الصحف الاجنبية: لا خيار أمام الكونغرس الا التصويت على الاتفاق النووي
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية المعروفة بتأييدها للعدو الصهيوني، مقالًا تؤكد فيه دعمها للاتفاق النووي مع ايران، منتقدًا موقف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الرافض، في وقت تواصلت الاستنكارات الموجهة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان على خلفية حربه على الاكراد.
من جهة ثانية، كشفت وسائل إعلام غربية بارزة عن اختراق لمجموعة أشخاص يعملون في مجال التجسس لصالح الولايات المتحدة.
الكاتب في صحيفة واشنطن بوست "يوجين ديون" انتقد كيفية تعاطي نتنياهو مع موضوع تصويت الكونغرس على الاتفاق النووي مع ايران، حيث اعتبر ان جعل هذا التصويت مقياساً لدعم لإسرائيل يمثل "اسلوباً مؤسفاً" يلجأ اليه نتنياهو، وأكد صوابية تحذير اوباما وحلفاءه من رفض الاتفاق في الكونغرس، خاصة وان مخاطر الرفض أكبر بكثير من مخاطر القبول، وذكّر بان الولايات المتحدة لن تستطيع العودة للتفاوض والحصول على اتفاق افضل وذلك لان الاتفاق ليس "اميركياً-ايرانياً" بل يشمل كذلك الحلفاء.
ودعا الكاتب إلى ضرورة إجراء أوباما ومعارضيه في الكونغرس نقاشا أشمل حول نظرتهم إلى الدور الاميركي في العالم وضرورة شرح اوباما ماهية عقيدته. ورأى الكاتب ان اوباما ينتمي أساساً الى معسكر "الواقعيين" في السياسة الخارجية، بالتالي يعتبر ان الورقة الاخلاقية الرابحة بالنسبة لمعسكر الواقعيين هي ان يسألوا عما اذا كان الاهدار بحياة الجنود الاميركيين وثروة البلاد له اي صلة بالاخلاقيات. وختم بالاشارة الى ان منتقدي معسكر الواقعيين يواجهون السؤال نفسه الذي يواجهه معارضو الاتفاق مع ايران : "ما البديل".
في سياق آخر، نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالًا تحت عنوان "حرب تركيا التضليلية"، اتهم فيه اردوغان باللجوء الى اساليب التضليل من اجل التعويض عن خسائره السياسية الاخيرة، واعتبر ان اردوغان "اعاد اشعال الحرب مع الانفصاليين الاكراد لحشد الدعم لصالح الحكومة وتحقيق طموحه بشأن الحكم الاستبدادي و السلطات الموسعة".
وشكك الكاتب بان تكون حادثة مقتل شرطيين تركيين اثنين السبب الحقيقي للحرب، حيث اكد أن يمكن الاستغناء عن هذا الخيار بخيارات أخرى، وتابع: وعلى الرغم من موافقة اردوغان على استخدام الاميركيين قاعدة انجرليك و كذلك على الانضمام الى التحالف الدولي ضد داعش، الا انه "من الواضح ان اولويته (اولوية اردوغان) الاساس هي محاربة الانفصاليين الاكراد". وهنا حث الادارة الاميركية على استخدام نفوذها لوقف القتال وحرمان اردوغان من حجته بمواصلة عملية عسكرية تجعل من الصراع الصعب مع داعش اصعب حتى.
اما الباحث الاميركي "براد ستابلتون" فقد نشر مقالة انتقد فيها قرار واشنطن بضم تركيا الى الحرب ضد "داعش"، واكد ان تدخل تركيا في سوريا "سيثبت على الارجح بان الاهداف والغايات النهائية لحلفاء اميركا غالباً ما ستنحرف بشكل كبير عن اهداف وغايات الولايات المتحدة.
الكاتب اعتبر أن انضمام تركيا الى الحرب ضد "داعش" اعطى انقرة ذريعة لتحطيم وقف اطلاق النار الهش مع حزب العمال الكردستاني، منبها إلى ان العمل العسكري التركي يتركز على ضرب الاكراد بدلاً من "داعش". وطالب البيت الابيض برفض النظرية القائلة بضرورة الضغط على الحلفاء لجعلهم يتصدون للتهديدات العالمية بالنيابة عن واشنطن، مشدداً على ان هؤلاء الحلفاء غالباً ما سيستفيدون دبلوماسياً من مشهد الظهور كمن يتعاون مع الولايات المتحدة، بينما يسعون وراء اهدافهم الخاصة. وفي الختام حث الكاتب واشنطن على عدم تقديم الذرائع الى الدول كي تستخدم القوة العسكرية سعياً وراء تحقيق ما تعتبره هذه الدول مصالحها.
من ناحية أخرى، كشفت صحيفة لوس انجلس تايمز نقلاً عن مسؤولين اميركيين بانه تم اختراق شبكة سرية مكونة من مهندسين وعلماء اميركيين كانوا يقدمون المساعدة التقنية للعملاء السريين الاميركيين الذين يعملون في الخارج، ولفت إلى ان اجهزة التجسس في دول اجنبية مثل روسيا و الصين تزيد من عمليات الارشفة لقواعد البيانات الحاسوبية الاميركية – و التي تحوي على معلومات مثل التصريحات الامنية و استمارات الضمان الصحي.
وأضافت الصحيفة ان ادارة اوباما تسعى الى تعزيز قدرات الاجهزة الفدرالية الاميركية على التصدي للهجمات الالكترونية، في الوقت الذي اخترقت هذه الهجمات المواقع وكذلك نظام البريد الالكتروني التابع للحكومة.
وحسب مسؤولين اميركيين يعملون في مجال مكافحة الارهاب، فان هذه الاطراف الخارجية تقوم بدمج هذه الملفات التي تحتوي على كمية معلومات هائلة، ومن ثم تستخدم البرمجيات المتطورة لتحديد اي ادلة قد تحدد او تجند العملاء الاستخبارتيين الاميركيين، واشاروا الى ان روسيا والصين تقومان بجمع ودراسة الملفات الحاسوبية الاميركية الحساسة من اجل الاستفادة منها لغايات استخبارتية. كما تحدث مسؤولون اميركيون عن قيام قراصنة روس على صلة بالكرملين باختراق نظام البريد الالكتروني التابع لوزارة الخارجية الاميركية في الخريف الماضي.
واستشهدت الصحيفة بتصريح وزير الحرب الاميركي آشتون كارتر الذي شدد على ضرورة تعزيز الجيش الاميركي لقدراته في مجال الحرب الالكترونية. كما تلفت الصحيفة الى ان "كارتر" كان قد امضى يوم الجمعة الماضي في وادي السليكون حيث يحاول تعزيز الشراكة بين البنتاغون و المؤسسة الاكاديمية و القطاع الخاص، وذلك بغية تحسين الاداء في مجال الحرب الالكترونية.