kayhan.ir

رمز الخبر: 25376
تأريخ النشر : 2015September04 - 21:06

رهان الميدان انقلب على الرياض

ما عثّر مفاوضات مسقط مؤخرا بين الاطراف اليمنية والذي يقودها المبعوث الاممي في الازمة اليمنية ولد الشيخ احمد اسماعيل والتي كادت ان تدخل مرحلة الجمود هو مكابرة الرياض وحساباتها الخاطئة على تطورات الميدان التي جاءت بفعل التنسيق بين الجيش واللجان الشعبية والحراك الجنوبي بالانسحاب من بعض المناطق الجنوبية للحيلولة دون تغلغل القاعدة والاصلاح في هذه المناطق وليس بفعل تحركات قواتها ومعها القوات الاماراتية وهذا اكده الميدان فعلا حيث لم تستطع قوات التحالف ومعها القاعدة وقوات هادي ان تتقدم صوب الشمال اكثر مما سمحت به قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية ومثال ذلك محافظتي تعز ومارب اللتان اصبحتا مقبرة لقوات الغزاة ودباباتهم وهذا ما لمسته واشنطن وتاكد لها بان السعودية ومن يحالفها لا تستطيع التقدم في الميدان واحداث تغييرات فيه لذلك اتصل نائب الرئيس الاميركي جون بايدن الاسبوع الماضي بالسلطان قابوس سلطان عمان لتحريك ملف مفاوضات مسقط وهذا ما حدث فورا حيث اجتمع لاول مرة الجانب السعودي الذي ظل يماطل لفترة ويدفع منصور هادي الى الواجهة، بوفد انصار الله في مسقط لكن دون التوصل الى نتائج ملموسة بسبب الموقف السعودي المعروف الذي يحاول عبثا الرهان على الميدان رغم ظهور عجزه الواضح وخسائره الكبيرة سواء في الجنوب او على حدوده مع اليمن.

واليوم وبعد قبول حركة انصار الله بوثيقة المبعوث الاممي ولد الشيخ احمد اسماعيل ذات النقاط العشر التي تسندها ضمانات دولية باتت الرياض محرجة وان يأتي البعض على ذكر منصور هادي في هذا المجال ايضا لكن الرجل لا حول له ولا قوة مجرد شماعة تستخدمها الرياض لتمرير خطتها الاستعمارية في اليمن.

وما اثار قلق النظام السعودي وتخوفاته المتزايدة من التداعيات المستقبلية للموقف في اليمن هو النضج السياسي والقرار الصائب الذي اتخذته قيادة حركة أنصار الله بالقبول بوثيقة المبعوث الاممي التي تضمنت نقاط هامة وايجابية تصب لصالح الشعب اليمني وتضع حدا لسفك دمه وتدمير بلده والأكثر من ذلك هو سحب الذرائع من النظام السعودي واستمرار عدوانه السافر على هذا البلد بل فضحه وكشفه امام العالم لانه لايرضى باقل من اخضاع اليمن ثانية الى هيمنته وما الرئيس المطرود والمنتهية ولايته منصور هادي سوى اداة لتنفيذ هذا المشروع، لكن العملية النوعية التي قام بها الجيش اليمني واللجان الشعبية بالامس بقصف مواقع قوات التحالف ومن يدور في فلكها من انصار هادي والقاعدة في مأرب ستقطع الطريق بالتاكيد على عنجهية ومكابرة النظام السعودي لفداحة الخسائر التي تحملها وما اعتراف الامارات بسقوط 22 قتيلا الا جزأ يسيرا من هذه الخسائر. فمعركة امس اثبتت وبالضرس القاطع ان رهان الرياض على الميدان فاشل ولا يؤدي الى اية نتيجة بل بالعكس سيدخلها الى مطبات اخطر واعمق لا تستطيع الخروج منها بسلام لذلك يتوقع المراقبون ان تذعن الرياض لحقائق الميدان وتتكيف مع مفاوضات مسقط الجارية باتجاه حلحلة الملف اليمني الذي بات الحل الوحيد المتاح امامه هو الحل السلمي ولاغير.