ماهر حمود: غضبنا على الدول العربية أضعاف أضعاف غضبنا على الدول الغربية
بيروت - وكالات انباء:- لخص رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة" الشيخ ماهر حمود واقع الأمة بالقول: لا نملك قراراتنا ولا أن ننفق أموالنا حيث نقرر... تستطيع القوى الغربية أن تخترق الحراك الشعبي حيث كان، ويستطيعون أن يحولوا الأمور وفق ما يريدون، ووفق منظورهم الرئيسي وهو الأمن الإسرائيلي قبل أي شيء.
وأشار الشيخ ماهر حمود الى استغلال الغرب لصورة الطفل السوري الغريق وقال: مهما كان غضبنا على الدول الغربية لعدم استقبالهم النازحين، فان غضبنا على الدول العربية أضعاف أضعاف، فهم الذين موّلوا الحرب في سوريا، وهم الذين رفضوا الحل السلمي، وهم الذين اعتبروا أن إسقاط النظام السوري أهم الواجبات لأن إسقاطه يرضي الأميركي والصهيوني... الخ. هم الذين لا يستطيعون بسبب ضيق أفقهم أو بسبب عمالتهم أن يروا حسنات المقاومة وأنها الظاهرة الوحيدة التي تستحق الاحترام خلال العقود الأخيرة، هم الذين يقودهم الأميركي والصهيوني كما يقود الشيطان أتباعه، ويجرهم كما تُجر الحيوانات، هؤلاء هم الذين يدمرون سوريا والعراق واليمن ثم يتحدثون زورًا عن الاسلام وعن العروبة وعن السنة.
وتطرق الى التظاهرات التي تشهدها العاصمة اللبنانية بيروت احتجاجًا على تفاقم الأزمات والفساد، وقال: من حقنا أن نعلم من هو أو من هي الجهة التي استطاعت أن تنزل بمستوى الحراك الشعبي الشبابي العابر للطوائف، والذي حمل آمال الكثير من الناس، وعبّر عن آلام ومعاناة الكثيرين من اللبنانيين، من هو أو من هي الجهة التي نزلت بهذا الحراك من مستوى الوطن لمستوى الحرتقات السياسية التي لا تؤدي الى أي هدف.
وأضاف: كانت الشعارات كبيرة ومعبرة، طبقة السياسيين الفاسدة، قانون انتخاب، انتخاب رئيس جمهورية أو أكثر من ذلك، فإذ بالموضوع ينزل لمستوى استقالة وزير البيئة الذي يعلم الجميع دون استثناء انه ليس المسؤول عما وصلنا إليه، بل انه حاول الوصول الى نتيجة ولم يفلح، أما أن نطالبه بكشف الأسرار وتسمية الزعماء الذين يعرقلون الحل، أو الذين فرضوا المحاصصة المجرمة، فمعنى ذلك أننا نطالب بتفجير الحكومة بل بتفجير ما تبقى من الوطن، وذلك بإثارة خلافات سياسية ومذهبية وطائفية لا توصلنا إلا لمزيد من الأزمات.
وإذ أشار الى أهمية هذا الحراك الذي يعبر عن الأكثرية اللبنانية الصامتة، وتساءل: لكن الى أين؟ من هؤلاء وما هي قدرتهم على تغيير اللعبة السياسية اللبنانية الداخلية وامتداداتها الخارجية؟ وهل يستطيع بيان من مجلس الأمن أو فريق تصوير من (السي ان ان) أو ترحيب من مسؤول غربي هنا أو هنالك أن يجعل هذا الحراك قادرا على تغيير ما لم تستطع الحرب اللبنانية سابقا والأزمات المتتالية أن تغيره؟.