أميركا طبل أجوف!!
لازالت واشنطن تعيش أحلام تسعينيات القرن الماضي عندما أنهار الاتحاد السوفيتي وبدأت تصول وتجول وتفعل مايحلو لها من دون رادع او رقيب ظنا منها انها القوة الوحيدة في العالم، مما أطلق عليها انذاك بسياسة القطب الواحد، ولكن هذه الاحلام بدأت تتلاشى شيئا فشيئا بحيث برزت عدة عوامل أفقدت واشنطن هذا البريق الزائف الذي كانت تتمتع به انذاك، وأهمها هي سلطة الشعوب التي لا يمكن ان تعلوها أي سلطة ان ارادت ان تحقق اهدافها، لذلك والتجارب القريبة اثبتت ان واشنطن قد وقفت عاجزة عن تنفيذ الكثير من مخططاتها الاجرامية من خلال الرفض الشعبي الذي كان عائقا كبيرا امام تحقيق ذلك.
والاخر وهو الاهم والذي نعتقده انه غاب عن ذهن قادة البيت الابيض ان الدول تكبر وتتطور وتاخذ دورها الطبيعي في هذا العالم، ولا يمكن لاي قدرة مهما كانت ان توقف تطورها بحيث يمكن ان تشكل قدرة كبرى تطاول قدرة واشنطن ان لم تكن تماثلها. فلذلك فان التصور الاميركي الخاطئ عن ادارة العالم وكذلك السياسات الهوجاء التي اتبعتها وتتبعها هو الذي وضع العالم اليوم في ازمات حادة قد يصعب في بعض الاحيان ايجاد الحلول بها.
كذلك فان حالة العنجهية والهيمنة وفرض السيطرة بالقوة والتي كانت سمة بارزة من سمات السياسة الاميركية انذاك قد لا تجد لها الان مجالا للتطبيق، لان ضعف نفوذها في المنطقة والعالم والتي وصلت الى حالة الافول بالاضافة الى الرفض لهذه السياسة من قبل الدول والشعوب لم يسمح لها بان تتحرك وكما يحلولها، بل يدفعها ان تفكر قليلا اوتعيد الانفاس كما يقولون عندما تريد القيام بأي خطوة قادمة. وعليها ان تدرك جيدا ان سياساتها الخاطئة التي تسيرعليها وهي اعطاء الحق لها بان تتصرف كيفما تشاء ولا تعطيه للاخرين قد ولت، وهو ما يحصل اليوم اذ انها تقدم الدعم للارهابيين وتدفع بهم الى اقلاق اوضاع البلدان والشعوب، وعندما يتم التحرك من اجل الوقوف بوجه هذا التصرف فانها ليس فقط تصدر تحذيراتها بل انها تقوم بالتهديد الذي يضع المنطقة والعالم على حافة الحرب ، وهو الذي مايحصل اليوم بينها وبين روسيا، ففي الوقت الذي تعمل فيه واشنطن وحليفاتها بدول المنطقة والعالم دعم الارهابيين وغيرهم من اجل اسقاط النظام السوري عنوة لا لسبب سوى ان يقف عائق امام تحقيق مصالحها ومصالح حلفائها خاصة الكيان الصهيوني، نجد انها ترسل رسائل التهديد الى روسيا التي تعمل على تطبيق الاتفاقيات المعقودة بينها وبين سوريا في تقديم السلاح الى هذا البلد والتي تقرها المواثيق والمعاهدات الدولية والسياسة الروسية. ولذلك نجد ان واشنطن تطالب الدول التي يمرر منها السلاح الروسي ان لا تفتج اجواءها للطائرات الروسية معتقدة انها لازالت سيدة العالم او صاحبة القرار الوحيد فيه. ولذلك فان هذه الدول ومنها اليونان قد رفضت الاستجابة لمطالب واشنطن لانه يخدش سيادتها واستقلال قرارها السياسي.
أما التهديد الاميركي لروسيا وفي اذا استمرت مع تقديم السلاح لسوريا سيدفع الى المواجهة لم يكن سوى تهديد اخرق كالطبل الاجوف الذي لا يسمع له صوت ويقع ضمن الحرب النفسية التي تريد منها استمرار حالة القلق وعدم الاستقرار لدى شعوب المنطقة لافراغها من ابنائها وأبرز امثلتها اليوم هي الهجرة الجماعية لابناء الشعب السوري التي تمت على يد الارهابيين المدعومين أميركا والتي خلقت أزمة انسانية عالمية.