الرئيس روحاني: لا يمكن لأي قوة أجنبية اتخاذ القرار حول سوريا ومستقبلها يبنى باصوات شعبها
طهران - كيهان العربي:-
استقبل قائد الثورة الاسلامية سماحة اية الله العظمى السيد على الخامنئي مساء أمس الثلاثاء الرئيس النمساوي "هاينتس فيشر" وبحث معه العلاقات الثنائية واخر التطورات الاقليمية والعالمية.
هذا و وقعت الجمهورية الاسلامية في ايران والنمسا 4 وثائق ومذكرات تفاهم في اطار ترسيخ وتوطيد علاقات التعاون المشترك بمجال البيئة والاقتصاد.
ووقع مسؤلو البلدين على الوثائق أمس الثلاثاء بحضور الرئيس الايراني حسن روحاني ونظيره النمساوي "هاينس فيشر" الذي يزور طهران.
وقام وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف، ووزير الزراعة النمساوي بالتوقيع على مذكرة تعاون بين هيئة الحفاظ على البيئة الايرانية ووزارة الزراعة والغابات وادارة المواد المائية النمساوية.
كما وقع وزير الصناعة والتجارة المهندس محمد رضا نعمت زادة، مع وزيرالعلوم ومساعد المستشارالنمساوي، مذكرة تفاهم لتشكيل اللجنة الثامنة للتعاون الاقتصادي المشترك.
وخلال المؤتمر الصحفي المشترك في ختام القمة الايرانية - النمساوية، اعتبر الرئيس الدكتور حسن روحاني ان مشكلة الارهاب الكبرى لا تهدد امن واستقرار منطقة الشرق الاوسط فقط بل تهدد الامن العالمي ايضا، مؤكدا ان أي قوة اجنبية لا ينبغي ولا يمكنها ان تتخذ القرار حول سوريا.
وحول القضية السورية، اكد رئيس الجمهورية: على جميع الدول المساعدة كي تتهيأ الظروف اللازمة لنشر الامن والاستقرار في سوريا وان تتوفر الارضية لارساء الديمقراطية وتلبية مطالب الشعب اكثر فاكثر.
واعتبر الرئيس روحاني، ان سوريا الاكثر امنا تخدم مصلحة المنطقة والعالم واضاف: على جميع دول المنطقة والدول المؤثرة ومنها اعضاء الاتحاد الاوروبي العمل في هذا المجال وان ايران ستحضر أي طاولة تكون نتيجتها الامن والاستقرار والاستقلال وضمان حقوق الشعب السوري.
واكد بان المهم لطهران هو ارواح ابناء الشعب السوري وعودة المشردين، وقال: هذا الامر يخدم مصلحة المنطقة والعالم وان الجمهورية الاسلامية في ايران تعتبر من واجبها الدولي والاقليمي والانساني والاسلامي الكبير اتخاذ اي خطوة لازمة للحيلولة دون مصرع وتشريد الشعب الاعزل ومكافحة الارهاب وطرد الارهابيين.
واضاف رئيس الجمهورية: لاشك ان مطلب الجمهورية الاسلامية في ايران هو عودة المشردين وارساء الاستقرار والديمقراطية، وليس من المهم لنا من يجلس الى طاولة المفاوضات بل المهم هو الوصول الى الهدف، الا وهو ارساء السلام والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط الحساسة.
واوضح بانه بحث في محادثاته المشتركة والخاصة مع نظيره النمساوي بشان الارهاب ومشاكل دول المنطقة بهذا الصدد وقال: ان طهران وفيينا تحملان رؤية مشتركة تجاه مشكلة الارهاب التي تهدد امن العالم وان الهواجس اليوم قائمة بان تؤثر هذه المشكلة وتداعياتها كتشريد الاف الافراد الابرياء على سائر المناطق ومن ضمنها اوروبا.
وتابع قائلا: البحث عن حل لمشكلة الارهاب لا ينبغي ان يتركز على قضايا مثل دعم شخص او حكومة معينة لان سوريا دولة ذات حكومة وهنالك معارضون وجماعات ارهابية وان اولوية العمل في الظروف الراهنة ليست البحث حول الديمقراطية او التغيير في الدستور وكيفية انشطة الجماعات المؤيدة والمعارضة بل الاولوية اليوم هي البحث بشان ملايين المشردين وعشرات الالاف من القتلى.
وانتقد رئيس الجمهورية بيع النفط المستخرج من قبل الارهابيين في سوريا بسهولة في السوق وتوظيف عوائد ذلك للجماعات الارهابية وقال: اولوية اليوم هي اعادة الاستقرار الى هذا البلد في حين ان اموال النفط التي ينبغي توظيفها لازدهار الشعب تصرف لقتلهم.
واكد الرئيس روحاني في الوقت ذاته بان مستقبل سوريا يبنى باصوات شعبها الذي هو صاحب القرار تجاه الحكومة ولا ينبغي لاي قوة اجنبية ولا يمكنها اتخاذ القرار لمستقبل هذا البلد.
وفي جانب اخر من حديثه اشار الرئيس روحاني الى العلاقات الجيدة والماضي الايجابي للعلاقات بين ايران والنمسا، معربا عن امله بان تشكل هذه الزيارة بداية لتطورات ايجابية جدا في تنمية العلاقات بين البلدين الصديقين "وان نتمكن خلال الاشهر المتبقية من العام الجاري وفي العام القادم من التعويض سريعا عن التاخر الحاصل في مجال الاقتصاد خلال الاعوام الاخيرة بسبب الحظر الظالم المفروض على ايران".
ووجه الرئيس الايراني الشكر والتقدير للحكومة النمساوية لاستضافتها للمفاوضات النووية بين ايران ومجموعة "5+1" واضاف، ان اتفاق فيينا اتفاق مهم وشامل وتاريخي يمكنه ان يتضمن مصالح ايران ومجموعة "5+1" والاتحاد الاوروبي والمنطقة كلها والعالم.
من جانبه قال الرئيس النمساوي "هاينس فيشر" ان العلاقات بين فيينا وطهران تتميز بالعمق التاريخي داعيا الى علاقات متكافئة مع ايران.
واضاف الرئيس النمساوي في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس روحاني أمس الثلاثاء في مجمع سعدآباد الثقافي والتاريخي، ان الجولة الاخيرة من المفاوضات بين ايران ومجموعة 5+1عقدت في النمسا وبالتحديد في فيينا . وقبل ذلك عقدت في جنيف وحققت نتائج ايجابية وكانت مقبولة من قبل ايران وباقي الدول بمافيها الصين وروسيا وامريكا وبريطانيا والمانيا والاتحاد الاوروبي.
وصرح بان الاتفاق النووي فتح صفحة جديدة في تاريخ علاقات ايران وباقي الدول، واشار الى ان النمسا تتمتع بمكانة جيدة جدا في المجتمع الدولي، وقال ان النمسا بلد مستقل وديمقراطي، وسعى باستمرار الى اعتماد التوازن في القضايا العالمية ويولي اهتماما كبيرا لموضوع حقوق الانسان وفي علاقاته الطيبة مع الدول الاخرى .
ولفت الى ان زيارته لايران جاءت تلبية لدعوة من الرئيس روحاني وقال: نسعى الى تطوير علاقاتنا الاقتصادية لتصل الى 300 مليون يورو نهاية العام الحالي .
واعلن الرئيس النمساوي دعمه لتعزيز التعاون العلمي والثقافي مع ايران معربا عن اعتقاده بان التعاون لاينبغي ان يكون لصالح طرف واحد بل لصالح الطرفين.
واكد باننا نسعى الى علاقات متكافئة، وتنفيذ الاتفاقيات والوثائق التي وقعناها اليوم، كما ان تسوية القضايا الدولية مهمة بالنسبة لنا لنتحرك باتجاه عالم ومنطقة تنعم بالسلام وان نعمل سوية على محاربة الارهاب.
واكد الرئيس النمساوي ان موضوع التطور الاقتصادي والاجتماعي في هذه المنطقة من اهدافنا ويحظى باهمية كبيرة بالنسبة لنا.
وكان الرئيس النمساوي قد وصل عصر الاثنين الى العاصمة طهران يرافقه 240 شخصا من الوزراء والتجار والشخصيات العلمية والثقافية .
وتعد هذه الزيارة الاولى الى ايران لرئيس دولة من الاتحاد الاوروبي منذ تلك التي قام بها في كانون الثاني/يناير 2004 الرئيس النمساوي حينذاك توماس كليستل.