان يبحث عن الاعذار من اجل ان يتنصل عن الاتفاق لانه اعتبر موافقة الكونغرس بالانتصار، ولذلك عليه ان يستفيد من هذا الانتصار حتى يحقق مصالح الطرفين. وبنفس الوقت فان الامر يدفعه ان لا يصغى او يفتح سمعه الى الاصوات المعادية والحاقدة على ايران الاسلام والذين يريدون من خلال فرض العقوبات الضغط على الجمهورية الاسلامية لان تغير من سياستها في المنطقة، حتى ينسجم مع التوجه الاميركي الصهيوني، وذلك برفع يدها عن تقديم الدعم للمنظمات والحركات التي تقاوم الاحتلال الصهيوني والدول التي تحارب الارهاب المدعوم اميركيا وصهيونيا.
اننا ومن خلال تجربتنا مع واشنطن لانعول على موافقة الكونغرس في ان يتم تغيير في سياستها ضد طهران ولكن قد تكون خطوة يمكن الاستفادة منها في اثبات حق ايران الطبيعي باستخدام النشاطات النووية السلمية.
ولذا فان اوباما اليوم امام فرصة تاريخية ليثبت مصداقيته ليس فقط لطهران بل لكل دول العالم، وان يملك من الشجاعة بحيث يصدر اوامره برفع العقوبات حسب الاتفاق وان أي تلكؤ او تردد في هذا الامر فان ضرره سيقع بالدرجة الا ولى على واشنطن وهذا ما اكده اوباما نفسه وكل الخبراء.