صواريخ ” إس 300 ” ستصل الى ايران ولو كره الثنائي السعودي الإسرائيلي
حسين الديراني
الاعلان الروسي عن رفع الحظر على تسليم ايران صواريخ ” إس 300 ” الدفاعية اثار بركان من الغضب والاستنكار من قبل الدول العدوانية المتمثلة في امريكا واسرائيل والسعودية، وسوف نكشف عن اسباب هذا الغضب.
صفقة الصواريخ كانت مجمدة بسبب الحظر الدولي المفروض على ايران، وبسبب الاعتراض الامريكي الإسرائيلي السعودي على هذه الصفقة التي وقعت بين ايران وروسيا عام 2007، وتقضي بموجبها تسليم ايران منظومة ” اس 300 ” الدفاعية لحماية المنشآت النووية والتي تساهم روسيا في بنائها.
الاتفاق على الصفقة قد حصل وفق ما اعلن عنه الطرفان، والمفاوضات استكملت وافضت الى إعداد نص اتفاق جديد بين روسيا وايران حسب ما اعلن عنه وزير الدفاع الايراني حسين دهقان الذي اكد ان بلاده ستوقع مع روسيا اتفاقية تسليم منظومة ” اس 300 ” الحديثة وستستلم المنظومة بعد التوقيع في وقت قصير، والخلاف هو السعر قد تم تسويته.
منظومة ” اس 300 ".
هذه المنظومة الروسية الصنع هي صواريخ للدفاع الجوي بعيدة المدى قادرة على التصدي للهجمات الجوية بكافة انواعها، كما انها قادرة على تدمير الصواريخ الباليستية، وهي مجهزة برادرات قادرة على تتبع نحو 100 هدف واصابة 12 صاروخا في
الوقت ذاته، ولا يحتاج إلا لدقائق معدودة كي يكون جاهزا للاطلاق، ومنظومة ” اس 300 ” مخصصة للدفاع المضاد للطائرات والدفاع المضاد للصورايخ على حد سواء، وبوسعها إعتراض كافة انواع الصواريخ متوسطة المدى الموجودة في العالم اليوم، وحصول ايران على هذه المنظومة معناه ان قدرتها على الدفاع عن منشآتها النووية اذا تعرضت لهجوم ستتحسن بصورة كبيرة.
الاعتراض الامريكي.
الاعتراض الامريكي على اتمام الصفقة هو دفاعا عن عملائها في المنطقة كاسرائيل والسعودية، وهي غير قادرة على منع إتمام الصفقة لإنها لا تقع ضمن حظر إستيراد الاسلحة الهجومية المتفق عليها في الاتفاقية النووية بين ايران والدول الست، ولا تعد خرقا للاتفاقية، وما على أمريكا إلا ان تتجرع سم هذه الصفقة وتبلعها كما بلعت سم التوقيع على الاتفاقية النووية، والايرانيون معرفون بتطبيق المعاهدات الدولية ووفائهم للعهود.
الانزعاج والغضب الإسرائيلي.
لقد ابدت إسرائيل انزعاجها وغضبها من القرار الروسي من خلال اتصال هاتفي بين رئيس الوزارء الصهيوني بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيث اعرب نتنياهو عن استياء كيانه من قرار موسكو بيع ايران منظومات دفاعية من طراز ” اس 300 ".
وقال المحلل السياسي والعسكري الإسرائيلي ” يوسي يلمان ” : ” اصبحت إمكانية مهاجمة المنشآت النووية في ايران اصعب اذا لم تكن مستحيلة، بالنسبة لجيشي إسرائيل وامريكا، وبالطبع سيكون هذا اكثر صعوبة بالنسبة الى سلاح الجو الإسرائيلي الذي لا يملك طائرات ” شبح ” ، كما انه يقلص احتمالات الخيار العسكري الإسرائيلي ضد ايران.
الكيان الصهيوني الذي عمل جاهدا لايقاف هذه الصفقة، وهو يحلم بشن عدوان على المنشآت النووية الايرانية السلمية اصبحت احلامه شبه مستحلية بعد اتمام هذه الصفقة، وهذا لا يعني ان ايران غير محصنة من دون تلك المنظومة، فلو قدر ان ترتكب إسرائيل حماقة وتشن عدوانا فسيكون ذلك نهاية هذه الدولة الغاصبة بوجود هذه المنظومة لدى ايران او عدم وجودها، فاي عدوان سيكون مصيره ونتيجته الحتمية فناء إسرائيل من الوجود.
الغضب والغباء السعودي.
الغضب السعودي الاحمق على اتمام الصفقة لا يقل عن الغضب الامريكي والإسرائيلي وقد يكون اكثر بسبب انشغالها بالعدوان على اليمن، وتظن ان الصفقة موجهة ضددها، ولقد حركت كل اسطولها الاعلامي ضد هذه الصفقة ظنا ان الاكاذيب تفلح في منع اتمامها، وقد يكون خطف المناضل ” احمد المغسل ” السعودي الجنسية المتهم بتفجير ” الخبر ” من قبل فرع المعلومات التابع لها في لبنان وتسليمه لها يقع ضمن ردة الفعل السعودية الهوجاء، فاذا كانت امريكا شربت وبلعت سم الصفقة، وإسرائيل تبكي وتنوح عليها فكيف بدولة مارقة كالسعودية التي يتحكم بها صبية تربعوا على عرش الملوكية الخشبية، فانها لا تملك من القوة شيء امام عظمة الجمهورية الاسلامية الايرانية لا قبل صفقة الصورايخ ولا بعدها، واقصى ما يمكن ان تفعله هو اسرافها بالعدوان على الشعب اليمني الذي سوف يكسر قرنها بضعفه وصبره وقوة عزيمته.