افراغ سوريا استكمال للمخطط العدواني
المشهد الماراثوني والمأساوي الذي ظهر من خلال التعامل اللاانساني مع اللاجئين السوريين وهم يجتازون بعض الحدود الاوروبية من قبل سلطات هذه البلدان امر مستهجن ومرفوض ومدان في كل القيم الانسانية والقوانين الدولية ولابد من اتخاذ اجراءات عاجلة لوقف مثل هذه الانتهاكات الصارخة مع العلم ان هذه الدول هي شريكة بالاساس في خلق هذه الماساة و تداعياتها وانها ومعها اميركا ودول المنطقة كالسعودية وتركيا وقطر وغيرها هم من تسببوا بنزوح هذا العدد الهائل من الشعب السوري هربا من ارهاب داعش والعناصر التكفيرية الاخرى التي جاؤوا بها من اكثر من 80 دولة الى سوريا وهم المسؤولون عن خلق هذه الفاجعة حيث اليوم اكثر من عشرة ملايين سوري بين مشرد و مهجر في داخل سوريا وخارجها جراء تواجد القوى التكفيرية الارهابية في مناطقهم.
وبعد ان حاولت بعض الدول الاوروبية التنصل من مسؤوليتها تجاه هذه المأساة الانسانية التي هي ضالعة فيها تعالت الاصوات من كل مكان تنديدا بمواقفها مما اضطرتها مع حاجتها الشديدة للقوى العاملة ان تفتح ابوابها لاستقبال عشرات الالاف من اللاجئين التي تشكل الجنسية السورية الاكثرية فيهم نظرا لما تمر بها بلادهم. ويا لها من قباحة ان هذه الدول هي نفسها ممن احتضنت وعواصمها المؤتمرات تلو المؤتمرات لتاجيج نار الفتنة ودعم الارهابيين باسم دعم المعارضة السورية تنأى اليوم بنفسها وكأن الامر لا يعنيها في وقت هي من شاركت في خلق مأساة هذا الشعب لكنها اليوم تتثاقل في اداء مسؤوليتها وهذا يشكل لها فضيحة وعارا خاصة انها تتغنى ليل نهار بدفاعها عن حقوق الانسان وكرامته في وقت هي من ساهمت باهدار كرامة الشعب السوري وسفك دمه وتشريده بعد ان هدت عليه كلاب داعش والتكفيريين الذين مرروهم عبر تركيا الى سوريا و ان انقرة هي اشرفت ونسقت ووضعت كل امكاناتها في هذا المجال واليوم تقوم بنفس الدور ولكن بشكل معاكس حيث فتحت حدودها امام السوريين للعبور الى اوروبا للتخلص من اعبائهم غير مبالية بمن تبلعه مياه البحار ويلقى حتفه في هذا الطريق ويالها من مهزلة وسخافة ان يخرج اردوغان على الملأ ويحمل ايران وروسية اللتان دعمتا الشرعية في سوريا وشعبها للوقوف امام المد الوحشي لداعش مسؤولية مأساة المهاجرين السوريين في وقت لم يدخر هو اي جهد طيلة اكثر من اربع سنوات في دعم القوى التكفيرية لاسقاط الدولة السورية وايذاء شعبها باسم الدفاع عن "الثورة".
وللحقيقة والتاريخ ان من يتحمل المسؤولية الكبرى في مأساة هؤلاء المهجرين من سوريين وغيرهم هي القوى التي عبثت بامن المنطقة وزعزعة استقرار دولها وهذا ليس خاف على احد وليس اتهاما وتأتي في المقدمة الولايات المتحدة الاميركية التي خصها بالذكر وزير الخارجية الايطالي بالامس وكذلك وحلفاؤها الاوروبيون ودول المنطقة من امثال السعودية وتركيا وقطر والاردن. فطيلة السنوات الماضية وهذه الدول لم تألوا جهدا سرا وعلانية لاسقاط الرئيس الاسد عبر استباحتها لكل المحرمات ضد الشعب السوري واليوم تستكمل مؤامراتها الدنيئة والعدوانية ضد بلدها في الابقاء على الازمة مفتوحة فيها عبر رفض الحل السلمي واغراق الشعب السوري في المزيد من المشاكل ودفع أدمغته ونخبه العلمية الى الهجره وإفراغ البلد منهم للوصول الى مآربها الخبيثة والعدوانية لاركاع البلد الذي عجزوا عن اخضاعه عسكريا.